رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس البار يوسف النجار
متى 18:1-25 "أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ. وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ (ﭐلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ". عندما نتحدث في حياتنا اليومية عن شخصية أو صفات رجل أو امرأة معينة فإننا في الغالب نتحدث عن واحد من ثلاثة أشياء: * الحديث عن إنسان معيّن بأن له شخصية مميزة، يكون القصد هو أن هذا الشخص فريد من نوعه أو غريب الأطوار. * أيضاً الحديث عن شخصية معينة يعني الحديث عن رجل أو إمرأة له دور في قصة معينة أو فلم سينمائي. * كذلك فالحديث عن إنسان بأنه شخصية مميزة يعني ببساطة الحديث عن رجل أو إمرأة له سمات أو ميّزات نبيلة أو أخلاق حميدة. أي أن الحديث عن شخصية معينة هو في الواقع حديث عن إنسان فريد أو مميز، أو إنسان له دور في قصة أو حدث معيّن، أو الحديث عن إنسان نبيل ومحترم. وفي تأملنا في شخصية القديس يوسف النجار خطيب القديسة مريم العذراء، فإننا في الواقع نتحدث عن رجل اجتمعت في شخصيته الميزات الثلاث أعلاه: فهو إنسان مميز وفريد، وله دور في واحد من أعظم أحداث التاريخ، وهو حدث أو حقيقة تجسد شخص الرب يسوع المسيح، كما أن يوسف كان إنساناً نبيلاً ومحترماً، بل يجب عليّ هنا أن أستخدم الصفة التي ذكرها الإنجيل المقدس عن هذا الإنسان بأنه كان "باراً" (متى19:1). |
01 - 08 - 2017, 12:30 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
الشيء المؤسف، أنه في خِضَمِّ الحديث عن ميلاد رب المجد يسوع، يتحدث الناس كثيراً عن القديسة مريم العذراء، وعن الملائكة، وعن الرعاة، وعن المجوس، وعن الملك هيرودس، وحتى عن النجم الذي ظهر للمجوس، ولكن ينسون نجماً بشرياً استخدمه الله والملك هيرودس ليكون الزوج المحب للقديسة مريم العذراء، والمربي الفاضل لشخص الرب يسوع له المجد. عندما نتأمل في الآيات القليلة التي سجلها الوحي المقدس عن القدّيس يوسف، نكتشف مباشرة بأن الله قد اختاره لأنه كان مثالاً لرجل يحب الله، شخص امتاز بالبر والخضوع لإرادة الله، والعمل بحسب مشيئة الله وطاعته فيما أراد منه أن يعمل. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
اسم يوسف يعني لغوياً إضافة أو زيادة. ويرتبط ذكره ارتباطاً وثيقاً باسم القديسة مريم العذراء. فعندما ذكر اسم يوسف للمرة الأولى في الإنجيل المقدس قيل عنه "يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ" (متى 16:1). كذلك ينهي الإنجيل المقدس ذكر اسم يوسف بعد زيارته إلى اورشليم مع القديسة مريم عندما كان الرب يسوع إبن إثنتي عشرة سنة، ويتضح من الإنجيل أن علاقة القدّيس يوسف بالقدّيسة مريم العذراء قد اتسمت بالمحبة واللطف والرعاية، أي أنها كانت علاقة انسانية مثالية ورائعة. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
دعونا في البداية نتعرف على القدّيس يوسف، من هو هذا الإنسان: 1. يوسف من نسل داود من سبط يهوذا: يوجد في الإنجيل المقدس ثلاثة شواهد على نسب القديس يوسف من نسل الملك داود. فقد ورد اسم يوسف أولاً في سلسلة النسب الملوكي، أي سلسلة نسب الرب يسوع المسيح الأرضية. نقرأ في متى 15:1-16 قول الوحي المقدس "... وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ".ثم نقرأ عنه في الآية 20 قول ملاك الرب ليوسف: "يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ". كذلك نقرأ في لوقا 4:2 عن يوسف أنه "مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ". |
||||
01 - 08 - 2017, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
2. يوسف هو الأب الأرضي الشرعي للرب يسوع المسيح: يعلن لنا الله في الإنجيل المقدس حقيقة حبل القديسة مريم العذراء بمعجزة سماوية، فقد حملت الطفل يسوع في أحشائها بدون زرع بشر، بل بقوة من الله. ومن أجل حماية القديسة مريم من الإشاعات والتهم الباطلة، أي من أجل صيانة اسمها الطاهر وسيرتها المقدسة، رتب الله بحكمته الفائقة للإدراك أن يتم حبلها بشخص الرب يسوع المسيح في الوقت الذي كانت فيه مخطوبة من القديس يوسف النجار. يشير لفظ "مخطوبة" في الكتاب المقدس إلى رباط شرعي بين الرجل والمرأة، أي أن الخطوبة هي علاقة زواج حقيقية بينهما ولا تفسخ تلك العلاقة إلا بالطلاق. والفرق بين الخطوبة والزواج الفعلي هو أنه لا تتم العشرة الزوجية أثناء فترة الخطوبة إلى حين انتقال المرأة إلى بيت خطيبها. أي أن يوسف كان من الناحية الشرعية زوج مريم (سفر التثنية 23:22-24). |
||||
01 - 08 - 2017, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
وهكذا عرف يوسف بأنه الأب الأرضي والشرعي للرب يسوع مع أنه لم يكن أبوه الطبيعي، لذلك دعي المسيح إبن داود. وبهذا الترتيب الإلهي. وهكذا تمت نبوات رجال الله في العهد القديم على أن المسيح سيأتي من نسل داود (صموئيل الثاني 12:7-16). لقد ولد الطفل يسوع في أسرة بشرية مقدسة تتكون من الأم مريم العذراء والأب يوسف النجار (متى 16:1، 20/ لوقا 24:2، 27، 48؛ 23:3؛ 22:4/ يوحنا 45:1؛ 42:6). 3. كان يوسف يعمل في النجارة: نقرأ في متى 55:13 أن يسوع عرف "بإبن النجار" ونقرأ في مرقس 3:6 قول أهل مدينة الناصرة عن المسيح بأنه "النجار ابن مريم". وهكذا شرّف الرب يسوع مهنة النجارة التي عمل بها أيضاً أبوه الشرعي القديس يوسف. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
ما هي أهم الأشياء التي يعلنها الكتاب عن القديس يوسف النجار: أولاً: كان يوسف رجلاً باراً: متى 18:1-19 نقرأ في الآية 19 أن "يُوسُفُ... كَانَ بَارّاً"، والواقع حتى لو أن الإنجيل لم يذكر لنا هذه الحقيقة، فإننا نستطيع استنتاج ذلك من خلال قراءتنا لما عمله يوسف مع القديسة مريم العذراء ومع الطفل يسوع. وصفة "البار" المستخدمة هنا تشير إلى أن أسلوب تفكير يوسف ومشاعره وأعماله كانت جميعها بحسب مشيئة الله. وجد يوسف نفسه في موقف حرج وصعب للغاية: فقد كان خطيباً لمريم، واكتشف فجأة أن خطيبته حبلى، فما العمل. موقف يوسف من حبل مريم العذراء يكشف لنا أنه كان رجلاً عظيماً ومباركاً. فهو لم يعلم بسر حبلها، وتفاجأ بها وهي تحمل جنينها في أحشائها. فلم يشتم ويلعن ويهدد ويضرب ويطالب بالإنتقام. بل تصرف بحب ورعاية عجيبة. فلم يخبر أي شخص بأن الجنين الذي كان في أحشاء مريم لم يكن منه، بل ترك الجميع يظنون أنه الأب الحقيقي للطفل. وأراد أن ينفصل عن مريم بهدوء. لقد كان باستطاعة يوسف أن يطالب بتطبيق شريعة الله ورجم مريم بالحجارة حتى الموت أو أن يطلقها (راجع سفر العدد 11:5-31، ولاويين 10:20) ولكنه لم يمارس حقه الشرعي. في نظر يوسف، كانت الرحمة والمحبة أعظم جداً من تطبيق حرف الناموس. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
حسب العادات التي سادت في أيام يوسف ومريم، كان الزواج يمر في مرحلتين: المرحلة الأولى هي مرحلة الخطوبة، ثم مرحلة الاحتفال بالزواج. وخلال مرحلة الخطوبة، يعمل أهل العروسين على ترتيب عقد الزواج الذي يتعهد فيه والد العريس بدفع مهر العروس الذي يمثل ضمانة أو مصدر أمن للعروس في حالة أراد العريس ترك خطيبته أو طلاقها. ومن الناحية القانونية، فإن الخطيبين يُعتبران زوجين منذ الإتفاق على عقد الزواج، ولكن لم تكن مراسم الزواج تتم عملياً إلا بعد سنة، حيث كانت فترة الخطبة للتحضير ولاختبار ولاء الخطيبين لبعضهما البعض. بدأت المشكلة عندما ظهر ليوسف أن خطيبته مريم قد خانت عهدها معه وأصبحت حاملا، أي أنها خيّبت آماله ووضعته في موقف محرج. فبحسب الشريعة كان يحق ليوسف أن يذل مريم أمام الناس بسبب خيانتها الظاهرة له، كما وكان من حقه أن يطالب برجمها بتهمة الزنا، وفي نفس الوقت كان يستطيع تركها بهدوء وبدون أية فضائح، وفي جميع الحالات لم يعد باستطاعة يوسف إتمام مراسم الزواج لأنها، كما بدا له، قد خانت عهدها معه ومع الله. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
ومع ذلك فقد اختار يوسف أن "لا يشهرها"، أي أن لا يسبب لها فضيحة أخلاقية واجتماعية ودينية، بل أراد أن يفسخ عقد الخطوبة بينهما بصمت وهدوء، حيث كان يتم فسخ العقد بحضور شاهدين أو ثلاثة يمكن الثقة بهم. وهذا الاختيار يدل بلا شك على أن يوسف كان يخاف الله، وبحسب تعبير الكتاب المقدس، لقد كان "باراً"، ولم يهتم بالجرح والألم الذي أصابه، ولكنه كان حريصاً أن لا تنجرح خطيبته مريم وأن لا تتعرض لأي سوء من المجتمع القاسي الذي لا يرحم. وهذا دليل قاطع على أنه كان يحب خطيبته مريم، وبالرغم مما جرى، فإن حبه لم يتغير، والذي يحب لا يمكن أن يتسبب بأيّ أذى لمن يحبه. موقف يوسف من القديسة مريم يدفع الكثيرين منا إلى الخجل من أنفسنا. فنحن على استعداد أن نشهر بأي شخص ولو أساء إلينا بإساءة بسيطة جداً، وليس إساءة فظيعة مثل الزنا والحبل. نحن لا نرحم. نحقد، ونفرغ سموم حقدنا بالثرثرة وتشويه سمعة الناس وحتى الإساءة إليهم. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
يوسف لم يشأ أن يشهر خطيبته. اليوم إن خطب شاب فتاة، واكتشفت هي شيئاً عليه أو اكتشف هو شيئاً عليها، فإن جميع الناس يعرفون ما الذي يجري بينهم، وتنتشر الفضيحة بين الناس. المسيحي إنسان محب ولا يسئ للآخرين حتى ولو أساؤوا إليه. المسيحي المحب يحب أن يستر على أخطاء الآخرين، فالمحبة تستر كثرة من الخطايا... ومن منا لا يخطأ، ومن منا لا يحتاج إلى رحمة الله. أراد يوسف أن يعمل ما هو حق وصواب، وقلب يوسف يعكس رحمة الله وعدله في نفس الوقت. فنحن نعلم من الكتاب المقدس أن الله محب وعادل في نفس الوقت. فالله في عدله يكره الخطية ويعاقب من لا يتوب عن خطاياه، ولكنه أيضاً محب، ولذلك يظهر رحمته لمن لا يستحق الرحمة. نقرأ في مزمور 7:45 عن شخص الرب: "أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ". أجل إن الله يحب الخطاة حتى الموت، موت الصليب كما نقرأ في رومية 8:5 "وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا". |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس البار الشيخ يوسف النجار |
تصميم | القديس يوسف النجار البار |
القديس البار يوسف النجار❤️ |
القديس يوسف البار ( يوسف النجار ) |
القديس البار يوسف النجار |