منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2017, 03:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,541

دعوة إلى التطهير (1)

دعوة إلى التطهير (1)
دعوة إلى التطهير (1)
"هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ."
(إشعياء 8:1).
في الأصحاح الأول من سفر إشعياء نسمع الله يتحدث أولاً بدعوى يرفعها ضدّ الإنسان فيقول:
اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ،
لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ:
«رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ، أَمَّا هُمْ فَعَصَوْا عَلَيَّ."

(إشعياء 1: 2)
لكننا بعد ذلك نسمع صوت الله يوجِّه دعوة للإنسان فيقول:
"هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ ".
فبعد أن رفع الله دعوى ضد الإنسان وحكم فيها على الإنسان لشرِّه وزيغانه، عاد فوجَّه دعوة للإنسان لكي يحرره ويبرره ويطهره، فالله يعلن أنه لم يكن قضاء نهائياً ولكن يوجد باب للرجاء.
دعونا نستمع أولاً إلى هذه الدعوى أو القضية،
وثانياً في الدعوة للإنسان للغفران والتطهير.
*
أولاً:
دعوى ضد الإنسان
نجد هذه الدعوى في الجزء الأول من هذا الأصحاح. ونلاحظ أن الله حتى وهو يقاضي الإنسان فهو يقاضيه كأب حنون، يقول:
"رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ،"
أنا أقاضي أبنائي كأب وليس كحاكم قاس لا يهتم ولا يكترث. أنا أرفع الدعوى كأب جرح قلبه بسبب عصيان أبنائه وهو يُشهِد في هذه الدعوى السموات والأرض فيقول:
" اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ، "
فالسموات تسمع صوت الله والأرض تخضع لإرادة الله وتستجيب له. والطبيعة الجامدة تسمع صوت الله لكن المأساة أن الإنسان لا يسمع.
القضية هي أنني ربيت بنين ونشَّأتهم لكن أبنائي هؤلاء الذين رعيتهم منذ نعومة أظفارهم والذين سرت بهم في برية قاحلة وأخرجتهم من عبودية وتسخير لم يكن لهم منها فرار.. هؤلاء البنون عصوا عليّ.
*
-1-
اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ
وأول ما يحاسب الله الإنسان عليه هو الجحود والنكران
كان الله يتوقَّع من شعب أحبه ورعاه أن يبادله حبّاً بحب، لكن هذا الشعب عصى الله حتى أن الله يقول إن :
اَلثَّوْرُ (الذي لم أعطه عقلاً كعقل الإنسان)يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ(الذي يضرب به الإنسان مثلاً في الجهل وعدم المعرفة)مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ".
(إشعياء 1: 3)
الحمار يعرف من أين يأكل أما الإنسان فلا يعرف غذاءه الحقيقي. لا يعرف كلمة الله التي هي الغذاء الوحيد له في الحياة. وهو يطلب غذاءه في أمور ضارة وأفلام خليعة:
لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ:
تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً.

(إرميا 2: 13)
ما من شيء يكسر قلبك أكثر من جمود وجحود شخص أحببته وبذلت نفسك لأجله، لكنه لا يبدي لك اعتباراً بل يعاندك ويعاديك.
*
-2-
وهناك تهمة أخرى هي الارتداد والعصيان
يقول الله:
".. تَرَكُوا الرَّبَّ، اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ."
(إشعياء 1: 4)
. فهو يرى الإنسان يعيش في العصيان. يعيش في اتباع آخرين غير الله مع أن الوصية الأولى كانت ألا يعبد الإنسان إلهاً آخر غير الله.
أيها الإخوة:
إن كانت هذه القضية قد رفعها الله ضد شعبه القديم، فنحن الآن نسمع صوت الله يتردد في آذاننا اليوم بأننا قد تبعنا آخرين، ونعبد آلهة غير الله. فنحن وإن كنا لا نعبد وثناً قائماً في تمثال، لكن أي شخص أو أي شيء يستحوذ على انتباهنا أو أوقاتنا فهو وثن.
بعضنا يعبد نفسه، ولذاته، والمال، والمركز والبعض يعبد الخطية. وقد لا ندري أننا من عبدة الأوثان، لكن كلمات الله تصل إلى آذاننا، وأرجو أن تدخل قلوبنا لينبّهنا إن كنا نعبد آلهة أخرى.
فالآن هي الساعة لكي نستيقظ، إنها لحظة التوبة لنرجع إليه.
وهذا العصيان الذي يتحدث عنه الله، لم يستطع الله في قدرته وعظمته أن يردّ الإنسان عنه حتى بالضربات، يقول:
"عَلَى مَ تُضْرَبُونَ بَعْدُ؟ تَزْدَادُونَ زَيَغَانًا!.."
(إشعياء 1: 5)
وإمعاناً في العصيان على الله.
*
-3-
العبادة الباطلة
يقول:
"لِمَاذَا لِي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. اتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ مُسَمَّنَاتٍ، وَبِدَمِ عُجُول وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ مَا أُسَرُّ."
(إشعياء 1: 11)
حين تأتون لتظهروا أمامي، من طلب منكم هذا أن تدوسوا دوري. فالله يصوّر عبادتهم حين يدخلون بيته أنهم ينجسون بيته.
" لاَ تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ. الْبَخُورُ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِي..."
كل هذه الطقوس لست أطيقها،
"لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاعْتِكَافَ."
(إشعياء 1: 13)
إن الله يتهم الإنسان بالعبادة الباطلة.. بالرياء.. بمحاولة شراء رضى الله بذبائح نقدمها نحن البشر.. بتقدمات نتصوَّر أننا بها نستطيع أن نكسب خلاص الله. والله يرى ليس فقط أن هذه العبادات الباطلة لا تفيدنا لكنها تزيدنا إثما على إثم. فهذه التقدمات هي خطية. حين نقدم عملاً حسناً بغرض أن نكسب رضى الله.. حين نقدم ذبائح لنحلّ بها محل ذبيحة المسيح.. فهذه هي الخطية التي لا يمكن أن يقبلها الله منا.
*
المأساة أيها الإخوة أننا نتصور أننا نجاهد ونصلي ونصوم ونقدم إحسانات وذبائح، ونتصور أننا بذلك نكسب رضى الله. إن الله لا يرضى عنا بما نعمل، ولكن رضاءه يأتي بما عمله هو على الصليب. ليست ذبائحنا هي التي تكسبنا برّاً لكن ذبيحة المسيح الكافية الكاملة الواحدة هي التي تبررنا. إن الأعمال الحسنة هي ثمرة للإيمان والخلاص..
*
هذه هي بعض التهم التي يوجهها الله لشعبه القديم والتي نستطيع أن نسمعها في آذاننا اليوم. إنه يتهمنا بأننا نقابل محبته بالنكران. إننا نعيش في عصيان، نعبد آلهة أخرى. وإننا نقدم ذبائح من أنفسنا لكي نكسب رضاه. ونتيجة ذلك، إن القضاء يحل علينا ويقول الله:
"كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ، وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ.مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ."
(إشعياء 1: 5-6)
إننا في نظر الله خطية متحركة؛ لا شيء من البر فينا بعيداً عن كفارة المسيح. فإن كانت الخطية في داخلنا وخارجنا، في رؤوسنا وقلوبنا، فحدثوني هل يستطيع الإنسان أن يصلح نفسه بالتعليم أو بالأخلاقيات. فلا بد من تغيير هذا القلب، ولا بد من تجديد هذا الرأس.
أيها الأخوة لا تفشلوا. دعونا نسمع الدعوة الموجهة لنا.
*
ثانياً:
دعوة للتطهير
"هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ.. (هذه الخطايا التي ذكرتها لكم، ) إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ..."
(إشعياء 1: 18)
كيف يا الله؟
هلم نتحاجج. أي تعالوا نواجه بعضنا البعض بالحجة. يا لتواضع الله وعظم محبته. نحن في نظره خطية متجسدة متحركة يدعونا أن نجلس إلى حوار معه. أي حجة عند الإنسان. هذا هو القضاء وهذا هو حال الإنسان.. الخطية، كيف يتصرف الإنسان فيها؟
قد يحاول بعض الناس أن يتخلصوا من هذا الموقف بأن ينكروا وجود الخطية. يعيشون في الخطية ويقولون إنها حرية. لكن إن كنا نستطيع أن نخدع أنفسنا بعض الوقت لكننا لا نستطيع أن نخدع الله.
ليس المهم ما تقوله أنت عن الخطية، ولكن المهم أن الله الديان يعرف أنك خاطىء. الذي يرفع الدعوى ضدّك هو القاضي الذي سيحكم عليك، فهل لك من قرار أو نجاة؟
البعض الآخر قد يحاول أن يحل هذه المشكلة بأعمال حسنة كما قلنا، لكن الأعمال الحسنة يراها الله مزيداً من الخطية.
إذا كيف نحل هذه المشكلة؟
يحلها الله. ولا يمكن أن يأتي الحل إلا من عنده
"إإِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ..." .
سنكمل إن تأنى الرب في المجيء ..
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دعوة الاثنين دعوة واحدة دون تمييز مثل الابن الضال
دعوة وليمة العرس هي دعوة مجانية لدخول ملكوت الله
دعوة شاملة؛ بما ان اليهود رفضوا عمداً دعوة الله
التطهير من الخطية
المتحدث العسكري: دعوة السيسي للنزول الجمعة مبادرة لمواجهة العنف وليس دعوة له


الساعة الآن 02:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024