الصَّدقة والصوم
"اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الْأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلَانِيَةً".
"وَمَتَى صُمْتُمْ فَلَا تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لَا تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً، بَلْ لِأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلَانِيَةً" (متى 6:1-4 ، 16-18).
نظام الملكوت الجديد الذي أدخلتكم فيه لا يلغي الفروض الدينية الموحى بها من الله، كالصدقة المتجهة نحو القريب، والصلاة المتجهة نحو الله، والصوم المتجه نحو الذات. لكن يُشترط في هذه الفرائض أن لا تُحفظ أمام الناس فقط، أو تؤخذ وسيلة لأجل الافتخار والتعظُّم، وربح مدح الآخرين، وآلة للرياء الكريه. فإن كنتم لا تتصدَّقون وتصلّون وتصومون في الخفاء، لا تُحسب صدقاتكم وصلواتكم وأصوامكم الجهارية عند الله، لأنكم إذ ذاك تكونون مرائين. لا تتشبَّهوا بمعلمي الدين ورؤسائه عندكم، لأنهم مراؤون، واصطلاحاتهم في هذه الأمور مثل نواياهم، ومكروهة عند الله. لا تنقادوا إلى ضلالة الأمم كما انقاد رؤساؤكم فيتوهمون أن مجرد تكرار الصلاة تسرُّ الإله الذي يصلُّون إليه.