طوبى للرحماء
الطوبى الخامسة خصَّها للرحومين، الذين ينالون من الله الرحمة ومن الناس المراعاة. لكن هل هم الأغنياء في السلطان، أي الملوك والحكام المرعيو الجانب، السالمون من المظالم؟ وهل هم الذين يرغمون الناس على مراعاتهم بسطوتهم؟ وبقوتهم يخدمون المصالح الدينية الخارجية، وبذلك يكسبون عند الله أيضاً المراعاة؟ يقول المسيح إن الذين يُرحمون هم اللطفاء لا المتجبِّرون. هم الذين يراعون الناس لا الذين يراعيهم الناس. هم الذين يخضعون للآخرين لا الذين يُخضِعونهم. في ملكوته ينال الرحماء الرحمة لا العتاة. قال الحكيم سليمان: "اَلرَّجُلُ الرَّحِيمُ يُحْسِنُ إِلَى نَفْسِهِ" (أمثال 11:17). وقال أبوه داود لِلَّه: "مَعَ الرَّحِيمِ تَكُونُ رَحِيماً" (مزمور 18:25).