طوبى للمساكين
الطوبى الأولى تقول: "طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات" وهي تتحدث عن أشخاص غير الذين ظنَّهم أهل ذلك الزمان أصحاب ملكوت السماوات، فهذه الحجة للتطويب لا يصدقها سامعوه، لأنهم يحسبون أن في مقدمة أصحاب السعادة رؤساء الدين من كهنة وكتبة وفريسيين (أي الأغنياء في المنصب الديني). لهؤلاء يكون القول الأول والمنفعة الكبرى في الملكوت الزمني المجيد الذي يقيمه المسيح متى جاء. لكن المسيح يرى أن ملكوت السماوات ليس لأولئك وأمثالهم، بل للمساكين بالروح، لأن هؤلاء هم الذين يملكون مع المسيح. كان المسيح قد استشهد في عظته الشهيرة المختصرة في الناصرة بالنبوة القائلة فيه: "الرب مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ" (لوقا 4:18) ولهذا خصص تطويبه الأول للمساكين بالروح.