...يحكى لى خادم كبير سنا واستأذنته ان انشر ما قاله دون ذكر اسماء.....يقول
بدأت خدمتى صغيرا وشيئا فشيئا التف حولى المخدومين ربما لموهبة اعطاهالى الله اننى كنت جاذب لسن الشباب وازدادت العلاقة بيننا وتسرب الى فكرى شعور الفخر بما وصلت له وكذلك شعور بحلاوة ودفء العلاقة مع مخدومينى والتى كانت تلذذنى بالتفافهم حولى ولم تكن الامور خالية من الروحيات بل كنت اخدمهم خدمة روحية ولكن كان النصيب الاكبر للعلاقة الشخصية(هذا ما اكتشفته بعد ذلك) وشيئا فشيئا احسست بانى انظر نظرة دونية لامين خدمتى ذلك الخادم كبير السن رجعى الفكر(هذه نظرتى انذاك) والذي يجب حماية المخدومين منه الذين كانوا يزدادوا التفافا حولى وتمجيد فيا كلما كسرت اوامره الخدمية وانقاذهم من افكاره المتخلفة(حسب وجهة نظرى) وطبعا كنت ازداد انبساطا بتعلقهم بي واصبح هدفي الاوحد(دون ان ادرى) ارضاء مخدوميني حتى استمر فى هذا الاحساس اللذيذ بشعبيتى بينهم وكذلك اخوتى الخدام تجنبونى نفورا من طريقتى المسيطرة ولم اشفق عليهم ولا حتى اهتممت اصلا بما يعانونه من مشاعر الدونية....اما ابونا الكاهن فكنت اريحه ببعض الكلمات وهو مع انشغالاته كان لا يجد وقت لاخباري بمشاعر عدم ارتياحه لطريقة خدمتي او ربما خوفا من ذاتى المنتفخة كان يتجنبنى....وتمر الاياااااااااام التى قال عنها الكتاب انها شريرة....وشيئا فشيئا تتغير الاشخاص والظروف واتحول انا من سن الشباب الذي كنت افتخر به وبعصريتى وتحضرى الى اننى اصبحت اكبر سنا وانفض من حولى الشباب وذلك لاننى بدأت اغير طريقتى فى الخدمة بعد ان اكتشفت اننى فى اثناء انشغالى بعلاقاتى الاجتماعية اللذيذة معهم لم اهتم بتنميتهم روحيا وربطهم بالاسرار الكنسية وما الى ذلك بل وتسللت روح الكبرياء منى اليهم ومع الوقت ظهر خدام اخرين اكثر شبابا وياللعجب فكل التجاهل والتحدى الذي كنت اصدره لمن هم اكبر منى اصبح الان موجه الى واشعر اننى خسرت كل شئ وكما قال الكتاب
كَمَا فَعَلْتُ كَذلِكَ جَازَانِيَ اللهُ (قض ١ : ٧)
وتدور الايام وتتبدل الامور..... لذلك ايها الخادم كن رحيما بالاكبر سنا فستأتى لحظة تكون مكانهم وكذلك اعرف ان لهم دسم روحى انت تحتاجه فى خدمتك
يكمل قائلا....مع داود النبي.......وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي: "لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ". (مز ٣٠ : ٦)
نعم ففى وقت القوة تظن انك لن تضعف ابدا ولكن هكذا قال الكتاب........الايام شريرة
12 - 07 - 2017, 09:52 PM
رد: الايام شريرة
العرض العادي
