بشارة لوقا
"إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الْأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلَامِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ" (لوقا 1:1-4).
ولوقا مثل مرقس، غير مذكور في البشائر الأربع، لكن لنا لمحات عن حياته في سِفْره الثاني (أي سفر أعمال الرسل) تُبيّن أنه رافق الرسول بولس في أسفاره التبشيرية. ثم نعلم من إحدى الرسائل أنه كان طبيباً محبوباً (كولوسي 4:14). والظاهر أنه كان من أهل العلم، لأن لغة كتابته في اليونانية تمتاز بالفصاحة.
ومقدمة بشارته رسالة وجيزة إلى صديقه اليوناني صاحب السمو ثاوفيلس. المؤمن بالمسيح، بيَّن فيها لوقا أنه قصد من كتابتها إفادة ثاوفيلس وتثبيته في إيمانه الجديد، فأكَّد له أنه اجتهد ليقف على الأخبار الراهنة عن المسيح، فقال: "تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلَامِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ" (لوقا 1:1-4).