الجنون بحسب أدبيات ال 12 خطوة

[walaa farouk]

إن لم تكن لدينا القوة الكافية لنفعل ما يجب أن نفعله. إلى من نذهب ليساعدنا؟
أين نذهب لنحصل على القوة التي نحتاجها لنحيا حياة أفضل وحياة أعقل؟
قليل من المدمنين خلصوا إلى نتيجة بأن حياتهم أصبحت غير منطقية "أي مجنونة" وعندما يرون عدم منطقية حياتهم كانت لديهم الشجاعة أن يواجهوا هذا ا لأمر. لكن الأكثرية يقللون من خطورة الموقف فيقولون مثلاً:
– عندي مشكلة مع التدخين.
– عندي شوية علاقات مش كويسة في حياتي.
– بآكل زيادة حبتين.
لكنهم لا يواجهون حقيقة أنهم "مرضى" ـ الإدمان مرض نفسي حقيقي. إنهم مضللون بهذا العمى النفسي ويضللهم عالم لا يعرف الفرق بين الأكل وإدمان الأكل. أو بين الحب والاعتمادية. "الرُشد" هو العقل السليم. العقل السليم هو العقل الذي يدفع صاحبه لحماية نفسه وعدم إيذائها. أما العقل المريض المجنون هو العقل الذي يدمر صاحبه. الجنون في تقليد الخطوات الاثنى عشر يتم التعبير عنه بهذه العبارة "أن تظل تفعل نفس الشيء مرة تلو الأخرى متوقعاً نتائج مختلفة كل مرة."
على سبيل المثال:
– أدخل في نفس نوع العلاقات التي تنتهي بالإهانة والإيذاء والاستغلال وأتوقع في كل مرة الحصول على الحب.
– أستمر في الأكل بشراهة وأتوقع أن أفقد الوزن بصورة سحرية لأني مثلاً أخذت حبوب تخسيس.
– أستمر في تعاطي المخدرات وأتوقع أن تتحسن حياتي.
هناك حقيقة أساسية من حقائق الحياة وهي أنه يوجد إله وهذا الإله ليس أنا! عندما ننصب أنفسنا إلهاً على حياتنا تكون هي فقط مصدر قوتنا التي نلجأ إليها. لقد رأينا نتائج محاولاتنا لقيادة حياتنا بقوتنا الشخصية. الآن يمكن أن نبدأ في النظر خارجنا لنطلب المساعدة التي نحتاج إليها. كل ما نحتاج إليه هو مقدار من الإيمان يكفي لأن نتحرك نحو القوة الأعظم منا.
لكن بعض الأشياء من السهل الإيمان بها، فمن السهل الإيمان مثلاً أن الله سوف يعاقبنا. من السهل بالنسبة لنا أن نؤمن أن الله غاضب منّـا أو يكرهنا. لكن من الصعب بالنسبة للكثيرين والكثيرات منا أن نؤمن أن الله يقف بجوارنا وليس ضدنا، وهو يستطيع أن يضيف شيئاَ جديداً على مشهد حياتنا. فهو أقدر منا ويريد أن يستخدم هذه القوة في مصلحتنا لكي يصلح حياتنا. لكن لأسباب مختلفة تكونت لدينا معتقدات خاطئة عن الله.
مثل أن نخاف لأننا لا نصدق أن قوة الله كافية ـ ربما لدينا اعتقاد أن الله غير مهتم بحياتنا. أو ربما نؤمن أن الله قوي، لكننا نخاف من أنه قد يستخدم هذه القوة ليؤذينا أو يعاقبنا. مثل هذه التشوهات تجعل من الصعب علينا أن نقبل قوة الله ــ أو استعداد الله أن يساعدنا أو يردنا للرشد والعقل. علينا أن نتعلم كيف أن قوة الله تعمل في صفنا وليست ضدنا.
الإيمان يعني الثقة في شخص أو شيء. والثقة لا تعني عدم الشك والخوف، إنما تعني التقدم إلى الأمام بالرغم من الشك. الإيمان ليس مشاعر، لكنه عمل إيجابي، قرار واختيار.
علينا أن نؤمن أن هناك شيئاً أو شخصاً ما أعظم منا. من المهم جداً أن نذكر أنفسنا دائماً أن الله يتجاوب ويكرم أصغر خطوة إيمان من جانبنا حتى ولو كانت ممزوجة بعدم التأكد . ليس من الضروري أن يكون لدينا تأكد مطلق وثقة كاملة. الله يستطيع أن يعمل بالإيمان الذي لدينا.
علينا أن نؤمن أن الله سيعيننا أن نسترد ما فقدناه أي يعيدني إلى ما كنت عليه قبل الإدمان. فيعود إلي رشدي والرشد هو عكس الجنون. والجنون ببساطة هو أن يستمر الإنسان في إيذاء نفسه ومن حوله ولا يستطيع أن يتوقف.الجنون هو أن يستمر الإنسان في نفس السلوك المدمر ويتوقع أن تحدث نتيجة مختلفة في كل مرة وبالرغم من أن هذه النتيجة المختلفة لا تحدث إلا أنه يظل منتظراً لها! الجنون هو أن يستمر الإنسان في إضاعة عمره وهو يعلم أنه عليه أن يتوقف لكنه لا يستطيع أن يتوقف. الجنون هو أن يعرف الإنسان أن شخصاً ما يخدعه ولا يستطيع أن يقاوم هذا الخداع. الجنون هو أن يستمر الإنسان في الدفاع عما يعرف في قرارة نفسه أنه خطأ دون أن يجرؤ على الاعتراف به.
أما الحياة الأفضل فهي:
– أن نفعل ما نريد ولا نفعل ما لا نريد.
– أن نفعل أشياء لها معنى في الحياة لمصلحتنا ومصلحة من حولنا.
– أن نشعر بسعادة غير متوقفة على شيء خارجنا ولكن نشعر من داخلنا بالرضا عن النفس والحياة.
– أن نعيش في سلام مع أغلب الناس و نتوقف عن إيذاء أنفسنا وإيذاء من حولنا.
والله سبحانه قادر على ذلك.
إذا كنا قد اكتشفنا أننا نضر أنفسنا بأنفسنا ولا نستطيع أن نتوقف عن هذا الضرر فالخطوة التالية هي أننا نلجأ لله ـ القوة الأعظم منا والقادر أن يضبط إيقاع حياتنا ويعيدنا لحياة أفضل.

[Mary Naeem]

ربنا يباركك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى

[Haia]

معلومات هادفة
ربنا يبارك خدمتك

[walaa farouk]

ميرسي على مرورك الغالى هيا