مثل الشبكة
"أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ شَبَكَةً مَطْرُوحَةً فِي الْبَحْرِ، وَجَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. فَلَمَّا امْتَلَأَتْ أَصْعَدُوهَا عَلَى الشَّاطِئِ، وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا الْجِيَادَ إِلَى أَوْعِيَةٍ، وَأَمَّا الْأَرْدِيَاءُ فَطَرَحُوهَا خَارِجاً. هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ الْعَالَمِ: يَخْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَيُفْرِزُونَ الْأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ الْأَبْرَارِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الْأَسْنَانِ" (متى 13:47-50).
ختم المسيح سلسلة أمثاله في هذا اليوم، بمثل يشير إلى انقضاء العالم، حين يفرز الديّان الإلهي الأشرار من بين الأبرار، بواسطة الملائكة ثم يطرح الأشرار في أتون النار، حيث يكون البكاء وصرير الأسنان، فلا يطمئن الخاطئ نفسه بأن التساهل الإلهي في عدم سرعة قصاصه يدوم إلى الأبد، بل عليه أن ينتبه الآن. وإيضاحاً لهذه الحقيقة قدم المسيح مَثَل الشبكة المطروحة في البحر، التي تجمع من كل نوع، فلما امتلأت، أصعدوها على الشاطئ، وجلسوا وجمعوا الجياد إلى أوعية، وأما الأردياء فطرحوها خارجاً.
"قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "أَفَهِمْتُمْ هذَا كُلَّهُ؟" فَقَالُوا: "نَعَمْ يَا سَيِّدُ". فَقَالَ لَهُمْ: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كُلُّ كَاتِبٍ مُتَعَلِّمٍ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ يُخْرِجُ مِنْ كَنْزِهِ جُدُداً وَعُتَقَاءَ" (متى 13:51 ، 52).
العتقاء هي أقوال الكتاب، والجدد هي الفوائد المستخرجة منها، التي تستدعي الدرس المدقق، لأجل الوقوف على معانيها المقصودة. فالذي اعتدنا أن نسمعه من الصغر هو عتيق قديم، ولكن الدروس التي نستفيدها منه هي جديدة تناسب حاجة كل يوم جديد. فكل حقائق كتاب الله كنز ثمين، نستخرج منها الجديد الذي يقوي ضعيف الإيمان، وينير الجاهل، ويعزي الحزين ويرشد الضال.