رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عادل حمودة يكتب عملية حرق عمرو موسى بثلاثة مليارات دولار من قطر الصلاة فى جزيرة الجواسيس خبايا سرطانية ببصمة قطرية ■ رفضت واشنطن منح الرئاسة الإخوانية قرضا من صندوق النقد إلا لو تولى البرادعى رئاسة الحكومة وعين موسى مستشارا للشئون الخارجية وحصل الوفد على أربع حقائب وزارية ■ أمير قطر: ألقينا إلى مرسى لقمة فجرى خلفنا يلهث ليلحس أقدامنا ■ توقع الشاطر أن يفرض موسى شروطا صعبة ليقبل اللقاء به لكن موسى وافق من أول دعوة ■ فشلت وساطتى فى لقاء موسى والشاطر ونجحت دعوة عشاء أيمن نور التى هاجمها الإخوان قبل جبهة الإنقاذ يقع كافيه روما فى حى جورجتاون الحى التاريخى والسياحى الراقى فى واشنطن حيث يوجد فندق فور زيزونز بمبانيه المغطاة بالطوب الأحمر وغرفه محكمة التأمين وزواياه البعيدة عن العيون وقاعات الاجتماعات العازلة للصوت المغرية باجتماعات النخب فيها وبهذه المزايا أصبح الفندق الشهير ملتقى السياسيين والصحفيين ونواب الكونجرس فى العاصمة الأمريكية كما جذب الكثير من حكام العالم للإقامة فيه خلال زياراتهم الرسمية للولايات المتحدة ومنهم حسنى مبارك الذى حرص على اصطحاب ابنه جمال فى كثير من رحلاته الخارجية خاصة فى الخمس سنوات الأخيرة من حكمه. ولقرب كافيه روما من الفندق وسهولة الوصول إليه سيرا على الأقدام كثيرا ما تناول جمال مبارك طعام العشاء فيه بصحبة شخصيات مقربة منه مثل وزير الإعلام وقتها أنس الفقى ووزير الصناعة والتجارة رشيد محمد رشيد ورجل الأعمال المعروف حمزة الخولى ومدير المكتب الإعلامى فى وشنطن كريم حجاج. ويبدو أن شهرة المكان انتقلت إلى جيل جديد من المسئولين المصريين ومنهم هشام رامز الذى دعانى لتناول العشاء فيه ذات مساء فى شتاء عام 2012 عندما التقينا صدفة فى واشنطن. كنت مدعوا للمشاركة فى مؤتمر مغلق لمدة خمسة أيام يناقش مستقبل مصر فى ظل حكم الإخوان ينظمه المركز الاستراتيجى للدراسات الدولية (سى اس اى أس) ويشرف عليه الباحث المتخصص فى شئون الشرق الأوسط جون التمان وشارك فيه زياد بهاء الدين وسامح سيف اليزل وعمرو دراج وغيرهم ممن يمثلون تيارات سياسية متصارعة فى ذلك الوقت. وكان المؤتمر فى بلدة ويليامبرج التى تقع على بعد 200 كيلو من واشنطن وتحتفظ بكل مظاهر الحياة الأمريكية التى كانت منذ مائتى سنة وكنا سنسافر إليها فى اليوم التالى لوصولنا واشنطن. أما هشام رامز فكان فى واشنطن بصفته محافظا للبنك المركزى مع وزير المالية مرسى حجازى فى بعثة أرسلتها حكومة هشام قنديل للتفاوض حول قرض تحصل عليه من صندوق النقد الدولى يصل إلى 4.8 مليار دولار متناسية أن الإخوان وصفوا القروض بالربا قبل أن يصلوا إلى الحكم. وبينما كنا ندخن على رصيف الكافيه بعد أن انتهينا من الطعام حتى فاجأت هشام رامز بحقيقة صادمة أن الصندوق لن يوافق على القرض لسبب بسيط أن حكومة الإخوان لم تنفذ الشروط السياسية التى طالب بها الاتحاد الأوروبى وصدقت عليها الولايات المتحدة وبالتالى لن تجدى المباحثات الاقتصادية التى سيجرونها وكل ما يمكن أن تنجح البعثة فيه هو إقناع وزير المالية الإخوانى بترك الطعام المحفوظ الذى حمله معه من القاهرة وتغيير حقيبة سفره التى ربطها بحبل غسيل وتناول العشاء فى مكان يناسب منصبه وقيمة بلاده وعدم الاعتذار عن المواعيد التى حددها بنفسه مع مديرى شركات كبرى مثل فورد. كان الاتحاد الأوروبى ممثلا فى كاترين آشتون مندوبته السامية للشئون الخارجية قد طالب الجماعة بضرورة مشاركة القوى السياسية الأخرى فى الحكم وكانت هناك اقتراحات محددة أن يرأس الحكومة الدكتور محمد البرادعى وأن يعرض على عمرو موسى منصب مستشار الرئيس (محمد مرسى) للشئون الدولية ويشارك حزب الوفد بعدد من الوزراء فى حكومة وحدة وطنية. ورفض خيرت الشاطر (أمين التنظيم نائب المرشد) التنازل عن رئاسة الحكومة وأصر على الاحتفاظ بأهم (13) وزارة فيها (الدفاع والداخلية والتموين والخارجية والمالية والتعليم والتعليم العالى والثقافة والعدل والإعلام والشباب والآثار والشئون القانونية والموارد المائية) ليترك وزارات الهجرة والبيئة والتخطيط والإسكان لمن يشاء ولم يكن لديه ما يمنع من تولى عمرو موسى منصب المستشار السياسى، فمن الممكن تعيينه وتجميده فى نفس الوقت. وكلف خيرت الشاطر أحد أتباعه وهو رجل الأعمال هشام المحمدى للبحث عن وسطاء من خارج الجماعة للوصول إلى عمرو موسى لإقناعه بالجلوس معه لدراسة ما يمكن تحقيقه من الشروط السياسية للقرض بأقل قدر من الخسائر فى المناصب العليا التى يحتلها الإخوان. توصل هشام المحمدى إلى صديق أثق فى وطنيته واستقلاله ليطلب منى عرض الأمر على عمرو موسى وسؤاله: هل يقبل لقاء خيرت الشاطر؟ فإذا ما وافق من حيث المبدأ على اللقاء فإن هشام المحمدى سيجلس إليه ليسجل كل ما يفرض من شروط وينقلها إلى خيرت الشاطر فلم يكن أحد فى مكتب الإرشاد يتصور أن عمرو موسى سيقبل اللقاء بل لم يتصوروا أنه سيوافق عليه. وذهبت إلى عمرو موسى فى مقره الانتخابى فى جاردن سيتى وتصادف وجود صهره المحامى مجدى أبو سمرة وبعد دقائق من دردشة صديقة فى صالة الشقة التى تحتل طابقا أرضيا انفردت بعمرو موسى شارحا مهمتى الصعبة لكنى سرعان ما أدركت أنها أبسط مما توقعت وأسهل مما حسبت. لم أتصور أن يقبل عمرو موسى بلقاء خيرت الشاطر دون تردد وبمجرد سماعه الفكرة وقبل أن يستفسر عَّما عندى وأعترف أننى صدمت وربما ذهلت فتجاوزت مهمة الرسول الذى ليس عليه سوى البلاغ ورحت أوضح مخاطر اللقاء ومنها تفتيت جبهة الإنقاذ المعارضة التى يلعب دورا مؤثرا فيها وتقسيم حزب المؤتمر الذى يرأسه بجانب تشويه صورته أمام الرأى العام خاصة أن الإخوان شهروا به خلال المعركة الرئاسية الأولى بما تجاوز حدود النميمة الشخصية لكنه لم يتراجع عن موقفه بثقة عالية فى النفس لكننى قلت فى نفسى: إنها على ما يبدو السياسة التى تقبل أنصاف الحلول ولا تعترف بعدو دائم أو صديق دائم وتؤمن بأن الدخول من الشباك ممكن أحيانا لو أغلقت فى وجهها الأبواب. كل ما طلب عمرو موسى أن يحدد الموعد عندما يعود من رحلة إلى الخارج لن تستغرق سوى يومين وحسب ما سجلت فى دفتر يومياتى فإن الموعد تحدد فى أول يوم سبت من شهر يونيو لكن كان على خيرت الشاطر أخذ موافقة محمد مرسى (الرئيس) محمد بديع (المرشد) وسعد الكتاتنى (رئيس مجلس الشعب) قبل اللقاء واجتمع معهم فى قصر الاتحادية بعد صلاة ظهر يوم الخميس السابق للموعد وبينما بدا خيرت الشاطر متحمسا آثر محمد مرسى الصمت وانفرد محمد بديع بالرفض واصفا عمرو موسى بالجشع السياسى مؤكدا أنه سيلتهم السلطة من بين أيديهم وسيتحالف مع المعارضين العلمانيين للقضاء عليهم وأيده فى وجهة نظره سعد الكتاتنى. حسم المرشد أمر اللقاء بالرفض وعندما نبهه خيرت الشاطر إلى أن الرفض سيحرم الحكومة من قرض الصندوق وهى فى أشد الحاجة إليه قال محمد بديع: اذهب إلى القطريين واعرض عليهم الأمر قبل أن نتخذ قرارنا فغالبا لن يتركونا وحدنا فى العاصفة ولن يقبلوا بمشاركة أحد لنا فى الحكم. وطار خيرت الشاطر إلى الدوحة والتقى رئيس الحكومة حمد بن جاسم وعاد بعد ساعات ليبلغ المرشد أن قطر ستقدم وديعة بثلاثة مليارات دولار يمكننا الاقتراض بضمانها وربما تنازلت عنها فيما بعد لو نجحنا فى جذب استثماراتها نحو منطقة القناة التى تحلم بالسيطرة عليها. فطلب المرشد تسويف اللقاء مع عمرو موسى إلى أن تحسم قطر الأمر. لكن المرشد بلع الإهانة التى وجهها أمير قطر إلى مرسى حينما قال: لقد ألقينا إليه بلقمة ليلهث وراءنا ويلحس أقدامنا. وفى يوم السبت 11 أغسطس أبلغ أمير قطر حمد بن خليفة الرئيس محمد مرسى بتحويل مليارى دولار إلى البنك المركزى دفعة أولى من الوديعة مؤكدا: أن قطر لن تكف عن مساعدة الجماعة إذا واصلت عداءها للقوى الوطنية والعلمانية. حرصت قطر على أن يتمكن الإخوان من حكم مصر وحدهم وربما كان ذلك من حسن حظ القوى الشعبية الرافضة لهم فلو كان الإخوان قد استجابوا لمشاركة القوى السياسية الأخرى فى السلطة لما قامت ثورة يونيو أو لربما تأخرت عن موعدها. وفى محيط الأيام التى سبقت ثورة يونيو (بالضبط فى 5 يونيو 2013) حدث اللقاء بين عمرو موسى وخيرت الشاطر ولكن فى بيت رئيس حزب غد الثورة أيمن نور المطل على نيل الزمالك وهو طابق كامل به حمام سباحة يمكن التحكم فى درجة حرارة مياهه صيفا وشتاءً وبه صوبات تنتج زهورا استوائية طوال العام حتى توضع على مائدة الإفطار كل صباح. ويصعب على أيمن نور ذكر كيف حصل على بيته؟ أو كيف مول أقساطه؟ أو من هو رجل الأعمال الذى سدد عنه الكثير من الأقساط بوضعها فى حسابه لدى بنك قريب من مجلس الشعب عندما كان عضوا فيه؟ وما المقابل الذى قدمه إليه؟ كان اللقاء الذى استمر ثلاث ساعات ضربة موجعة لجبهة الإنقاذ التى تشكلت من 35 حزبا سياسيا وحركة ثورية فى 22 نوفمبر 2012 عقب الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى ومنحه سلطات مطلقة وضمت الجبهة شخصيات مؤثرة مثل الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى والدكتور عمرو حمزاوى والدكتور محمد أبو الغار والدكتور جودة عبدالخالق وسامح عاشور والدكتور حازم الببلاوى وفؤاد بدراوى وجورج إسحق وعبد الغفار شكر وعمرو موسى بالطبع. وكانت هذه الجبهة تستعد لحشد الملايين فى 30 يونيو لإجبار الإخوان على القبول بانتخابات رئاسية جديدة وبدا تصرف عمرو موسى المفاجئ وكأنه تفتيت للجبهة وتخفيض من قيمة الدعوة للتظاهر بعد أسابيع قليلة من اللقاء. ولم يكن هذا التصور دقيقا فقد سبقت الجماهير القيادات التقليدية وتجاوزتها بل وأجبرتها على السير وراءها فى مشهد لم يسبق لمصر أن عاشت مثله. لقد أكد هذه الحقيقة تقرير لقيادة أركان القوات المسلحة الأمريكية رفع إلى الرئيس باراك أوباما فى 31 يناير 2014 تحت عنوان فرعى هو فشل الإخوان جاء فيه: بدأ الامتحان فى تونس واستلم الإخوان السلطة هناك واستأثروا بها لكنهم أداروا البلاد بسوء لكن الأسوأ هو ما فعلوه فى مصر لقد ساعدناهم على استلام الحكم فتهددت البلاد بالانهيار وفى بلد لا أحزاب فيه سوى الإخوان ظهر بوضوح أن الشعب مستعد لطردهم مباشرة دون توجيه من تنظيم أو حزب وعلينا أن نسارع ونقول إن هذه الظاهرة غير طبيعية المصريون معرفون بقدرتهم على تحمل المصاعب لكن مستوى الظلم الذى مارسه الإخوان أجبر المصريين على الخروج عليهم لا شك أن حكم الإخوان كان شديد السوء. إلا أننا نشاهد الآن ظاهرة فريدة هى تحرك الشعب بمفرده مباشرة لقد أقنع 25 مليون مصرى على الأقل «نزلوا إلى الشوارع» كل القادة السياسيين والعسكريين فى 30 يونيو بطرد الإخوان من السلطة فى أيام قليلة. لكن ذلك لم يمنع الهجوم على عمرو موسى بل وبدأ الهجوم من الإخوان أنفسهم الذين ذهب إليهم وتوسم فيهم خيرا فقد قلب أحمد منصور الحقائق عندما كتب فى بوابة الشروق يوم 10 يونيو 2013 أن عمرو موسى هو الذى كان يلح على لقاء خيرت الشاطر «وليس العكس» لتعيينه مستشارا للرئيس محمد مرسى للشئون الدولية الذى يشغله عصام الحداد آملا أن يعود للأضواء. وأحمد منصور أحد أبرز الإخوان فى قناة الجزيرة القطرية وقد وجدها فرصة للنيل من عمرو موسى موحيا أن الثمن الذى بدا مستعدا لدفعه مقابل منصب المستشار هو تدمير جبهة الإنقاذ وتمكين الجماعة من السيطرة على الحكم وإفساد تظاهرات 30 يونيو. بل أكثر من ذلك نشر أحمد منصور ما يضع عمرو موسى فى خانة الجهل بالمصطلحات السياسية فقد ادعى أحمد منصور أن عمرو موسى طلب من خيرت الشاطر أن يشرح له مفهوم الخلافة وهو أمر لا يصدق أن شخصا مثله تخرج متفوقا فى كلية الحقوق وشغل منصب وزير الخارجية عشر سنوات ومنصب أمين عام الجامعة العربية ثمانى سنوات لا يعرف معنى الخلافة أو أنه لم يقرأ كتابا واحدا عن الإخوان، كما أضاف أحمد منصور وكل ما يعرفه عنهم لا يزيد عَّما ينشر فى الصحف. وزاد أحمد منصور مدعيا أن حمدين صباحى سعى هو الآخر للقاء خيرت الشاطر ووسط قيادات من حزب الله ليحقق ما يريد. ورغم خروج عمرو موسى وخيرت الشاطر من باب الجراج بعد انتهاء اللقاء فى بيت أيمن نور فإن عمرو موسى اعترف به وإن وصفه بدعوة اجتماعية خاصة وأضاف أنه أخبر خيرت الشاطر بحالة الاحتقان والغضب فى الشعب المصرى بسبب سوء إدارة الحكم وأنه بعد الحوار جعله يقتنع بشكل أكبر بكم الخلاف بين المعارضة والجماعة. وأصدر عمرو موسى بيانا أكد فيه أن مطالب المعارضة لم تتحقق وأنه مازال عند موقفه بالمناداة بانتخابات رئاسية مبكرة والدعوة للحشد للتظاهر يوم 30 يونيو. لكن البيان لم يكف ليسترد عمرو موسى كثيرا مما فقده خاصة أن كثيرا من النيران فتحت عليه من جهات مختلفة معارضة للإخوان ولم ينقذه إلا اختياره رئيسا للجنة إعداد آخر دستور. أما أيمن نور جامع الرأسين فى الحرام فقد نال كميات هائلة من الضوء وتسابقت برامج التوك شو لنيل تفاصيل ما جرى منه. والمؤكد أنه خدم الجماعة بما فعل مستهدفا إثارة الخلافات والفتن داخل جبهة الإنقاذ قبيل الحشد لثورة يونيو ولا شك أنه قبض الثمن فيما بعد عندما فر من القاهرة إلى بيروت ليعارض نظام ما بعد يونيو مسترخيا فى فيللا فاخرة وآمنة فى ضاحية يسيطر عليها حزب الله وتحت حراسته قبل أن ينتقل إلى اسطنبول بمزيد من الدعم القطرى وصل إلى حد افتتاح قناة خاصة «قناة الشرق» لا تكف عن الهجوم على النظام القائم فى مصر. لقد واصل الحاوى ألعابه مؤكدا أنه لا يزال فى جرابه الكثير من الفئران والثعابين ليؤكد أن القوادة يمكن أن تنتقل من الدعارة إلى السياسة. لكنه فى الحقيقة لم يكن أيمن نور وحده الذى مارس هذا النوع من البغاء. هذا الخبر منقول من : جريده الفجر |
|