ولما عرفت إن يسوع جاى القبر يشوف حبيبه اللى إعتبره نام ( مات ) .. قومت جريت عليه .. وقفته وسألته :
ليه يارب ؟ ليه تاخدهم دلوقتى ؟ ليه ماسمعتش صلاتى والدموع ؟ .. ليه بتخطفهم وتسيب لينا الجروح ؟ .. ليه انت المسئول عن فقدانهم ماهو " لو كنت ههنا لم يمت " .. ليه بتتأخر وليه مابتجيش فى وقتك ؟ .. وليه وقتك المناسب ليهم مقابل غلاوتهم عندنا ؟ .. طب لو قدرنا على فراقهم إزاى هانقدر على نسيانهم ؟ .. انت عارف إن الذكريات مابتتنسيش .. صورهم على الحيطان .. خيالهم الحى فى كل مكان .. حسابهم على الفيس بوستاتهم ، كلامهم ، صورهم ، الشات والمواعيد والخروجات والأعياد .. حتى صوت ضحكتهم وهزارهم .. كل ده محفور جوانا .. كل حياتهم متسجلة بالوقت والتاريخ فى قلوبنا .. ولو سلّمنا بكل اللى فات وبالفراق .. إزاى هانقدر على المشاعر ؟!
هنا بكى يسوع .. إضطرب بالروح وإنزعج .. بكى يسوع على حبيبه .. بكى يسوع وعمل خاطر لنزيف مشاعرى .. ماقدرش يرد عليها غير بالدموع .. مكانش فارق معاه صورته وهيبته قدام الجموع .. ماتكلمش ولا كلمة .. هنا المعلم العظيم سكت .. لان مافيش وعظ ولا تبرير يقدر يبرّد حرارة المشاعر وقتها .. إحترم يسوع قدسية المشاعر رغم إنه عارف كل الحكاية وعنده كل الإجابات .. لكن عند المشاعر إتكلم بقلب الأب " بكى يسوع " و " تحنن "
ولما شوفته " بيبكى " .. راحت المرارة اللى فى بكايا .. حتى لو عينيا ماوقفتش أنهار دموعها .. إنما علامات إستفهامى وقفت .. ماهو انا من جوايا حافظ كل الاجابات والوعظات وكلام التعزيات .. ماكنتش عاوزه يجاوبنى أكتر ما كنت عاوز أشوف مشاعر وجعى مطبوعة زى ماهى فى قلبه .. كنت عاوزه يحسها ، يضمها ، يطبطب عليها .. ويبكى معايا
بكى يسوع لإنه الحياة التى لا تقبل الموت .. ولإنه مصدر كل حياة فهو القادر على إعادة الحياة لنفسى الحزينة .. هو المسئول عن السلام اللى فقدته وتسديده .. والمسئول عن مشاعر الأمان اللى قلت وتعويضها .. والمسئول عن الثقة اللى إتهزت وإرجاعها .. والمسئول عن مشاعرى المجروحة وشفائها .. والمسئول بالرد المفحم على كل اللى مستكترين دموعى وشايفينها عدم إيمان وعدم رجاء وشك
ماحدش هايقدّر عمق مشاعر الشخص الحزين غير خالق المشاعر وراسمها .. وماحدش هايقدّر كئابة وصدمة المتألم غير اللى جاز الألم وذاقه حتى الموت .. وماحدش هايقدّر إحساس الفراق غير إله كل ألمه فى فراق أحبابه