في لقاء للفنان جون راسكن John Ruskin مع إحدى قريباته وجدها تبكي بمرارة، وإذ سألها عن السبب قالت له: "لدي منديل حريري جديدًا اعتز به، لأن له ذكريات خاصة، وقد سقط عليه حبر فشَّوهه... قدمته لأكثر من شركة تنظيف، فقالوا لي أنه يستحيل نزع الحبر عنه... إني لن أستريح!"
ابتسم الفنان، وأخذ منها المنديل، وقال لها: "لا تضطربي، سأعالج هذه المشكلة. انطلق الفنان إلى مرسمه وفي لحظات أمسك بفرشاته ورسم وردة جميلة على البقعة، ثم عاد إلى قريبته يقدم لها منديلها. أما هي فقالت في دهشة: "إنه ليس منديلي!" أجابها "لا، بل هو منديلك، لكني حولت البقعة القبيحة إلى صورة جميلة!"
فرحت السيدة بالمنديل وشكرت الفنان الذي حوَّل ما هو قبيح إلى جمالٍ فائقٍ، وردَّ لها فرحها وبهجتها!"
هذا ما يفعله بنا الفنان الأعظم، حين يمسك روحه القدوس بنفوسنا ليجعل منها أيقونة حيَّة للسيد المسيح الفائق الجمال.. فنجد أن نفوسنا قد تغيرت تمامًا وتجددت... لقد ولدنا من جديد في مياه المعمودية، وعمل فيها الروح بلا توقف
* نفسي بين يديك أيها الفنان الأعظم!
روحك القدوس يحول قُبحي إلى جمال فائق!
يُخرج من قبري مَقْدسًا مباركًا!
يحول ترابي إلى سماء!
يقيم من أعماقي أيقونة حيَّة لك!
لك الشكر والمجد،لأن كل ما بين يديّ هو من عملك أيها القدوس.
تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ ثَانِيَةً وَتُجَدِّدُ وَجْه الارض
مَجْدُ الرَّبِّ يَدُومُ إِلَى الأَبَدِ. الرَّبُّ يَفْرَحُ بِأَعْمَالِهِ. مز ٣٠:١٠٤