منزلي خالٍ من التدخين

[walaa farouk]

صدمة كبيرة كانت لي عندما رأيت طفلتي الصغيرة تضع سيجارة في فمها، محاولةً إشعالها، فهي بذلك تحاول تقليدي بشرب السجائر….. وقفت لوهلة لا أعرف ماذا أتصرّف أو ماذا أقول، لأني أنا السبب الذي دفهعا لفعل ذلك؟؟!!! فأخذت علبة السجائر من يدها وألقيتها في سلة المهملات، وأخبرتها أنها عادة سيئة ومضرّة بالصحّة فهي تؤذي جهازها التنفسي والعصبي، لأنها تبطئ نمو الرئة عند الأطفال فهم في مرحلة النمو. كما أنها ستؤدّي لاصفرار أسنانها والتهاب اللثة وهي بالتالي ستؤثر على نموها، بالإضافة أنها أحد أكثر الأسباب المؤدية للوفاة، فأجابتني أنها تحب تقليدي، ولماذا أنا أدخن ما دام التدخين عادة سيئة؟؟؟!!!!

فأخبرتها أني لجأت للتدخين كطريقة للتخلّص من الهموم اليومية، لكن عندما علمت أنه سيؤذيكم في المستقبل لأنكم تستنشقونه، فأنتم تعتَبرون كأنكم تدخنون مثلي، وعندما رأيتك تدخنين محاولة بذلك تقليدي….أدركت خطأي الكبير.



وقرّرت من تلك اللحظة أن أتوقّف عن التدخين لأني أريد أن أكون قدوة جيدة لأطفالي بكل عمل صالح يبنيهم ويوفر لهم مستقبلًا أفضل، كما أني أريد أن أحمي عائلتي من التدخين، ولا أريد أن يقول أطفالي في يوم ما أني أمارس عادة سيئة .

فوضعت خطة للإقلاع عن التدخين طلبت فيها من أقربائي وأصدقائي دعمي ومساعدتي، وحدّدت بعض العادات البديلة لكي أمارسها في حال كان عندي رغبة بالتدخين مثل ممارسة الرياضة أو الخروج من المنزل للتنزّه أو لعب لعبة إلكترونية أو تناول اللبان أو أي قطعة فاكهة، والإكثار من شرب الماء والعصير الطبيعي، واستعنت ببعض الأدوية الصحيّة التي تقلل من الرغبة بالتدخين، ومنعت التدخين بشكل نهائي في المنزل حتى للضيوف.

وجدت تشجيعاً كبيراً من عائلتي الصغيرة التي كانت تعطيني القوة دائماً، الأمر الذي جعلني أستمر وأستمر… فأطفالنا أمانة بين أيدينا، سنُحاسب عنها أو سنُكافأ عليها، لذا علينا أن نكون أمينين لهم ونمثل قدوة جيدة في حياتهم، حتى لا نصل لمرحلة الندم على قلة أمانتنا.