«للحرب وقتٌ وللصُّلح (السلام) وقتٌ» سليمان النبي
قال الحكيم: «للحرب وقت وللصُّلح (السلام) وقت»؛ ترسان فقط في عجلة الحياة الروحية، فتذكَّر وأنت في وقــت السلام أن الترس التالي مباشرةً الذي سيتم مناولتك له هو: «الحرب». فهل أنت مستعد، أم ستخشى المعارك وتؤثر التخلُّف عن الرَكب؟
ما أروع كلمات إرميا: «إن جريتَ مع المُشاة فأتعبوك، فكيف تُباري الخيل؟ وإن كنت منبطحًا (مطمئنًا ومُسترخيًا) في أرض السلام، فكيف تعمل في كبرياء الأردن؟» ( إر 12: 5 )! إنها تتحدَّث إلينـا عن أهمية الاستعداد في أوقات الرخاء والرفاهية والسلْم الروحي الذي نعيشه أحيانًا. فأمور بسيطة تحدث لنا، قد تُسبِّب لنا انزعاجًا كبيرًا. هذه الأمور البسيطة يُسميها الكتاب: «الجري مع المُشَاة». فما الذي يحدث لنا أمام الأمور الكبيرة؟ وما هو موقفنا في أوقات الآلام والأحزان والبلايا؟ ماذا لو غضب الأردن؛ بفيضانه وتدفقه، وشدَّة انحداره، وأُسود غابات شطآنه؟ كيف سنعمل إن لم نكن كجبابرة سليمان «كلهم قابضون سُيوفًا ومُتعلِّمون الحرب» ( نش 3: 8 )؟ لقد نبَّهنا ربنا يسوع إلى أن وراء كل جبل عال، وادِ منخفض. إنه بعد مجد المعمودية وشهادة الآب له: «أنتَ ابني الحبيب، بكَ سُررت» ( مت 3: 17 )، نجده بعدها مباشرةً يُقتاد بالروح إلى البرية ليُجرَّب من إبليس ( لو 4: 1 ). فيا ليتنا نتحذَّر ونكون دائمًا مستعدين للجهاد باستخدام كل الوسائل الروحية المُتاحة لنا.
كثيرون يعتبرون أيامهم الخالية من التجارب والمشاكل، بمثابة فترات راحة واسترخاء، غير مُنتبهين إلى أن العدو كثيرًا ما يُباغتنا بهجوم مفاجئ في أي وقت، ودون سابق إنذار. في فترات الهدوء يحلُّون مناطقهم ويسترخون، ويُفضلون الأسهل على الأصعب.
فيا ليتنا نتذكَّر داود الذي «عند .. وقت خروج الملوك (للحرب) .. أقام في أورشليم». فضَّل داود الاسترخاء على الحرب، فماذا كانت النتيجة لتلك الرخاوة؟ هل أمسَكَ صيدًا؟ الحقيقة أن داود هو نفسه الذي أُمسك في شباك الخطية التي طوَّحته بعيدًا ( 2صم 11: 1 - 4). يا ليتنا نتذكَّر دائمًا أن للأبطال سقطات، والسبب الرئيسي هو الاتكال على قدراتهم وثقتهم في ذواتهم، وتفضيلهم حينئذ للحياة بهذه القدرات، دون الاتكال على نعمة الله التي ننهل منها فقط عند شعورنا بالضعف والاحتياج، وحينئذ ننضم إلى طابور الجنود ونخرج للحرب ولا نتخلَّف عن الجُندية.
الذي أتشرف دائمًا بصداقته وأحسب نفسي تلميذًا له