رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البيئة المنزلية للطفل كالتربية بالنسبة للبذرة…التربة الجيدة تنمو فيها البذرة بشكل طبيعى وتعطى أكبر انتاج ممكن .كذلك البيت الهانىء او البيئة المنزلية السليمة ينمو فيها الطفل نموا طبيعيا سليما من جميع الوجوه مسيحيا ونفسيا وعقليا واجتماعيا وتنكشف فى هذه البيئة قدرات الطفل ومواهبه فيتعرف الطفل على نفسه وامكانياته ويطمئن الى نفسه والى من حوله ويكتسب ما يستطيع به أن يواجه الحياة خارج البيت فاذا خرج من البيت للمدرسة أقبل عليها بحب لأن الجو العائلى فى البيت مهد له السبيل ،لذلك تجده فى المدرسة بسرعة كون علاقات مع الاخرين على أساس من المحبة والثقة والأمان والتعاون. وعلى العكس يكون تأثير البيت المضطرب على التنشئة النفسية للطفل،فكما أن الارض الصعبة تسىء للبذرة كذلك فان البيت المضطرب مهما توفر لديه من الامكانيات من المال والجاه ووسائل الترفيه وخلافه…لايخرج منه الا انسان مضطرب التفكير معتل المشاعر والاحاسيس فاقد النظرة السليمة الى نفسه والى غيره فالطفل الغير سوى هو فى معظم الاحيان ضحية لبيئة عائلية يشبع فيها الفساد والشقاق وسوء التدبير. من أسباب اضطراب الطفل نفسيا فى بيئته المنزلية: العلاقة بين الوالدين: الاسرة التى يسود فيها الخلاف بين الوالدين تجعل الطفل دائما فى حيرة بين خضوعه للأم أو خضوعه للأب ويكون الطفل أيضا فى حيرة…مين فيهم صح،لأن كل منهم فى نظرة مثل أعلى وفى بعض الاحيان يتعلم أن يستخدم أحد الأبوين ضد الاخر وفى أحيان أخرى يتعرض الطفل للاهمال من كلا الوالدين فيعتقد الطفل أنه غير محبوب وغير مقبول وغير مرغوب فيه ويصبح هذا الطفل فريسة للشك والوحده و يؤدى به الامر الى اضطرابات سلوكية متنوعة تختلف فى شدتها مثل السرقة ،والتخلف الدراسى ،والعنف ،السلوك العدوانى ،الخروج على السلطة….الخ،أو أن الطفل أحيانا يجد جو البيت لا يطاق فيهرب الى الشارع وما أدراكم بأصدقاء السوء وما يمكن حدوثه أو قد يهرب الطفل من الواقع ويعيش أحلام اليقظة ويجد فيها متسع لفراره من الواقع. وأحيانا يصب أحد الوالدين جام غضبه على الطفل نفسه بالضرب والاهانات فتقل ثقة الطفل بنفسه وثقته فى قوة كيانه العائلى وثقته فى الاخرين أيضا. التفكك الاسرى: عندما تصل المسألة الى ذروتها تؤدى الى تفكك الاسرة،هى أصلا كانت مفككة من حيث فقدان الترابط بين افراد الاسرة،لكن قد تصل الى حد الانفصال المؤقت أو الدائم أو الطلاق أحيانا فى المحاكم أو الزواج بالطرق غير الشرعية أو حتى الشرعية كل هذا يعرض الاطفال لخبرات قاسية واحباطات متواصة تدفعهم للانحراف…فالانحراف الخلفى يعتبر من مظاهر التفكك الاسرى. القسوة فى معاملة الطفل: تولد الكراهية للسلطة وكل من يمثلها وتجعل الطفل يقف من المجتمع موقفا عدائيا أو على العكس يستسلم ويرى الخلاص فى تملق الكبار أو الخضوع لهم أوتموت فى نفسه الثقة بالنفس وروح المبادرة لذلك اذا عاقبنا نعاقب فى حنو مع توضيح سبب العقاب ويكون متناسبا مع الخطأ ولمدة محدودة وبدون انفعال بقدر الامكان.التراخى فى معاملة الاطفال أيضا ليس بأقل ضررا عن القسوة…فقد ثبت أن الطفل الذى ينشأ فى جو من التراخى والتهاون يظهر عليه اضطرابات الشخصية والسلوك الغير سوى ايضا ومن أشد الامور خطرا على الطفل التقلب فى المعاملة فيثاب على عمل مره ويعاقب على نفس العمل مرة أخرى يجاب طلبه مره ويحرم منه مره أخرى دون سبب معقول فيصبح الطفل فى حيرة وقلق ويفقد الثقة بوالديه وقد يدفعه ذلك الى الكذب والنفاق. الاكثار من التخويف: يجعل الطفل يخاف الآخرين ولا يرضى أبدا عن عمل يعمله ويكون دائم القلق. الاكثار من التذليل: أيضا له عواقبه ومنها:الشعور بالنقص ،فقدان الثقة بالنفس(كل حاجة باباأوماما بتعملها)يقلل روح الاسقلاليه وتحمل المسئولية وهناك فرق بين التذليل والعطف فى العطف أخذ وعطاء أما فى التذليل فالطفل يأخذ دون أن يعطى. اذدحام المسكن: بالاضافة لاضراره البدنية له أيضا أضرار نفسية تؤدى الى اضطرابات فى الشخصية تظهر فى تأخر النضج النفسى والاستقلاليه للطفل فينتج طفل عصبى يثور لأقل سبب بالاضافة للتجارب الجنسية المبكرة التى قد يتعرض لها هذا الطفل وهذة الامور قد تؤثر على أخلاقيات وسلوكيات هؤلاء الاطفال مستقبلا. أخيرا:الجو العائلى الهادىء السليم يقوم على رابطة طبيعية بين الزوجين مبنية على الحب والتفاهم وتقدير كل منهما للاخر رابطة بين الوالدين والابناء مبنية على المحبة والاحترام والتوجيه ولكى يتم كل هذا بسهولة وبساطة وتلقائية لابد من أن يكون المسيح فى البيت. |
|