فرس في مركبات فرعون
«لقد شبَّهتُكِ يا حبيبتي بفرَس في مركبات فرعون»
( نشيد 1: 9 )
شبَّه الملك سليمان محبوبته في جمالها «بِفَرَسٍ فِي مركبات فرعون». كان سليمان يشتري الخيل من مصر، الفرَس الواحدة بمئة وخمسين شاقلٍ من الفضة ( 1مل 10: 29 )، أما المسيح الأعظم من سليمان فقد اشترانا بدمه. وتمتاز الأفرَاس بمُميّزات بديعة منها:
(1) الرشاقة والجمال: لا شك أن سليمان اشترى أجوَد الخيول، وزيَّنها بأجمل الزينات، وهكذا المسيح فبعد أن اشترانا وافتدانا، زيَّـنَـنـا بأفضل الزِينات، وحلاَّنا بأجمل الصفات، لقد خلَعنا القديم، ولبسنا الجديد «البسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأْفات، ولطفًا، وتواضعًا، ووداعة، وطول أناة، مُحتملين بعضكم بعضًا، ومُسامحين بعضكم بعضًا ... وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال» ( كو 3: 12 - 14).
(2) الوحدة والانسجام: لقد تدَرَّبت الخيل على السير معًا باتفاق تام، ونحن نُدرِّب أنفسنا لكي نكون في وحدة ووئام، وتوافق وانسجام «حتى تفتكروا فكرًا واحدًا ولكم محبة واحدة بنفسٍ واحدة، مُفتكرين شيئًا واحدًا» ( في 2: 2 ).
(3) الانقياد والخضوع التام: كانت الأفراس في المركبات تمشي بانتظام، وسهلة الانقياد لفارسها وقائدها، تخضع له، وحيثما شاء يقودها، وعلينا أن نخضع لقائدنا فنسلك في مشيئته، ونُتمِّم قصده، ولا نكون «كفَرَسٍ (جامح) أو بَغلٍ بلا فهم ( أف 5: 21 ). وكلَّما امتلأ المؤمن من الروح القدس، كلَّما كان أسهل في القيادة وفي الخضوع للرب ولإخوته «خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله» (أف5: 21).
(4) الاستعداد للحرب وأداء المهام: فالكنيسة كعروس تتزيَّن بأجمل الأخلاق، ولأننا لسنا في نزهة بل في حرب مع إبليس، لذلك نلبس سلاح الله الكامل، والفرَس في المركبة يُشير إلى الحرب والجهاد، ويمتاز بالسرعة في الركض، والشجاعة في القتال ( أي 39: 22 -25).
(5) النصرة النهائية في الختام: إن كانت العروس تُشبَّه في سفـر النشيد «بفَرَس في مركبات فرعون»، لكنها تُرى في سفر الرؤيا «على خيلٍ بيض»، مع «ملك الملوك ورب الأرباب» (رؤ19). «شكـرًا لله الذي يقودنا في موكب نُصرَتِهِ في المسيح كل حين» ( 2كو 2: 14 ).
صفوت تادرس