ذات يوم أثار الشيطان زوبعة داخل أسرة يرعاها أبونا بيشوى كامل .. فهاج الزوج وثار فما كان من الزوجة إلا أن طلبت من أبنها أن يسرع إلى الكنيسة ليحضر أبونا بيشوى ...
وجاء الأب المحب فوراً .. وإذ بالشيطان يثير الزوج أكثر فيقول:
أنتم عايزين تضغطوا على عن طريق أبونا .. طيب أنا نازل ومش راجع البيت تانى .. قال هذا ونزل .. ولكن أبونا بيشوى نزل وراءه فقال الزوج: أبونا متتعبش نفسك . أنا مش راجع تانى .. فقال له أبونا : أنا مقدرش أسيبك وحدك وأنت تعبان كده.. فأسرع الزوج
فى خطواته حتى يختفى عن أعين أبونا .. ولكنه فوجئ بأبونا يسرع وراءه بنفس سرعته .. فوقف الزوج وعاتب أبونا قائلاً :
" الناس عرفاك يا أبونا " حيث أراد أن يحفظ لأبونا كرامته ...
ولكن أمام هذا الحب الأبوى أراد الزوج أن يضع حداً لوجود أبونا
معه فهداه تفكيره إلى طريقة ظنها ستخلصه من حصار الحب
الذى فرضه عليه أبونا .. لقد جلس الزوج على رصيف الشارع وهو يقول لأبونا" طيب آدى قعدة . لما أشوف بقى هتعمل أيه؟" وببساطة شديدة وبلا تردد جلس أبونا بيشوى بجواره على الرصيف أمام جميع المارة وهو يقول له "طيب وأيه يعنى آدى قعدة كمان جنبك " ّهلل الزوج وقال " أبونا كل الناس شيفاك" "كرامتك يا أبونا " فأجاب الأب القديس :
" وأيه يعنى مش المسيح نزل لغاية رجلين تلاميذه
وغسلهم مش عايزنى أنا أقعد جنب أبنه وهو تعبان "
وإحترق الشيطان أمام هذا الأتضاع المذهل لقد ذابت نفس
الزوج فى داخله وإستسلم فى هدوء وإنهمرت دموعه من عينيه
فى غزارة وهو يقول لأبونا " عاوزنى أعمل أيه يا أبونا" فقال له نرجع البيت تانى فرجع الزوج وكانت هذة آخر زوبعة لهذة الأسرة لأجل كاهن تعلم كيف ينزل الى الرجلين فى أتضاع حقيقى مما رفعه عالياً فى أعين الله والناس