“مرمريس”.. قلعة السياحة التركية وقاعدة الإنجليز لهزيمة نابليون في مصر
عام 1798، وقع اختيار الأدميرال الإنجليزي، هوراشيو نيلسون، على “مرمريس”، المدينة التركية المهمة، التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لتكون مقرا لأسطوله للهجوم على الفرنسيين بقيادة نابليون بونابرت، في مدينة أبو قير، شمال مصر.
“مرمريس”، هي المدينة التي شهدت “معركة أبو قير”، واحدة من أشهر المعارك البحرية على مر التاريخ، أو كما سماها الإنجليز “معركة النيل”، وهُزم فيها الفرنسيون، واعتُبرت نتائجها ثورة في التكتيك البحري، ومع أن نتائج هذه الخسارة لم تظهر بصورة فورية، فالحملة الفرنسية على مصر برمتها حكم عليها بالفشل.
شهدت “مرمريس”، التي أصبحت منتجعاً شعبياً ضخماً، اليوم السبت، 13 مايو، حادث انقلاب حافلة سياح لقى فيها 20 شخصاً على الأقل مصرعهم، وأصيب آخرون.
بسبب موقعها على بحر إيجة بين مجموعتين من الجبال، تمتد على طول الخط الساحلي من الريفييرا التركية، تعتبر “مرمريس” قطب سياحي مشهور على مستوى العالم، يستقطب أكثر من ربع مليون شخص كل صيف، بالإضافة إلى كونها ميناء مهم.
تتمتع بمناخ البحر المتوسط الساخن في الصيف والمعتدل الدافئ في الشتاء، لذا فالمصدر الرئيسي للدخل فيها هو السياحة، ثم الصيد في المرتبة الثانية، وهي أيضا مركز للإبحار والغوص، وتمتلك العديد من المراسي. في فصل الشتاء، تعتبر هذه المدينة الموقع الشعبي لانطلاق المئات من أصحاب المراكب.
فترة تأسيس “مرمريس” غير معروفة، لكن المدينة عُرفت في القرن السادس قبل الميلاد باسم “فايسكوس”، واعتبرت جزء من إقليم كاريا، عندما تم غزوها من قبل المملكة الليدية، عام 334 قبل الميلاد، ما أدى إلى تقسيم الإمبراطورية الرومانية للإسكندر الأكبر.
الحدث الأبرز في تاريخ “مرمريس” كان بعد 2000 عام تقريباً، في منتصف القرن الـ15، عندما بدأت الدولة العثمانية بالارتقاء، بعد جهود السلطان محمد الثاني (الفاتح)، الذي نجح في الفتوحات واتحاد القبائل المختلفة وممالك آسيا الصغرى تحت راية واحدة.
في عهد السلطان سليمان القانوني وقعت تحت السيطرة العثمانية. في عام 1522، جمع “سليمان” في خليج “مرمريس” أسطولاً يضم أكثر من 300 سفينة، وقوة مكونة من 200 ألف شخص لغزو مقر الفرسان في جزيرة رودس.
بعد العديد من المعارك، استسلم الفرسان، وأخذ الأتراك “رودس” للأعوام الـ400 التالية. وطوال فترة الحكم العثماني، كانت “مرمريس” قاعدة للبحرية العثمانية، وأعيد بناء قلعتها من الصفر عام 1522.
عام 1958، تدمرت “مرمريس” بالكامل تقريباً إثر وقوع زلزال، ولم يتبق سوى القلعة، أما المباني التاريخية تُركت تالفة، ومنذ عام 1979، بدأت أعمال التجديد في القلعة، وتحولت إلى متحف.
تشتهر “مرمريس” بشواطئها المزدحمة، والحياة الليلية الصاخبة، وأسواقها المتنوعة، ومناظرها الطبيعية، حيث تحيط بها تلال أشجار الصنوبر، وتتميز باللونين الأخضر والأزرق اللذين يزينان طبيعتها طيلة أشهر العام.
كانت في السابق قرية صيد، إلا أنها تتحول صيفاً إلى أهم منتجع وشاطئ أوروبي، حيث تجذب السياح الأوروبيين، وهي ميناء طبيعي، وأهم منتجعات اليخوت في تركيا، وتكثر فيها الخلجان، والمدن القديمة، وتزدهر بالرحلات الطبيعية التي تجذب السياح، وإمكانية السباحة في بحرها حتى خلال فصل الشتاء، والقيام برحلات الصيد في عمق بحرها، كما تميزها أشجار الجونلوك، كونها لا توجد بأي مكان آخر في العالم، إضافة إلى غابات الصنوبر.
وتتميز المدينة بشوارعها الضيقة التي تنتشر على جانبيها المقاهي والملاهي الليلية ذات الطابع الخاص الذي يميزها عن كل أماكن السهر في العالم، والمحال التجارية.