منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 05 - 2017, 07:18 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 377,435

احذر تلك المصيدة

بداخل كل منّا مصيدة أو ربما مصائد عديدة، لكن إلى أي مدى نراها ونعلم بوجودها. إنها تعمل بفكرة بسيطة جدًا، هي نفسها فكرة عمل الطُعم والسمكة والسنارة وكذلك قطعة الجبن والفأر. وإنه لمن العجيب أن يبتكر الإنسان هذه الأفكار ليأكل السمك أو ليحمي نفسه من الفئران ولا يستطيع أن يرى أشكال وأنواع المصائد الموجودة بداخله. كيف وهو صانع الفخاخ لا يميز فخاخ النفس؟!

قرأت يومًا للحكيم سليمان عن الإغواء والوقوع في شرك الزنى، فقد قال: "أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا، بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ، أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقصَاصِ، حَتَّى يَشُقَّ سَهْمٌ كَبِدَهُ. كَطَيْرٍ يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لِنَفْسِهِ".

وهنا نرى قوة الخديعة والإغواء هذا، والمؤثر هنا يبدو وكأنه مؤثر أو فخ خارجي، لكنه في حقيقته فخ داخلي جذوره تمتد إلى طفولتنا وترتكز على عالمنا الداخلي وما به من احتياجات واضطرابات.

احذر تلك الفخاخ فهي تتربص بنا كل لحظة، واذهب في رحلة داخلية إلى أعماقك لنزع كل المصائد. إن الأمر ليس مستحيلاً، إنه الوعي والإرادة والرغبة في حياة أفضل خالية من الفخاخ.

هل سمعت يومًا عن فخ الاعتمادية الذي يغويك دائمًا بضرورة العلاقات وقوة الحياة الاجتماعية وأن تكون شخصًا طالبًا لمشورة الآخرين، مستخدمةً لذلك ألفاظًا خادعة، كأن تقول لك إنه من الحكمة أن لا أتصرّف أبدًا دون استئذان أو طلب المشورة أو دون أن يكون هناك من سبقك في هذا الفعل، أن تجتذبك نحو الالتصاق بآخر أو ربما بآخرين دون أن تكشف عن جانب الذل والتهديد الكامن في البعد عنهم، دون أن تذكر لك شيئًا عن احتياجك العميق للحب غير المشروط وللإحساس بالقيمة، دون أن تفصح عن مدى التورط في حياة غير مستقلة، ودون أن تعرفك بالطبع أنها بهذا الفخ تحرمك من الحرية الحقيقية ومن أن تكون فردًا يمتلك القوة الداخلية.

وهل علمت بفخ الرثاء للذات؟ ذاك الفخ اللعين الذي يوهمك بأنك لا حول لك ولا قوة، ويحيطك برسائل الشفقة والذل، بل ويصور لك نفسك بالمسكينة الضعيفة الذي يتكاتف العالم ضدها، هذا وهي تخفي بداخلها الإحساس بالدونية والنقص ولا تفصح عن بئر عميق مظلم ينتظرك إذا ما وقعت في شراكها، بئر لا ترى فيه سوى اليأس والفشل وربما الرغبة في الموت لاحقًا.

وهناك فخ أخير أريد أن أحذرك منه، وهو -على سبيل المثال لا الحصر- فخ الكرامة، ربما لا يبدو لك هذا بفخ، لكنه الشكل الخارجي فقط، وهذا سر خبثه. مثل هذا الفخ يجذبك بدافع الحياة الكريمة دون تنازلات، الحياة التي لا ترى سوى صاحبها فقط وتتجاهل الآخرين، معللة ذلك أنه حفاظ على الكرامة. إنه في الحقيقة فخ العزلة والأنانية، فخ التمحور حول الذات. هذا الفخ لا يريدك أن تتفاعل مع الآخرين، إنه يخدعك بفكرة الاعتزاز بالنفس ويصور لك قبول المساعدة أو طلبها نوعًا من الضعف وبابًا لاستغلال الآخرين. إنه لا يريدك أن تعترف بضعفك رغم حقيقة وجوده وتأثيره على حياتك، ويظل يؤكد فكرة الكبرياء تحت مسمى الكرامة، والخاسر الوحيد هو الإنسان.

قد يكون هناك الكثير من هذه الفخاخ داخلك وداخلي، لكن الخبر السار هنا أنها فخاخ مغرورة وهشة جدًا، ومن شدة غرورها تعتقد أن تحطيمها من المستحيلات، لكن تحطيمها ممكن على من يريد أن يراها ويهزمها.

تستطيع أن تدافع عن حقك في حياة خالية من الفخاخ النفسية، تستطيع أن ترى نفسك تتغير وتتكيف بشكل إيجابي، من حقك، فلا تتخلى عن حقك.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيها الصامت المُجيب:
احذر 3 تطبيقات تستهلك بطاريتك في الخفاء احذر منها
الاسرة المسيحة
منع شيخ الأزهر من دخول المشيخة
القوة الحقيقية في المسيحة


الساعة الآن 03:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025