أسرار حرب الجيش واتحاد قبائل سيناء ضد داعش
عددا من التساؤلات تطرح نفسها على الساحة السيناوية، إلى أين تسير معركة الدولة في الحرب على الإرهاب بشمال سيناء؟ وما هي خطة أبناء القبائل في القتال إلى جانب قوات الجيش المصري في معركة الكرامة -كما يسميها أبناء سيناء- ضد تنظيم "داعش"؟، لاسيما بعد التطورات الأخيرة، وبعد أن أصبحوا لاعبا أساسيا في معركة الدولة ضد الإرهاب.
وبجانب خبرتهم الواسعة بتضاريس المنطقة، يصل عدد المقاتلين من أبناء القبائل الآن نحو 1200 مقاتل، بخلاف مصادر المعلومات، متشكلين من قبائل الترابين، والسواركة، والرميلات، ومتطوعين من عائلات مختلفة بالشيخ زويد، ورفح، ينتشرون في مناطق ارتكاز عناصر التنظيم الإرهابي بمناطق البرث، والبواطي، والعجرة، وشبانه، ومناطق جنوب مدينة العريش. بحسب مصادر قبلية.
وأضافت المصادر، في تصريحات لـ"الدستور"، أن "المشهد في سيناء تغير خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد سقوط شهداء من قبيلة الترابين في اشتباكات عنيفة مع التنظيم الإرهابي الأسبوع الماضي، بينهم أحد قيادات القبيلة، وهو الشهيد سالم أبولافي".
وأردفت: "عدد المقاتلين من أفراد القبائل، إضافة لناقلي المعلومات للأجهزة الأمنية يصل إلى 1500 فرد". مؤكدة أن "التطورات الراهنة ستؤدي لنهاية داعش خلال فترة وجيزة، إلا أنها تظل معركة شرسة، نظرا لاعتماد الإرهابيين على عناصر أجنبية مدربة خارجيا، مستغلة تضاريس المنطقة الوعرة، خاصة منطقة (الجميعى) و(البواطي) جنوب وغرب مطار الجورة الخاص بقوات حفظ السلام".
في سياق متصل، كشف مصدر قبلي أسرار معركة أبناء قبيلة الترابين مع تنظيم داعش بمنطقة "البواطي" (جنوب رفح)، قائلا إن "الاشتباك بدأ بعد أن اشتبكت سيارة يستقلها شخصان من قبيلة الترابين، كانت تستكشف عناصر التنظيم الإرهابى بمنطقة البواطي".
وأوضح المصدر، في تصريحات لـ"الدستور"، أن عددا من العناصر الإرهابية حاصرت السيارة من ثلاثة جوانب، واستولت عليها، بعد اشتباكات بين الطرفين، ما دعا المقاتل سالم أبو لافى، قائد المجموعة، لدخول منطقة البواطي، وتبادل الاشتباكات مع عناصر التنظيم مع عشرة أفراد من أبناء قبيلة الترابين، لتقع اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل أبناء قبيلة الترابين، وسقوط العشرات من التنظيم، والذي كان يملك سيارة مصفحة ضد الرصاص أثناء الاشتباكات.
وأردف: "قبل انتهاء المواجهات، انضم العشرات من أبناء القبيلة من منطقة البرث إلى القتال، ودفعت القوات المسلحة بـ15 سيارة هامر عسكرية، كما وصل الطيران الحربى لسماء المنطقة، وسمع دوى انفجارات، أدت لمقتل وإصابة العشرات من العناصر الإرهابية، وهروب آخرين".
وكشفت مصادر محلية أن المعركة تعد نقطة تحول في الحرب على الإرهاب بالمنطقة، موضحا أن "قبائل السواركة والترابين والرميلات وعدد من أفراد العائلات قرروا خوض المعركة بشكل منظم مع القوات المسلحة، ضد التنظيمات الإرهابية، في خطوة تعد الأولى من نوعها".
وأوضحت المصادر أنه "تم الإعداد لعملية نوعية على ثلاث محاور رئيسية، تشارك فيها قوات من الصاعقة وأبناء القبائل والطيران الحربي". مردفة: تتضمن العملية محور جنوب مدينة العريش، والذي يضم العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي بمناطق "المسمى"، و"السبيل"، و"أبوطبل"، و"زراع الخير"، و"المزرعة"، وهي مناطق تقع جنوب الطريق الدائري لمدينة العريش، ويتبع قبيلة السواركة.
وأكدت أن "المقاتلين لديهم معلومات كاملة عن الخلية الإرهابية بتلك المنطقة". موضحا أن "المئات من أبناء قبيلة السواركة، بينهم عدد من خبراء قص الأثر، والعالمين بتضاريس المنطقة، انضموا إلى القوات المسلحة لتجميع المعلومات، والمشاركة مع الجنود والضباط في المواجهات المباشرة ضد العناصر الإرهابية، حيث يتوقع ان تكون المعركة القادمة مع التنظيم الإرهابى معركة مصيرية وحاسمة".
وكشفت المصادر أن المحور الثانى يضم منطقة "بلعه" غرب مدينة رفح (جنوب طريق العريش – رفح حتى منطقة أبوشنار)، والتي تضم عددا من العناصر الإرهابية التابعة لـ"داعش"، وتتركز فيها خلايا نائمة وعناصر إرهابية مسلحة.
واستطردت: "تم تجهيز خطة أمنية للمواجهة بشكل مباشر، بعد انضمام عدد من أبناء قبيلة الرميلات وبعض أفراد العائلات برفح إلى القوات المسلحة بالمنطقة، استعداد للمواجهة".
وبينت المصادر أن "المحور الثالث هو (ألبرث شبانة)، ويبدأ من جنوب مدينة رفح حتى قرية ألبرث مرورا بمنطقة شبابنه، والمهدية، وتستعد فيه قبيلة الترابين مع مجموعة من قبيلة السواركة إلى المواجهات المسلحة بمشاركة القوات المسلحة والطيران الحربى وعدد كبير من الآليات العسكرية، حيث تؤكد المعلومات أن تلك المنطقة تضم عناصر أجنبية من الفلسطينيين وغيرهم وعدد من العناصر المصرية من محافظات الدلتا، والذى انضموا إلى التنظيم منذ وقت بعيد وتلقوا تدريبات خاصة على يد قيادات من تنظيم داعش".
وأكدت أن "استعداد قبيلة الترابين لا يقل عن جاهزية المقاتلين بمنطقة جنوب العريش، حيث تفيد المعلومات أن أبناء القبائل انتشروا على كامل محور رفح ألبرث مرورا بالمهدية وشبانة".
وتوقعت المصادر أن تكون اشتباكات محور جنوب رفح من أشرس المواجهات التي ستحدث خلال المرحلة المقبلة، نظرا لقوة التنظيم في هذه المنطقة. إلا أنه عاد وأكد أن وجود هذا العدد من قبيلتي الترابين والسواركة، والذى يتعدى 500 فرد، إضافة لأفراد الصاعقة بالقوات المسلحة، سيحسم المعركة في وقت قصير.
في نفس السياق، أكد اتحاد قبائل سيناء، في بيان صادر عن مكتبهم الإعلامي، أن كل من يسانده "داعش" بأى شكل من الأشكال سينال أقصى عقوبة ميدانيا.
وأضاف البيان: "نؤكد في اتحاد قبائل سيناء عامة، وفي قبيلة الترابين خاصة، وتحت الغطاء الحكومي والشرعي للجيش المصري ما يلي: من يساند داعش قولا أو فعلا في الميدان وخارجه، ومن يملك معلومات عن هذا التنظيم الإرهابي ولم يقدمها لنا أو للجيش المصري، ومن يجعلوا من أماكنهم خنادق اختباء لداعش أو يتسترون عليهم بمنشآتهم أو في بيوتهم، ومن يسقيهم رشفة ماء أو يعطيهم المجال للاستمرار بأفعالهم، سينال أقصى العقوبة ميدانيا، ولن يكون له غطاء قبلي أو عشائري أو إنساني، وسنجعل منه عبره لكامل سكان الجمهورية".
وعلى المستوى الميداني، تمكنت قوات الأمن بمساعدة أبناء القبائل من العثور على جثة الارهابى محمود نمر بكر (فلسطينى الجنسية) أحد قيادات التنظيم الإرهابي، ومسئول التدريب بالتنظيم بمنطقة جنوب رفح، بعد أن تركه الإرهابيين ينزف حتى لقى حتفه، عقب اشتباكات مع قوات الأمن.
وانضم "بكر" إلى التنظيم الإرهابي منذ عامين، حيث تمكن التسلل عبر الأنفاق إلى سيناء.
كما تمكن أهالي منطقة الماسورة (غرب مدينة رفح) من العثور على 6 جثث من العناصر التكفيرية، وسط أشجار الخوخ. إضافة إلى عمليات المداهمة المستمرة التي تجريها قوات الجيش للبؤر الإرهابية.
هذا الخبر منقول من : الدستور
