سمات التسليم المسيحى
1- التسليم بأيمان : الإيمان ليس هو أن تقرر أن الله يستطيع كل شئ بل أن تقرر قبول كل شئ من يديه "لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان" (2كو5: 7) أن يُسلِّم المؤمن نفسه لله بكل إرادته ، بكل ثقة ودون خوف أو شك ؛ كي يقودها الله ويوجِّهها حسب مشيئته الصالحة المرضية الكاملة " يستودع نفسه كما لخالقٍ أمين في عمل الخير" (1بط4: 19) هناك فرق بين الاستسلام والتسليم : الاستسلام هو الإيمان بالقدر ، أما التسليم هو الخضوع لله .الاستسلام يقول لا استطيع ، أما التسليم يقول لا استطيع ولكن الله يستطيع قال القديس باخوميوس "إذا توكلت على الله فأنه يصير لك ملجأ ويخلصك من جميع شدائدك ، وان سلمت أمورك الى الله فأمن انه قادر أن يظهر عجائبه فى قديسيه."!
2- التسليم بخضوع : ليست حياة التسليم هى الخضوع لسياسة الأمر الواقع دون اقتناع ، بل يؤمن أن مشيئة الله دائماً صالحة ومفيدة للإنسان ، وهو يخضع لمشيئة الله في فرح "فاخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم"(يع4 : 7) وان سلمت حياتك وأمورك لله ، فيجب أن تسلمها بلا قيد او شرط ، فلا يليق بك أن تحدد للرب الطريقة التى يحل بها مشكلتك ، ولكن اترك له الأمر كله ، سلم له طريقك واتركه يضع الحل الذى يراه مناسبا قال القديس باسيليوس الكبير"درب جسدك على طاعة نفسك ودرب نفسك على طاعة الله".
3- التسليم بشكر: الذى يحيا حياة الإيمان والتسليم، يحيا دائماً في فرح وفي شكر "اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم"(1تس 5 : 18) يجب أن نشكر الله على كل شيء حتى فى الأشياء التى قد تبدو لنا إنها تجارب وإحزان . فالفرح هو موقف الإنسان الدائم الشكر لله فى كل حين "شاكرين كل حين ، على كل شيء "(أف5: 20)إن حياة الشكر الدائم ترتبط بحياة التسليم لله ، قال القديس الأنبا شنودة "كل ما يحل عليك من خير أو شر أقبله بالشكر وأعلم أنه لن ينالك شيء إلا بسماح من اللـــه."