رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرجل العاقل يبني بيتة علي الصخر بقلم قداسة البابا شنودة الإنسان الحكيم لا يبنى بيته على الرمل، على الأرض المتحركة غير الثابتة، كما يفعل الرجل الجاهل(مت 6:7 ). بل يبنيه على الصخر. فما المقصود بعبارة(على الصخر)؟ على الصخر على الصخر، أى على الإيمان العميق بالله، أوعلى الفهم السليم لوصايا الله. أويبنى بيته على أساس متين من المحبة، المحبة لله وللناس، والمحبة للخير. هذا الأساس المتين الصلب لن يسقط أبدآ. تماما كما يفعل المهندسون الآن، إذ يبنون البيوت على أساس عميق من الخرسانة المسلحة، التى لا تقوي الرياح ولا الأمطار على زعزعتها أوتحريكها من مكانها... وهذا هو الفرق الأساسى بين من يبنى على الصخر، ومن يبنى على الرمل فهناك إنسان يدخل إلى الكنيسة ويسع كلمة الله لمجرد المعرفة. وأخر يسمع الكلمة لكى يحيا بها: أحدهما يجعل عقله مجرد خزانة معلومات، فيصبح دائرة معارف يجيب على كل سؤال! بينما الآخر يسمع الكلمة ويعمل بها، فيحولها إلى حياة... فتكون الكلمة كالبزار التى وقعت كلى أرض جيدة(مت 13: 27 ) فأتت بثمر، ثلاثين أو ستين أو مائة.... أما المبنى على الرمل فهومثل الإنسان الذى تتعبه خطية من الخارج، كالأشواك التى تخنق زرعه حينها يظهر، أولا يثمر على الإطلاق بسبب خطية من الداخل كالبزار التى وقعت على أرض محجرة. البيت المبنى كلى الصخر هو المبنى كلى محبة الخير. أما المبنى على الرمل: فهو الذى قد يعمل الخير، خوفا من انتقاد الناس، أوسعيا وراء مديحهم، أومجاراة لما يحدث فى المجتمع، أويفعل الخير مضطرأ أوخوفا من عقوبة. هذا يعمل على غير أساس، فيعتبر تماما كالذى لامعمل...عمله كالقش الذى تختبره النار، فإذا هويحترق(اكو 2:3 ا، 13 ). مثال أخر للمبنى على الصخر، والمبنى على الرمل، هو الصلاة. إنسان يصلى لأنه يحب الله ويشتاق إلى الحديث معه. كما يقول المزمور اشتاقت نفسى إليك يا الله، كما يشتاق الآيل إلى جداول المياه،هدعطشت نفسى إلى الإله الحى. متى أجئ وأتراءى قدام الله (مز 1:42 ، 2 ). هذا هو البيت المبنى على الصخر... أو المبنى على الرمل، فهو الذى يصلى لمجرد العادة، بلا عاطفة ولا حرارة. يصلى لأن أب اعترافه قد أمره بهذا، فهويطيع لا عن حب، وإنما خجلا من أن يكون مقصرأ. وصلاته ليست فى حقيقتها صلاة. إنما هو يكرم الله بشفتيه، وقلبه بعيدا عنه(اش 13:29 )(مت 8:15 ). لذلك إن أتاه فكر، يمكن أن يشتت صلاته. أو أنه ينتهى من صلاته أومن مزاميره، وكأنه لم يصل!! مثال آخر هو الإيمان المبنى على الصخر، والإيمان المبني. علي الرمل. الإيمان المبنى على الصخر لايمكنه أن تزعزعه الشكوك، كإيمان القديس أثناسيوس الرسولى المبنى على فهم سليم وعميق لكلام الإنجيل بعكس كثيرين صاروا أريوسيين بسبب ما قدمه أريوس من فهم خاطئ لبعض الآيات. أما أثناسيوس فوقف ضد هؤلاء جميعا، وشرح لهم تلك النصوص الكتابية شرحا سليما، وبخاصة فى كتابيه(ضد الأريوسيين) واستطاع أن يقود حركة الفكر اللاهوتى فى أيامه ضد كل الشكوك. وهكذا قال عنه جيروم مر وقت كاد فيه العالم كله أن يصبح أريوسيا، لولا أثناسيوس ... أما البيت المبنى على الرمل لاهوتيا، فيمثل كثيرين من الذين يعتبرون مؤمنين لمجرد أنهم ولدوا هكذا . لذلك ما أسهل أن يتحو لوا إلى مذهب أخر بسبب سماع عظات من طائفة أخرى!! أو أنه بسبب او زواج يتحول شخص من مذهب إلى مذهب، أو من دين إلى دين!!إنهم من الناحية اللاهوتية مبنيون على الرمل.... لهذا ينبغى أن نثبت أولادنا على دينهم وعلى عقيدتهم. وذلك منذ الصغر، وبأيات وشروحات وإثباتات. ل نرد على كل الشكوك التى تصادفهم، فيكونون محصنين ضدها، وكذلك علينا العناية بالشباب ضد كل )التيارات السائدة فى المجتمع، حتى ننقذهم من أى انحراف وراء أى تيار يصادفهم أو يصادمهم...ولاتكون دروسنا مجرد محاضرات فى روحيات نظرية، دون التدا ريب العملية التى تحولها إلى حياة. ولا تكون مجرد روحيات بلا عقيدة. الكل معرض للتجاوب قال السيد الرب فى مثل البيتين إن كلا منهما تعرض للتجارب. الكل نزل عليه المطر، وجاءت الأمطار، وهبت الريح. سواء فى ذلك البيت المبنى على الصخر، أو البيت المبنى على الرمل(مت 25:7 ، 27 ) العاقل والجاهل كل منهما تعرض للتجارب. فالتجارب يمكن أن يتعرض لهنا القديسون، كما يتعرض لها الخطاة أو عامة الناس. غير أن البعض يثبت والبعض يسقط... العثرات تأتى على الكل فالبعض يسقط ويكون سقوطه عظيما (مت 27:7 ). والبعض لا يسقط إلا بعد مقاومة. والبعض لايمكن أن يسقط إطلاقا مهما كانت الحروب قوية. إنه المبنى على الصخر. لم يقل السيد الرب إن الأبرار غير معرضين للتجربة. كلا. فهم أيضا تنزل عليهم الأمطار من فوق...وتجرى الأ نهار من أسفل، وتهب الريح ما بين هذا وذلك، وتصدم بيوتهم جميعا... أيوب الصديق تعرض للتجربة مع أنه كان رجلا كاملا ومستقيما، يتقى الله ويحيد عن الشر(اي1: 8 ). وداود تعرض للتجربة، على الرغم من أن روح الله حل عليه(اصم 13:16 ) وكان رجل الصلاة بالقيثار والزمار والعشرة الأن ثار. وشمشون أيضا تعرض للتجربة، مع أنه كان نذيرا للرب من البطن(قض 7:13 ). وكان الرب قد باركه، وابتدأ روح الرب يحركه(قض 24:13 ، 25 )، وحل عليه روح الرب(قض 14 : 19 ). وهكذا رسل السيد المسيح، قال لهم هوذا الشيطان طلبكم لكى يغربلكم كالحنطة (لو 22 :ا 2 ) كلكم تشكون فى فى هذه الليلة (مر 14 : 27 ). يهوذا سقط، وكان سقوطه عظيما، لأنه بيته كان مبنيا على الرمل. وبعض التلاميذ فروا أثناء القبض على المسيح. أما يوحنا الحبيب فتبع المسيح إلى الجلجثة، ووقف إلى جوار صليبه. المهم هو الأساس. البعض منا إذا سقط يأتى بالعيب على غيره، لا على نفسه! يقول: الغير أعثرنا! الغير أهملنا . نسأله لماذا سقطت؟ فيجيب: الكهنة لا يفتقدون ولا يؤدون واجبهم! الأساقفة لايرعون! الوسط الروحى غير مشجع! القدوة غير موجودة! ولايقول أبدا إنه ضعيف من الداخل. بل يرمى بحمله على غيره! يبحث الساقط كن شماعة يعلق عليها أخطاءه! والحقيقة أنه لو كان بيتك مبنيا على الصخر، فلن تسقط حتى لو لم يفتقدك الكهنة، حتى لو أهملتك الكنيسة! ولو كان الوسط الروحى فاترا. فأنت تشعله بحرارتك. ولو كانت الخدمة ضعيفة، أنت تقوم بالخدمة. فلا تلق حملك على غيرك. بل كما يقول الرسول انت بلا عذر أيها الإنسان (رو 2 : ا). فى أيام حبيب جرجس، لم يكن هناك تعليم عام فى الكنيسة يعتد به. فلم يعتذر بقلة التعليم، بل قام هو به، ودرس فى الكلية الإكليريكية وهو طالب بها. وأسس مدارس الأحد، ووضع كتبا للتعليم الدينى فى المدارس،.وأقام نهضة تعليمية... موسى النبى كان فى نشأته فى قصر الملك محاطا بكل العبادات الفر عونية القديمة. بل تمسك بالإيمان السليم وصار بطلا للإيمان. إن الذى يقدم أكزارا بيته ليس مبنيا على الصخر. القديس أثناسيوس الرسولى وقف ضده الهراطقة بكل عنف، ونفى عن كرسيه أكثر من مرة، فلم يتزعزع قالوا له العالم كله ضدك يا أثناسيوس فقال وأنا ضد العالم فلقبوه بهذا اللقب. كان بيته مبنيا على الصخر. فلما نزلت عليه الأمطار، وجرت الأنهار، وهبت الريح وصدمته، بقى راسخا ...وحسنا قال الرسول كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين فى عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلا فى الرب ( 1 كو 28:15 ). النعمة كل إنسان سواء كان حكيما أو جاهلا تفتقده النعمة. غير أن الحكيم يقبل النعمة ويشترك معها، بينما الجاهل يرفضها . الروح القدس يعمل لأجل الكل. فيعمل البعض معه يشترك معه فى العمل، ويدخل فى شركة الروح القدمس ( 2 كو 4:17 ) فيعمل الروح فيه، ويعمل به ويعمل معه. ولكن البعض لايقبل الروح. بل على العكس يحزن الروح(أف 4 : > 3 ) ويطفئ الروح(اتس 19:5 ) ويقاوم الروح(اع7 :1ه). شاول الملك وداود مثالان واضحان للعلاقة مع الروح. شاول حل عليه الروح وتنبأ ( اصم 10 ). ولكنه استقل وعمل بمفرده بعيدا عن شركة الروح. فكانت النتيجة مأساة قيل فيها فارق روح الرب شاول، وبغته روح ردئ من قبل الرب ،(اصم 16 : 14 ). أما داود، فكان حكيما إذ عمل مع الروح، وكان قلبه كاملا مع الرب إلهه(امل 4:11 ). البيت المبنى على الرمل يقرع الرب على بابه فلا يفتح له(رؤ 3 : . 2 ). مثل هؤ لاء كالذين قال عنهم إبراهيم أبو الآباء ولا إن قام واحد من الموتى يصدقون ،(لو 31:16 ). ليس لديهم دافع من الداخل يجعلهم يتجاوبون مع عمل الروح. لا أساس على الإطلاق يبنى عليه عمل روحى. كأهل أثينا من الفلاسفة القدماء الأبيقوريين: لما بشرهم القديس بولس الرسول قالو ترى ماذا يريد هذا المهذار أن يقول؟ (أع 18:17 ). |
05 - 09 - 2012, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الرجل العاقل يبني بيتة علي الصخر بقلم قداسة البابا شنودة
ربنا ينيح نفسة الطاهرة في فردوس النعيم
شكرا علي المشاركة الجميلة ربنا يعوض تعب محبتك |
|||
|