رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
اصحاح البركات واللعنات (تثنية 28)
بقلم القس ميلاد يعقوب لا شك ان هذا الفصل هو من الفصول الاساسية والمهمة في الكتاب المقدس، وهو يضع امام البشرية، اساس الله للتعامل الالهي مع البشر... فالطاعة والخضوع لكل ما يقوله الرب الخالق، هما الطريق الوحيد الى البركات الالهية، اما العصيان والتمرد فهما الطريق المضمون لخسارة كل البركات وتلقي كل الضربات واللعنات الالهية.. وما طعم الحياة من دون بركة الرب؟ وما نفع كل الممتلكات ووسائل الراحة والعلوم، وفي نفس الوقت تكون يد الله ووجهه ضدنا، واللعنات تنصب علينا وعلى اولادنا؟...في هذا الفصل، نجد ان القرار قد وضعه الخالق في يد الانسان، وليس الامر قضاءا وقدر، او المكتوب او النصيب او الحظ، بل هنا يجزم القدير ان البركات واللعنات هما في اختيار البشر. فالانسان يختار البركة او اللعنة، وفي حال اختيار ايّ منها، يكون قد رفض الأخرى بشكل تلقائي، والرب قرر ان الطاعة تقود الى البركات والعصيان يقود الى اللعنات، ولا مجال للتلاعب في هذه الامور.. فكل ما يتعلق بحياتنا من عمل وعائلة ونجاح، مرتبط بقرارنا واختيارنا نحن ان نطيع الرب الخالق او ان نرفض صوته او حتى ان نتجاهل ما يقوله.. وكل ما يريد ان يقوله الرب لنا، مكتوب بوضوح وتفصيل فقط في الكتاب المقدس بأكمله، بعهديه القديم والجديد.. ولا يقدر الانسان ان يختار ان يتجاهل ما قاله الله، بل عليه ان يقرر قبوله او رفضه لما يقوله الرب في كلمته. وحين يختار الطاعة ام العصيان، يكون قد قرر لحياته البركات او اللعنات. والامر فردي محض، فلا احد يقرر عن الآخر، فكل فرد او عائلة او جماعة تختار الطاعة والسير عمليا بحسب ما يقوله الله، تأتي البركات وتفيض في حياتهم لا محالة.. ولا يقدر الانسان ان ينتقي بعض الفصول الكتابية ليطيعها، بل عليه ان يطيع كل ما قاله الله، او ان لا يطيعه.. فالطاعة الجزئية والطاعة الشكلية والطاعة المؤقتة، كلها مرفوضة امام الله، وما يزرعه الانسان فاياه يحصد ايضا (غلا 6). فالطاعة تحصد بركات، والتمرد يحصد لعنات، حتى ولو كان الشخص واعظا او ملمّا بالكلمة.. والرغبة في الطاعة لا تكفي، بل على الانسان ان يقبل عمليا الطاعة، ويعيش بحسب ما قاله الله، ولا يكفي التمني والتسويف والطموحات الروحية، بل علينا ان نقرر السلوك والسير بحسب كلمة الرب ام رفضها.. ولا توجد بركة جزئية، كما انه لا تجدي الطاعة الجزئية. فالطاعة يجب ان تكون كاملة ودائمة وعميقة، عندها تكون البركة كاملة وشاملة في كل مجالات الحياة، وتكون ايضا دائمة ومستمرة.. فالفصل الذي امامنا يؤكد ان الرب يريد ان يباركنا في كل مجالات الحياة اينما كنا ومهما فعلنا.. فيقول ان بركات الله للذي يقرر ان يطيعه، تكون في كل مكان، ترافق المطيع في البيت والعمل، في الخارج والداخل، وايضا تكون البركة لكل ما لنا ولأولادنا وكل مَن يحتكّ بنا.. والطاعة تجلب البركة لحياتنا، وتعني ايضا الانتصار والغلبة على كل ما يصادفنا من صعوبات وتعقيدات ومشاكل.. وتكون الهزيمة لكل مَن يقاومنا او يقف في طريقنا. ويكون كل ما نفعله ينجح(مز 1)، ويكون عملنا مثمرا ومباركا وفائضا.. ومن البركات التي يعدها الرب للمؤمن المطيع ان يكون رأسا لا ذنبا، اي ان لا يكون مستعبدا لأحد، بل تكون له شخصية مؤثرة وقوية، ويكون دائما في الارتفاع منتصرا في كل ازمة او مشكلة، ناجحا في البيت والعمل والمجتمع.. ولكن الرب يضع ايضا امامنا اللعنات اذا رفضنا الطاعة، واخترنا العصيان والتمرد.. فنخسر كل البركات في كل مجالات الحياة، ونفقد المعنى لكل الاشياء، فلا نجد اية متعة في الطعام والعمل والعائلة، ويكون كل ما نفعله فارغا وتافها وباطلا. ويؤكد الفصل ان اللعنات تدرك الرافض لصوت الله، ولا مجال للهرب او التملص منها... يكون الانسان ملعونا حيثما ذهب، حتى ولو واظب على حضور اجتماعات الكنيسة، واصغى لكلمات الوعظ واظهر سروره بها وحفظها، ولكنه رفض الخضوع لها وتبنّيها في حياته... لن يجديه الانتماء الشكلي.. بل يكون ملعونا وفاشلا في كل ما يعمل، حتى ولو نجح في البداية وبدت الامور على احسن حال، لكنه سيخسر كل شيء في لحظة.. يكون مضطربا ومنزعجا ومتعَبا ويائسا مهما فعل، وتبقى نفسه مكمدة وكئيبة، لا يشبعها ولا يقنعها شيء.. فكل مَن يختار ان يرفض صوت الرب، يكون الرب ضده، فيهدم له كل ما يبنيه، ويقلع كل ما يغرسه، ويحتاط الجفاف حياته، وتكون حياته في يبوسة وذبول، ويكون عصبيا بشكل دائم، وتكون السماء من فوقه نحاسا اي يصرخ في المه ولا احد يسمعه، بل لا يقابله الا الدينونة من كل جانب... ويكون منهزما في كل قضية، فلا تجديه حكمته وقوته وذكاؤه، بل تخطيطه هو الذي سيكون سبب فشله.. فالعصيان يجعله مهزوما وهاربا وضعيفا وعاجزا امام كل مشاكل الحياة، ويكون محطما مكسورا قلقا ومنزعجا في كل الامور.. يضربه الرب بالعمى فلا يرى الحقيقة، ويفقد المنطق في كلامه، ويعيش في حيرة قلب كل الوقت، فلا ينجح في كل ما يفعل... ويؤكد الكتاب انه لن يكون مخلّص او نجاة او مخرج او شفاء ما، للانسان الذي يرفض الطاعة والخضوع لكلام الرب.. وتغزو الامراض حياته وينهار امامها، ويصرخ وليس من مجيب او معزّي. ويكون العاصي مستعبدا للناس من حوله، فيتعب ويأكل ثمر تعبه الآخرون.. وتتملك فيه العادات السيئة، فيعجز على مواجهتها او التغلب عليها.... ويلخّص الوحي حُكم الله على كل مَن يتمرد ويعصى كلام الرب، اذ يقول "يجعل الرب ضرباتك وضربات نسلك عجيبة، ضربات عظيمة راسخة وامراضا (جسدية وروحية ونفسية وعقلية) ردية ثابتة" (تث 28: 59).. وتؤكد كلمة الرب ان السبب للعصيان وعدم الطاعة، هو دائما ان الانسان لا "يهاب هذا الاسم الجليل المرهوب الرب الهك" (تث 28: 58)..اي احتقار الرب واحتقار كلامه وخداع النفس، باحتواء الفكر ان ما قاله الرب لن يتم، كما خدع الشيطان الانسان الاول، اذ اقنعه ان ما قاله الرب لن يتم، بل بالعكس سيكون كالله عارف الخير والشر (تك 3). ما اخطر ما يعلنه الله في كلمته، اذ يقول "وتكون حياتك معلّقة قدامك وترتعب ليلا ونهارا، ولا تأمن على حياتك، في الصباح تقول يا ليته المساء وفي المساء تقول يا ليته الصباح من ارتعاب قلبك الذي ترتعب ومن منظر عينيك الذي تنظر" (تث 28: 66). |
28 - 04 - 2017, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: اصحاح البركات واللعنات(تثنيه 28)
لا يقدر الانسان ان يختار ان يتجاهل ما قاله الله، بل عليه ان يقرر قبوله او رفضه لما يقوله الرب في كلمته ميرسى على مشاركتك الجميلة |
||||
28 - 04 - 2017, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اصحاح البركات واللعنات(تثنيه 28)
"وتكون حياتك معلّقة قدامك وترتعب ليلا ونهارا، ولا تأمن على حياتك، في الصباح تقول يا ليته المساء وفي المساء تقول يا ليته الصباح من ارتعاب قلبك الذي ترتعب ومن منظر عينيك الذي تنظر" (تث 28: 66). رووووووووووعة حببتي ربنا يفرح قلبك |
||||
29 - 04 - 2017, 08:28 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: اصحاح البركات واللعنات(تثنيه 28)
اشكركم اخواتي الغاليات
ولاء ماري |
|||
|