منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه


 رسائل الفرح المسيحى اليومية على قناة الواتساب | إضغط هنا 
Love_Letter_Send.gif

العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 04 - 2017, 04:46 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,022

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
تقديم للأنبا موسى أسقف الشباب

هذه الدراسة جاءت في موعدها تمامًا!!
فقد سادت العالم موجة من الانفلات، صارت تصلنا على الفضائيات والإنترنيت، فبدأ البعض يهملون الجوهر ويهتمون بالمظهر، ومن هنا جاء عدم الاحتشام.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط (إلى اليمين) مع نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب على سطح مبنى الراهبات بدير القديسة دميانة، البراري، دمياط
الإنسان جسد وروح، والجسد هيكل الله وبالمعمودية والميرون والتناول يستقر فيه المسيح وبالجهاد الروحي وعمل النعمة يصل إلى الصورة النورانية الروحانية الممجدة، جسد القيامة المجيدة!!
وإن كانت الخطيئة جردت الإنسان من ثياب البر، فالنعمة والحياة المسيحية والأسرار المقدسة تعيد إلى جسدنا هذه الكرامة المفقودة، ومن هنا نتمسك بفضيلة الاحتشام.
والاهتمام بالزينة الداخلية، وزينة الروح الوديع الهادئ، أمر أساسي في الحياة المسيحية، أما عدم الاحتشام فهو عثرة للجميع، وبخاصة للذين هم من خارج.
إن الزينة الداخلية هي الجمال الحقيقي الدائم والخالد أما الزينة الخارجية فهي إلى ذبول!!
ولذلك يقدم لنا الأب الحبيب القس انطونيوس فهمي في هذه الدراسة المفهوم الروحي المسيحي للاحتشام، وأهمية الجمال الحقيقي الداخلي، مدعمًا دراسته بآيات الكتاب المقدس وبسير وأقوال الآباء، قديسين وقديسات.
الرب يبارك هذه الصفحات، لنُمَجد اسم المسيح في سلوكنا اليومي، وفي احتفالاتنا وأفراحنا، بدلًا من أن يجدف على اسم الله بسببنا.
بصلوات راعينا الحبيب قداسة البابا شنودة، أرجو البركة للكاتب والقراء.
الأنبا موسى
الأسقف العام
رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,022

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

مقدمة


أجسادنا مقدسة... تليق بها كل كرامة.. فتعالوا معنا لنتجول معًا في هذا الكتاب لنعرف كيف نكرم هذا الجسد وكيف يسلك بوقار وحشمة... لأنه هيكل الله... تعالوا نعرف ما هو مفهوم الجسد في المسيحية.. وما الذي يناسب هذا الجسد من ملابس تليق بكرامته وقداسته... وكيف نهتم بالزينة الداخلية... ونتعرف على تعاليم الآباء حول الحشمة.
إنها دعوة إلى شبابنا وشباتنا وفتياننا وفتياتنا ليعرفوا مقدار كرامة أجسادهم.. فتسلك كل شابة بوقار وحشمة.. شاهدة بمظهرها عن حقائق ثمينة آمنت بها واقتنعت وسلكت بمقتضاها.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
راهبات أقباط، قبطيات، و مكرسات
إنه حقا شيء مؤسف أن تظهر الشابة المسيحية التي لها كنوز البركات والمواعيد الصادقة ولها قدوة من ربوات العذارى الحكيمات في المجتمع بمظهر غير لائق.. مما يسئ إلى مسيحها ومسيحيتها... ولا ننسى أن المظهر الخارجي يعبر عن الجوهر الداخلى والناس لا ترى الجوهر بل المظهر... فنحن علينا مسئولية من خلال مظهر الشابة المسيحية أن نعلن عن مسيحنا وإنجيلنا وكنيستنا وقديسينا لأنها رسالة المسيح وبحسب تعبير معلمنا بولس الرسول صرنا منظرًا للعالم للملائكة والناس (1 كو 4: 9).
فعلينا أن نعتني بأمور حسنة قدام جميع الناس (2 كو 8: 21).. فأنتم شهود المسيح.
وربما اليوم في المجتمع لا نستطيع أن نتعرف على الشاب المسيحي بسهولة لأنه يُشابه الآخرين في المنظر الخارجي أما بالنسبة للشابة فصارت أكثر وضوحًا ولكن هل هذا مكسب لنا أم خسارة... هل استفدنا بهذا التميز الذي يمكن أن نعلن به مجد الله فينا وربما يعرف الكثيرون ما يقال عن شابة مسيحية غير ملتزمة في ملابسها.
أرجو أن يستخدم الله هذه الكلمات لتغير أفكار وملامح كل شابة مسيحية فقدت طريقها... وبحسب تعبير القديس كبريانوس (احفظن أنفسكن.. أسلكن بوقار... اجعلن المسيح يُكَافَئ فيكن).
أشكر محبة أبى نيافة الأنبا موسى الذي رغم انشغالاته الكثيرة قام بمراجعة هذا الكتاب وأضاف له لمساته المملوءة نعمة وحكمة.
الله الغنى في النعمة، المُتأني على كل أحد يستخدم هذه الكلمات لمجد اسمه القدوس بصلوات أبينا الطوباوي المعظم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
لإلهنا كل مجد وإكرام وسجود من الآن وإلى الأبد آمين.

القس أنطونيوس فهمي.. نوفمبر 2005م
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,022

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

مجدوا الله في أجسادكم


مفهوم الجسد في المسيحية
الإنسان جسد وروح
الجسد هيكل لله
الجسد والمعمودية
الجسد والميرون
تكريم أجساد القديسين
الجسد النوراني

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

مفهوم الجسد في المسيحية

الإنسان جسد وروح:


بحسب تعبير القديس إيريناؤس أن الجسد هو علامة الشخص وظهوره بمعنى أن الجسد هو الهيكل المادي الذي يحوى نسمة الحياة الإلهية التي نفخها الله في الإنسان (تك 2: 7).. وقد يتهم العض الجسد انه مصدر كل الشرور او يتعامل أحد مع جسده باحتقار... وهذا يتعارض مع الفكر المسيحي الإنجيلي السليم... لأن الإنجيل يعلمنا أن مصدر الخطية ليس في الجسد بل في القلب الذي هو مركز النفس فمن القلب تخرج سرقة وزنا وقتل (مت 5: 28) وما الجسد إلا وسيلة تعبير عن رغبات القلب لذلك الرب يسوع يقدم لنا علاجًا للخطايا باقتلاع جذورها من القلب فنجده يعالج القتل باقتلاع جذوره من القلب الذي هو الغضب وكذلك الزنا والسرقة وغيرها.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الجسد هيكل لله:


كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
: فتاة تصلي، طفلة، بنت، سيدة فرحة، الشكر، فن قبطي

من هنا علينا أن ننظر نظرة جديدة لأجسادنا أكثر إكرامًا وقارًا يكفى أن الله حين أعلن محبته للبشرية أخذ جسدًا وحل بيننا بهذا الجسد... أكل وشرب ونام وتعب... فصار الجسد شيئًا مقدسًا وصار مسكنًا لله وهيكل له فتباركت طبيعتنا بحلول الله المتجسد في وسطنا وحين قدم ابن الله جسده المقدس ودمه الكريم لنأكله ونشربه بسر إلهي فائق الإدراك ليتحد بنا وبأجسادنا صارت أجسادنا تقتات من الخبز السماوي... كل مَنْ يأكله لا يجوع ويحيا إلى الأبد... فصار أجسادنا تحيا في العالم ولكنها محسوبة أنها ليست من هذا العالم فأخذنا في أجسادنا ما يصعب التعبير عنه وبدأنا مشاركة سعادة الحياة الأبدية وعدم الفساد.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الجسد والمعمودية:

ولا ننسى أن أجسادنا حين دفنت في مياه المعمودية نالت الصفة المقدسة التي لا تمحى.، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.وصارت لابسة للمسيح وحين دهنت بزيت الميرون المقدس الذي مصدره الأطياب والحنوط التي وضعت على جسد المسيح المقدس.. فأخذنا في أجسادنا نعمة التلامس مع جسد المسيح.. وبحسب تعبير معلمنا يوحنا الرسول أما انتم فلكم مسحة من القدوس (1 يو 2: 20) فأجسادنا ممسوحة بها ستة وثلاثون رشمًا بالميرون المقدس على جميع أعضائها إعلانًا لتقديس هذا الجسد بل وتكريسه للمسيح وكأن أعضاءنا مختومة لحساب المسيح لتحيا في ملكية المسيح.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الجسد والميرون:

ولنا أن نعلم أن زيت الميرون هذا هو الذي يدشن الكنائس والمذابح والأواني المقدسة فأرادت الكنيسة أن تكرس أجساد أولادها على مثال تكريس الأواني المقدسة... أي كرامة ومجد تليق بهذا الجسد الذي استمد مجده وكرامته من جسد المسيح نفسه فعلينا أن ندرك أن أجسادنا هي أعضاء في جسمه ومن لحمه ومن عظامه... لذلك سمح الله لهذا الجسد أن يشترك في مجد الحياة الأبدية بعد أن تتغير طبيعته ويلبس عدم فساد ومجد بما يناسب طبيعة الحياة الأبدية.. نعم سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد ممجد (في 3: 21).

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
تكريم أجساد القديسين:

هنا نفهم.. ماذا يريد معلمنا بولس الرسول حين أوصانا مجدوا الله في أجسادكم (1 كو 6: 2).. ونجد أن أجساد القديسين والشهداء وعظامهم صارت سبب بركة وشفاء، بل وأعطت حياة كما حدث مع عظام أليشع النبي التي أقامت ميت... حقًا إنهم مجدوا الله في أجسادهم بأعمال الجهاد والنسك وأعراق التقوى وآلام الاستشهاد فصارت أجساد تحمل قوة عمل الله فيها.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الجسد النوراني:

وعندما نترك هذا العالم الفاني سنقوم من بين الأموات بأجساد نورانية، روحانية، سمائية، ممجدة... لا تمرض ولا تخطئ ولا تشيخ ولا تموت... بل تتمجد مع الله إلى الأبد في ملكوته العتيد.
وتحقيقًا لهذه الجولة حول مجد وكرامة الجسد نجد القديس ايرونيموس مخاطبًا استوكيوم العذراء قائلًا:-
إني أناشدك أمام الله وملائكته أن تحرسي ما قد نُلتيه ولا تعرضي لأنظار الناس أواني الهيكل المقدسة... وهي لا يراها إلا قسوس الهيكل لكي لا يتطلع دانس إلى هيكل الله. إن عزة لما لمس تابوت الله الذي لم يكن مصرحًا بلمسه حمى غضب الرب عليه وضربه فمات (2صم 6: 7).
وفي الحقيقة ليس ذهب ولا فضة ولا أي جواهر أثمن أمام الله من هيكل جسد العذراء...
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,022

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

ماذا نلبس، ولماذا نلبس؟!!

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

لماذا نلبس؟
السقوط في الخطية كشف العري
الحشمة الكاذبة
وما رأي المسيحية في فرض زي معين؟!!
ماذا نلبس؟!!
الموضات الحديثة
سؤال هام..
المظهر والزواج
قديسات حفظن حشمة أجسادهن
القديسة بوتامينا
القديسة بربتوا..
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

لماذا نلبس؟

السقوط في الخطية كشف العري


في مرحلة ما قبل السقوط عاش الإنسان في وحدة مع الله في كيان متكامل غير منقسم... يحيا في انسجام تام بين النفس والجسد والروح... في تمتع بكل عطايا الله الفائقة مستخدمًا كل ما لديه من قوى نفسية وجسدية وروحية كي يحقق هدف وجوده... أي التمتع بالشركة والحب مع الله... ولا يفوتنا أن نذكر أن الله خلق الإنسان عاريًا ومع ذلك لم يخجل من عريه ولا شعر به... بل كان ينظر إلى جسده نظرة بريئة مقدسة.
أما بعد السقوط اكتشف الإنسان حالة عريه التي كان يحيا بها دون أي خجل.. إنها الخطية التي أحدثت فجوة بين الله والإنسان ونجد أن تيار الحياة الذي كان يتدفق من الله في الإنسان يتوقف فصار إنسان يتحرك ويتصرف وكان الله غائب عنه وحدث شرخًا عظيمًا في كيان الفرد... أدى إلى التمزق الداخلي فصارت النفس قلقة غير مستقرة والجسد يعبر عن كل ما في النفس من قلق وتمزق.
فنجد أن اكتشاف العرى كان بسبب الخطية فيقول الكتاب المقدس
فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر... فنادى الرب الإله أدم وقال له أين أنت. فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت (تك 3: 7 – 1)
انظر عزيزي القارئ... ما الذي جعل آدم يقول:-
"لأني عريان فاختبأت"... كيف شعر بالعرى وهو ليس جديدًا عليه؟
أنه من نتائج الخطيئة على الجسد.
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الحشمة الكاذبة

إن الخطيئة أشعلت الغرائز وأعطتها الحدة والجموح.. كما أثرت في القلب والفكر فحرمتهما نقاوتهما الأولى كما سلبت من العينين طهارتهما وبساطتهما فسرعان ما لجأ الإنسان إلى تغطية جسده بأوراق التين وكان يظن أن هذا سوف يستر على خطيئته ويغطى على إثمه ولم يعلم أنه يحيا في حضرة الذي كل شيء عريان ومكشوف أمام عينيه (عب 4: 13).. وهذه التغطية التي يصنعها الإنسان لجسده دون الرجوع لله نسميها "الحشمة الكاذبة".
إذ أن ما حدث مع آدم وحواء يتكرر معنا باستمرار... عندما يغطى إنسان جسده بينما القلب والفكر مشتعلان بالشهوات وينفضح هذا الأمر في السلوك الخارجي مثل طريقة المشي والحديث والنظرات والملامسات وهكذا قد يظن الإنسان أنه وجد حلًا لمشكلة عريه وكأنه يغطى جسده كله بأوراق التين ولكن الله لا يسر بهذا الغطاء... لأنه فاحص القلوب ولا ينظر إلى الخارج فقط ولكنه يطلب القلب أولًا... "يا أبني أعطني قلبك" (أم 23: 26)... ومن هنا نجد أن الله يتدخل بذاته الإلهية وألبس آدم وحواء لباسًا من الجلد ستر به عورتهما ليسترهما تمامًا ويحفظ كرامتهما (تك 3: 21).

ولان العرى فضيحة وخزي وعار لا يُحتمل جعل الله يتدخل ليسترهما فمن هذا المنطلق نرى أن العرى هو رفض لتدخل الله وإصرار على اعتبار أن الله غائب بل أن العرى هو تحدِ للخالق الذي ستر عرى آدم وحواء وألبسهما ولعل هنا نكون بدأنا نفهم إجابة السؤال لماذا نلبس؟؟
نلبس فنطلب ستر الجسد باللباس... اعترافًا وخضوعًا بما عملته الخطيئة في الإنسان وتمجيدًا للخالق الذي ألبسنا ليستر عُرينا.. ليحفظ لنا كرامة أجسادنا ويعطيها جمالًا ووقارًا ولا ننسى أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح علق على الصليب عريانًا ليذكرنا أنه أزال عنا عارنا وفضيحتنا ويعطينا أن نكتسي بثوب بره وطهارته فنحيا في نقاوة وكرامة.
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
وما رأي المسيحية في فرض زي معين؟!!

لأننا نحيا في بركات فداء الله للإنسان.. وقد تصالح الإنسان مع الله بالتجسد والصليب وأصبح الروح القدس ساكن في الجسد فصار الجسد في كرامة هيكل الروح القدس (1كو 6:19).. وأجسادنا أعضاء المسيح نفسه (1 كو 6: 15) فصار يليق بالجسد كل وقار واحترام فصارت الحشمة تعبر عن معرفة الله.. إذ تكشف عن أمور روحية باطنية تنبع من قلب وعقل متحدان بالله ويملك عليها مخافة الله هنا سنجد الشابة والفتاة المسيحية في ملبس محتشم ملتزم بحسب قول معلمنا بولس الرسول... "وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل" (1 تي 2: 9).
من هنا يأتي اللباس المحتشم الملتزم في حرية كاملة وليس فرضًا أو كبتًا لأنه لا يمكن ان تكون الحشمة بسبب تقاليد اجتماعية بفرض زي معين أو أي ضغوط خارجية.. فلا نستطيع أن نسمى هذا الزى حشمة لأنه لا يعبر عن عفة داخليه حقيقية.. أو احترامًا وتوقيرًا لجسد منير مبارك موضع لسكنى الله.. والحشمة تعبيرًا عن تناغم الداخل مع الخارج.. النعمة الداخلية والعفة الخارجية وبهذا تصبح الحشمة ضرورة لذيذة ومفرحة إذ أنها نابعة عن قناعة داخلية.
إن في حشمة الشابة المسيحية وهي تغطى جسدها ليس لأنه قبيح أو شر ولا لمجرد التزام بشكل موحد، أو حتى مجرد حفظ لها... بل لأن جسدها مبارك وكريم يليق به الغطاء والستر، لأنه بحسب تعبير إشعياء النبي أن لكل مجد غطاء (أش 4:5) فالجسد يغطى لأنه مسكن لله هيكل لله.. وعضو في جسد المسيح المقدس وليس لأنه رديء أو قبيح...
وبعد هذه الجولة حول حقيقة لماذا نلبس نأتي إلى أمر آخر هو ماذا نلبس... وهل نتبع أي موضة؟!
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
ماذا نلبس؟!!

الموضات الحديثة


بعد أن عرفنا مقدار كرامة الجسد وأنه ليس مجرد تمثال بل مسكن للروح ويخفى كل ما هو غالى ونفيس... من هنا يليق ستر هذا الجسد لكي يخفى ما في داخل هذا الهيكل المقدس من كنوز.. ولكن إن تعرى هذا الجسد فقدْ فَقَدَ هذا الهيكل كرامته وانسكبت قِيَمَهُ الغالية النفيسة على الأرض وتصير للنهب والسرقة بكل ما في من غالى ثمين وبحسب تعبير آباءنا القديسين (ها نحن سائرون في طريق اللصوص فلنحذر ونتحفظ).
وكلما حرصت النفس على زينة الداخل بالفضائل الروحية كلما امتلأ كنز القلب بالصلاح صارت الحشمة مطلبًا داخليًا كستار يخفى ما في الداخل من جواهر ثمينة.
لذلك على الشابة المسيحية أن تختار ثيابها بتدقيق وعناية لتحفظ لجسدها كرامته ومعناه الإلهي مهما كانت نظرة أهل العالم إلى الموضات والمباهج لأنه ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس... فليس كل ما هو جديد أو موضة يناسب الشابة المسيحية، خصوصًا أننا نجد أن الموضات الحديثة ربما لا تميل إلى عرى الجسد بل إلى الملابس الضيقة جدًا التي تجعل الجسد كأنه عاريًا..
والعجيب أن نرى أن غالبية المرتديات لهذه الملابس مسيحيات وربما مرتديات صلبان في أعناقهن.. وأصبح المجتمع ينظر إلى الشابة المسيحية أنها غير ملتزمة... وربما أرجع البعض الذين يفتقرون إلى المعرفة المسيحية أن هذا السلوك يرجع إلى أن المبادئ المسيحية لا تدقق في هذه الأمور... وهنا من يتصور أن المسيحية تدعو إلى هذه الخلاعة..

سؤال هام..

إن كان هناك من الشابات من تنازلت عن حقها في إتباع الموضة الحديثة من أجل إتباع عادات وتقاليد وأوامر واستجابت لها واستمرت على ذلك وحصرت نفسها في إطار ضيق من الملابس وتنازلت عن أن تظهر جمال شعرها وغيره... فلماذا الفتاة المسيحية لا ترغب أن تلتزم في ارتداء ثياب حشمة؟
هل لا يوجد لديها من أسباب مقنعة لذلك... وتُفضل إتباع الموضة عن الحشمة ولا تريد أن تستر ما أراد الله إكرامه وقداسته؟

إجابات عديدة:

والعجيب انه حينما نتحدث مع شباتنا المسيحيات نجدهن يأخذون الأمر في سطحية وسهولة... وهنا نسمع الكثير من الإجابات نود أن نبرز بعضها.
إنني لا أرى انه ملفت أو مُعْثِر.
هذا أفضل ما وجدته بالمحلات فاشتريته.
أنا غير مسئوله عن نظرات الآخرين.
أتبادل أنا وأختي الملابس أو هذه ملابس قديمة عندي.
هذه هي الملابس التي تلفت نظر الشباب للزواج.
أريد أن أعيش سني... وأظهر كشابة عصرية.
لذلك وجدنا أنه يلزم علينا أن نتحدث في هذا الأمر لنتعامل معه بأكثر تدقيقًا ووقارًا.
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
المظهر والزواج

وردًا على أن بعض الملابس تلفت نظر الشباب للزواج نقول الأفضل ان تظهري في صورة جميلة ولكن في حشمة وبساطة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... ولكن اعلمِ انه أن تكالبتِ على كل موضة مستحدثة غريبة لاقيت السخرية في قلوب الشباب، وعرفوا أن داخلك نزعات رديئة وميول وأهواء يشوبها الطمع.. وربما يحب الشاب مظهر الشابة الملتزمة فتكون موضع احترام الجميع... أما إن فكر الشاب في الزواج فهو لا يتزوج إلا إذا وثق ورأى ما يطمئنه أن هذه الشابة سوف تحمل اسمه وتربى أولاده... فلا يثق ولا يعتقد إلا في الحياء والعفة.
أما إن انجذب شاب لمجرد مظاهر خارجية فسوف يظهر منه بعد الزواج هذا الأسلوب مع كل من يراها لأنه يكون قد أثبت أنه لا يهتم إلا بكل ما هو سطحي وزائل... وبالزواج تتغير ملامح الجسد وتنشغل الزوجة بالأطفال وأمور المنزل... فهل سيبقى من انجذب للمظاهر الخارجية على حب وتقدير؟! وإن حافظت الزوجة على جمالها واهتمامها بنفسها هل سيثق الزوج في سلوك من رآها يومًا غير متحفظة؟! وسرعان ما تحيا في جو من الغيرة والتضييق... والرقابة والشك والاستبداد لأنك مهما حاولت أن تودعي الثقة في نفسه وأنت زوجة فلا يمكن أن ينسى أنك كنت متهاونة وأنت شابة... لذلك ننصح الشابات بالالتزام والحشمة والتدقيق في اختيار الملابس المناسبة بالنسبة لهن لأنها تعبر عن جوهر شخصية ملتزمة وقورة.
رأى لقداسة البابا شنودة الثالث:
أتذكر في اجتماع لقداسة البابا شنودة الثالث سئل قداسته هل ارتداء البنطلون للشابة خطأ؟ وما يجب أن ترتديه الشابة المسيحية؟!.. أجاب قداسة البابا إجابة رائعة شاملة وراقية في معناها وتعبيراتها فقال.. أن هناك ثلاثة أنواع من الملابس لا بد من الابتعاد عنها للشابة المسيحية.. ويجب أن تختار ثيابها في ضوء هذه الثلاثة معايير:.
1- الملابس الضاغطة.. أي الضيقة التي تبرز ملامح الجسد.
2- الملابس المكشوفة. أي الغير محتشمة التي تكشف الجسد.
3- الملابس الشفافة.. أي التي يرى من خلالها ملامح الجسد.
ليتنا نتبع هذه النصيحة الغالية أثناء اختيارنا ماذا نلبس.. وهنا لا بد أن نبرز صورة حية يجب أن نضعها أمام شباتنا وفتياتنا لكي يعلموا إلى أي حد يجب أن يحفظوا حشمة وكرامة أجسادهن.
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
قديسات حفظن حشمة أجسادهن

تعالوا نتذكر بعض القديسات اللواتي حفظن حشمة أجسادهن في أصعب الظروف:


القديسة بوتامينا

بعد سلسلة من العذابات القاسية أخيرًا جاء حكم الموت بوضعها في الزيت المغلي.. وفي كل هذا كان ما بشغلها ألا تتعرى أمام احد فطلبت آلا تخلع ثيابها بل تضعونها في برميل الزيت المغلي رويدًا رويدًا وهي ماسكة ثيابها إلى أسفل كي لا يظهر جزء من جسدها... إنها لا تبالي بألم الجسد بل تفضل حفظ عفتها وحشمتها... وغرق جسدها في الزيت المغلي وماتت أما روحها فانطلقت إلى السماء، مكللة بأكاليل البتولية والعفة والاستشهاد بكل مجد وكرامة.. حقًا أنها ماتت ولكن عَلَمَتْ بسلوكها وموتها أكثر من كلامها وحياتها.

القديسة بربتوا..

كانت فتاة عفيفة متزوجة حديثًا ولديها رضيع وكانوا أثناء تعذيبها يُسْمعُونَها صوت بكاء طفلها الرضيع الجائع للضغط عليها ولكن حبها الوفير ليسوع المسيح فاديها ومخلصها كان أعظم من أي حب آخر سواء جسدي او عاطفي.. فظلت صامدة أمام كل الضغوط.. وأخيرًا حكم عليها بالموت بواسطة الوحوش المفترسة أمام حشد كبير من أهل المدينة.
وفي ساحة الاستشهاد ركعت تصلى في منظر مؤثر، وعندئذ تقدم إليها ثور هائج وضربها بقرنيه فطرحها على الأرض وأصابها إصابات بالغة وكادت تفقد الوعي.. وفي شدة آلامها وخطورة هذا الموقف لم تهتم بجراحاتها.. ولا كيف تنجو من هياج الوحوش بل أخذت تلملم أطراف ثوبها الممزق لتستر جسدها، حتى هاجمها الثور مرة ثانية وثالثة.. إن اهتمامها هذا كان مثار حديث كل من شاهد هذه الحادثة.. إنها كانت عظة بالغة عن العفة المسيحية أمام أهل المدينة بل وأمام كل البشرية على مر العصور.

وفي ضوء معرفتنا ببوتامينا وبربتوا وكل من سلك في حفظ حشمة جسده نرى كيف سيدين الله أي إنسانة استهانت بعفتها.. وأفسدت صورة مجد الله.. ودنست هيكلها.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,022

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

الاهتمام بالزينة الداخلية


نرى إشعياء النبي يتحدث عن الجمال الجسدي في قوله (كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل يبس العشب ذبل الزهر لان نفخة الرب هبت عليه) (إش 40: 6 -7) ويتفق سليمان الحكيم مع إشعياء النبي ويقول (الحسن غش والجمال باطل) (ام 31: 3) حقًا جمال الجسد كزهر الحقل ييبس ويذبل.

صورة لشابة جميلة
الجمال الدائم
إعجاب شاب
الاهتمام بالزينة الداخلية
الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي
مجد ابنة الملك من داخل
ثياب باليه الأجساد غالية
الزينة الداخلية علامة على الاتضاع والوداعة
إشعياء النبي وبنات صهيون
الذي يحب الزينة يحب الكرامة
الزينة الداخلية علامة فهم الجمال الحقيقي
لا تنظر إلى منظره
حشمة دفعت إلى التوبة


كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
صورة لشابة جميلة:

كنت دائمًا أذهب إلى سيدة عجوز بمنزلها لتتناول من الأسرار المقدسة.. وكنت دائمًا أرى صورة لشابة جميلة في صورة ملونه بألوان زاهية فاعتقدت من شكل الصورة وجاذبيتها أنها صورة لإحدى الممثلات المشهورات، أو غلاف إحدى المجلات الأجنبية.. ومع مرور الوقت عرفتني هذه السيدة العجوز، أن هذه هي صورتها في شبابها، والتقطها لها ابنها بكاميرا أحضرها من أمريكا في بدايات استخدام التصوير بالألوان فتعجبت جدًا.. يا إلهي أهذه السيدة العجوز المنحنية كثيرة التجاعيد التي لا تستطيع الحركة كانت كذلك فقلت حقًا صدق الحكيم حين قال أن "الحسن غش والجمال باطل".. وبدأت أصطحب معي فتيات إلى منزلها ليتعرفوا على هذه السيدة.. بل على نظرة جديدة للجمال ويدركوا زوال الجمال الخارجي وأن الذي سيبقى هو الجمال الداخلي في هذه الحياة.. كخطوة مبدئية إلى حين التمتع بجمال الأبدية الذي لا يزول.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الجمال الدائم:

ومن هنا نرى أن هناك جمالًا آخر دائم يجب الاعتناء به كنصيحة معلمنا بطرس الرسول (ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن فإنه هكذا كانت قديمًا النساء القديسات أيضًا المتوكلات على الله يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن (1 بط 3: 3-5).
إن الحشمة لها ينبوع داخلي.. والزينة الخارجية مرتبطة بالداخل فكلما كانت الفضائل ساكنة ومستقرة داخليًا تكون مثمرة خارجيًا وكلما ازداد الاهتمام بالداخل يقل الاهتمام بالخارج ومن هنا نرى ضرورة الحديث عن خطورة الاهتمام بالزينة الخارجية.. وكيف يستمد الجسد جماله من جمال النفس والروح.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
إعجاب شاب:


كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي


أناس يُصلون خارج الكنيسة
قال شاب في مدى إعجابه بالشابة التي ترتدي ثياب حشمة.. إن ملابس الحشمة تلفت نظري إلى وداعتها لا إلى تبجحها.. إلى اتضاعها لا إلى تشامخها إلى اكتفائها لا إلى طمعها.. إلى إرضائها للرب لا إرضائها للناس... إلى اهتمامها بجمال روحها لا بجمال جسدها إلى أنها سماوية لا أرضية بنت لله وليس للشيطان.. غالبة للعالم وتياراته لا سائرة معه.. في طريق الملكوت وليس الجحيم.. هذا بعض ما تلفت الحشمة نظري إليه.. وهذا ما أريده في الشخصية التي أرغب أن أحيا معها بقية أيام حياتي.. وتربى أولادي وتساعدني على خلاص نفسي ونربح الملكوت معًا.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الاهتمام بالزينة الداخلية

هنا نتساءل ونوضح.. ماذا يعنى الاهتمام بالزينة الداخلية؟
وسنجيب في ثلاثة نقاط:
1- الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي
2- الزينة الداخلية علامة على الاتضاع والوداعة
3- الزينة الداخلية علامة فهم الجمال الحقيقي
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي


مجد ابنة الملك من داخل:

الهيكل إذا كان فارغًا من الداخل فهو يلجأ إلى الزينة الخارجية كطلاء خارجي يسعى نحو تغطية الفساد الداخلي فيكون هذا الهيكل شبيه بالقبور المبيضة من الخارج، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. ومن داخل عظام نتنة.. أو كصنم مطلي بالذهب والفضة ولا روح البتة في داخله (حبقوق 2:19).
إن داود النبي كان بارع الجمال إذ كان أشقر مع حلاوة العينين (1 صم 16:12) حينما تكلم عن الجمال والزينة الحقيقية قال.. إن كل مجد ابنة الملك من داخل مشتملة بأطراف موشاة بالذهب متزينة بأشكال كثيرة (مز 45)
والكتاب المقدس يحفزنا في كل موضع إلى الاهتمام بالزينة الداخلية حيث يلبس مختارو الله القديسون المحبوبون أحشاء رأفات ولطفًا وتواضعًا ووداعة وطول أناة إنهم يلبسون الرب يسوع ولا يصنعون تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات (رو 13:14)..

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
ثياب باليه الأجساد غالية

فلننظر إلى ثياب الراهبات والعذارى والأتقياء نجد بساطة متناهية لأنهم لا يلتمسون جمالًا من الخارج ولا يفكرون أو ينشغلون به كثيرًا ما يستر الجسد ويحفظ وقاره وكرامته.
لنعلم إن ارتداء الثياب الغالية والمزينة لا تضيف إلى من يلبسها شيئًا ولا تجعله ممجدًا في أعين الناس.. ولكن ما يصنع الإنسان هو ما في داخل قلبه وعقله.. وجمال نفسه الداخلي وزينتها هي الكثيرة الثمن هل ذهبت إلى مزار المتنيح القديس الأنبا أبرام أسقف الفيوم هل رأيت ثيابه البسيطة الممزقة؟!.. هل رأيت ثوب أبونا عبد المسيح المناهري كم هو بال ورخيص؟! ولكننا نتبارك به لأنه تلامس مع جسد رجل تقي قديس فجعل الثوب الرخيص موضع التفاف الجميع.. إنها دروس رائعة من رجل أتقياء قديسين.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الزينة الداخلية علامة على الاتضاع والوداعة


إشعياء النبي وبنات صهيون:

وهنا لابد أن نتوقف لنقرأ ما قاله إشعياء النبي وليتنا نتمهل في القراءة حين كان ينتقِد بروح النبوة جميع البنات اللواتي يتشامخن بجمالهن الجسدي. فيقول:-
من أجل ان بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق وغمازات بعيونهن وخاترات في مشيهن ويخشخشن بأرجلهن يصلع السيد هامة بنات صهيون (أش 3:16 -17).. وكلنا يعلم أن الصلع بالنسبة للشابة علامة للقبح الشديد فقد وهب الله الشعر تاج مجد لها ولكن إن خرجت عن الناموس الطبيعي بروح اللهو والكبرياء تفقد حتى جمالها الطبيعي وكرامتها، فتصير كمن أصيب بصلع في رأسها.. تعبيرًا عن كشف فساد طبيعتها.. أو إشارة إلى عريها. فليس من يبسط ذيله عليها ويستر حياتها ويهبها اسمه لتحتمي فيه وترتبط به وينزع منها كل مظاهر الغنى والزينة هذا ما حذر منه إشعياء النبي لكي تجد بنات صهيون (اللواتي يرمزن إلى بنات كنيسة العهد الجديد) في المخلص والعريس الحقيقي سر جمالها وزينتها فتنجو من الغضب والتأديب.
حقًا إن الاهتمام بالزينة يعبر عن غرور وتفاخر.. وهو كشف لروح كبرياء خفية في أعماق الإنسان لذلك بما تستطيع ان تتعرف على الشخصية من ملابسها إذ أنها تكشف ما في الداخل... وبحسب نصيحة أرميا النبي للذين يتفاخرون بمظهرهم لا بما في قلوبهم لمجرد إرضاء الناس.. إذا لبست قرمزًا (وهو ثيابًا فاخرة يرتديها الملوك)... إذا تزينت بزينة من ذهب إذا كحلت بالأثمد عينيك فباطلًا تحسنين ذاتك (ار 4:30).

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الذي يحب الزينة يحب الكرامة:

وهنا لابد أن نستمع إلى نصيحة غالية في بستان الرهبان حيث ينصح بمحاربة الزينة إذ يقول.. إن كنت محبًا للتواضع فلا تكن محبًا للزينة، لأن الإنسان الذي يحب الزينة لا يقدر أن يحتمل الإهانة وأعمال الاتضاع، ولا يسرع إلى ممارسة الأعمال البسيطة ويصعب عليه جدا أن يخضع لمن هو دونه، ويخجل من ذلك أما المتعبد لله فأنه لا يزين جسده واعلم ان كل من يحب زينة الجسد فهو ضعيف بفكرته، ولا ترى له حسنات... والذي يحب الزينة يحب الكرامة... فلا تسأله عن حقيقة الاتضاع والعفة ومن المعروف أن الشاب يلحظ الشابة المعجبة بجمالها... فيعرف كيف يتملقها ويكثر من عبارات الإعجاب.. ولكنه يريد أن يصطادها من نقطة ضعفها، مما يتسبب لها في الكثير من الأتعاب والضيقات.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الزينة الداخلية علامة فهم الجمال الحقيقي

لا تنظر إلى منظره

إن المفهوم الحقيقي للجمال هو جمال الروح لأنه متى تزينت النفس بالروح القدس وفهمت المفاتن الساطعة المنبعثة من البر والحكمة والاحتمال والاتزان وحب الخير والاحتشام.. متى تزينت بهذه وجدت أن هذه المفاتن تفوق بكثير كل جمال.
تعالوا نتذكر ما حدث مع صموئيل النبي وهو يمسح داود النبي ملكًا.. ذهب صموئيل بأمر من الله ليسمح أحد أولاد يسى ملكًا... ووجد ابنه الأكبر طويلًا حسن المنظر سر به وبادر بإخراج قنينة الدهن ليمسحه ملكًا ولكن الله قال له لا تنظر إلى منظره وطول قامته لأني قد رفضته لأنه ليس كما ينظر الإنسان.. لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فأنه ينظر إلى القلب (1 صم 16:7).
والنفس التي تنشغل بالزينة الخارجية غير مقتنعة بجمالها الداخلي وتريد أن تنشغل عن القبح الداخلي بمجرد مظاهر متغيرة خادعة وتحاول تحيا في جمال مصطنع تضيع في سبيله قوى الإنسان ومواهبه وأمواله...
طوبى لمن عرفوا الجمال الحقيقي وتلامسوا مع من هو أبرع جمالًا من بنى البشر الذي انسكبت النعمة من شفتيه وأدركوا أن يسوع قد خطبهم لنفسه عروسًا بلا عيب فسعوا وراء البر والتقوى والتعفف ويزينون الداخل عالمين أن النور الداخلي سوف يستعلن يومًا عندما يظهر الرب مجد كنيسته وجمالها الحقيقي فيراها كل احد جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
حشمة دفعت إلى التوبة

حقًا إن الحشمة والوداعة للشابة المسيحية من أهم سماتها.. وقادرة بمظهرها أن تشهد لمسيحها وتكرز به وتربح نفوسًا للمسيح.
وهنا نتذكر قصه توبة شاب كان سببها شابة مسيحية محتشمة يقول:- كنت أحيا غارقًا في خطايا كثيرة.. ولكنني كنت معجبًا جدًا بشابة ترتدي ثيابًا محتشمة وتسير في الشارع بكل وقار ورغم كل شروري كنت افتخر بها لأن كثيرًا من الشابات المسيحيات غير ملتزمات في ملابسهن كن يسببن لي حرجًا شديدًا وسط أصدقائي غير المسيحيين أما هذه الشابة فكنت أفكر فيها كثيرًا وأحب رؤيتها ومن شدة إعجابي بها سرت وراءها حتى دخلت إلى الكنيسة وترددت في الدخول لأني غارق في خطايا كثيرة وغير مستحق لدخول الكنيسة. ولكن بسبب تعلقي بهذه الشابة قلت أدخل وراءها وأراقبها واسمع ما تسمعه وأرى الأمور التي تتبعها هذه الشابة وإذ بي اسمع ما جذب قلبي، ورأيت سماء على الأرض، فتحرك اشتياقي لمعرفة الله والتوبة.. وهكذا صار إنسانًا أخر.. وكان السبب ملابس هذه الشابة
أيتها الشابة المسيحية ابنة الملك السمائي هل تهتمين بزينة الروح الوديع الهادي.. فليكن النطق باسمه القدوس هو بهجة شفتيك والنظر إلى وجه يسوع هو جمال عينيك.. وسمع تسابيحه هو زينة أذنيك.. وليكن صليبه هو زينة عنقك ورائحة سيدك يسوع وصفوف قديسيه اللذين أرضوه منذ البدء هو أجمل ما تستنشقين وليكن هو رائحتك التي يستنشقها الآخرين.. ليكن كل من يراك يرى صورة مجد أولاد الله.
وستظهر الحشمة محكًا من أهم المحكات التي بها يختبر أولاد الله ليظهروا النور الذي فيهم ويشهدوا للحق الذي عرفوه.
أحبائي إن لم نستطع أن ننادى أمام الجميع بتعاليم المسيح فلنظهر رائحته ونعلن سيرته.. أن مجرد مظهر الشابة المسيحية في مجتمعنا الذي نحياه الآن فرصة رائعة لإظهار رائحة المسيح الذكية.. فأصبح مجرد مظهر الشابة المسيحية أعظم مجال للكرازة بتعاليم المسيح المملوءة عفة وقداسة.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,022

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

تعاليم آباء الكنيسة


الخروج على آثار الغنم
القديس كبريانوس
العذارى أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاءً
عن الاهتمام بالزينة والأصباغ والشعر
القديس يوحنا ذهبي الفم
تمثال الإمبراطورة
سؤال لنبحث له عن إجابة..

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

الخروج على آثار الغنم

تعالوا لننظر ما هي تعاليم آباء الكنيسة في أمر الحشمة حيث أن الخروج على آثار الغنم هو الضامن للوصول.. والكنيسة ممتدة من شخص يسوع المسيح والآباء الرسل إلى انقضاء الدهر، لذلك فنحن نلتزم بروح التلمذة لآبائنا وكل تراثهم الغنى لأن التلمذة هي حارسة الرجاء ورابطة الإيمان والمرشدة لطريق الخلاص ومعلمة الفضيلة وبها نثبت في المسيح ونحيا دومًا لله. إتباعها نافع ومفيد وإهمالها مهلك ومميت.. وهنا ينبهنا معلمنا داود النبي والملك على ضرورة سماع التعاليم والعمل بها وخطورة إهمالها وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك (مز 50:17).
وعلى الكنيسة ممثلة في رعاتها أن تعلم وتنذر وتؤدب فهي لا تبغض من توبخه بل تحبه لأجل تهذيبه لأن الله قد تنبأ بأرميا النبي قائلًا وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم (ار 3: 15).. لذلك علينا أن نؤسس نفوسنا على صخرة الكنيسة غير المتزعزعة من عواصف وزوابع العالم كي نصل بالتعاليم الإلهية إلى جعالات (جوائز) الله.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
القديس كبريانوس


العذارى أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاءً

يقول القديس كبريانوس في كتابه "ثياب العذارى"... إن أعضاءنا عندما تتطهر من دنس المرض القديم بتقديس حميم المياه أي المعمودية تصير هياكل لله.. فيجب ألا تهان أو تدنس فصرنا هياكل خاصة له كما يقول معلمنا بولس الرسول أنكم لستم لأنفسكم.. لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم (1 كو 6: 19-20)..
وعلينا أن نمجد الله في جسد طاهر عفيف بطاعة كاملة حتى لا يدخل أي شيء دنس أو غير طاهر داخل هيكل الله لئلا يهان فيهدم الهيكل الذي سكنه.
ويوجه القديس كبريانوس حديثه للعذارى ويمتدحهن قائلًا أنهن زهور بذار الكنيسة.. أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاء وبهن تفرح الأم الكنيسة.. فلا يوبخهن بل يخشى عليهن من تجارب العدو... وينصح ويقول يجب على العذارى أن يحفظن أنفسهن طاهرات عفيفات ليس فقط في الجسد بل وأيضًا في الروح.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
وعن الاهتمام بالزينة والأصباغ والشعر يقول:

ليس من الصواب أن تبالغ العذارى في الاهتمام بزينة جسدها أو تتباهى بجمالها الجسدي في حين أنه ليس لديهم جهاد أعظم من جهادها ضد جسدها وليس لديها صراع أصعب من هزيمة وإخضاع الجسد.
ورغم أن بولس يعلن بصوت عالي.. "وأما من جهتي فحاشى لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6:14) ويتساءل كيف أن من نذرت أن تجحد شهواتها وأهواء الجسد توجد خاضعة لهذه الأمور عينها التي سبق ونذرت أن تجحدها.
فمن غير اللائق بأي مسيحي وبالأخص بالعذارى أن ينظر أو يهتم بأي مجد أو كرامة للجسد بل فقط يهتم بما ياقوته ويربيه لأنه يطلب ويشتهى كلمة الله حتى ينال العطايا التي تدوم إلى الأبد ويتحدث القديس كبريانوس عن العذارى اللائي يتعذبن ويتألمن لأجل الاعتراف بالاسم الحسن وكيف أنهن أقوى من العذابات رغم رقة أعضائهن.. ولكن اجتزن النيران والصلب والحيوانات المفترسة حتى كللن ويصف أثار عذاباتهن في أجسادهن بأنها أفضل زينة لأجسادهن وأنها جواهر الجسد الثمينة.
إن سمات الزينة والمبالغة في الثياب وإغراءات الجمال لا تليق إلا بغير العفاف ولنتذكر أن الكتاب المقدس الذي به أراد الله أن يعلمنا ويهذبنا أعطى وصفًا للمدينة الزانية أنها جميلة للغاية في المنظر بسبب زينتها.. ولكنها ستهلك بسبب هذه الزينة عينها..
ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات وتكلم معي قائلًا لي هلم فاريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من خمر زناها فمضى بي بالروح إلى برية فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف له سبعة رؤوس وعشرة قرون والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ ومعها كأس من ذهب في يدها مملوءة رجاسات ونجاسات زناها (رؤ 17: 1-4).
إذا كان هناك رسامًا ورسم بدقة صورة لشخص بألوان رائعة واكتملت الصورة وصارت شبه الشخص المرسوم تمامًا ثم جاء أخر ووضع يده عليها كما لو كان لأنه أكثر مهارة.. يمكنه أن يجعلها أفضل.. سيكون من الطبيعي أن يحدث خطأً شديدًا وتتلف الصورة وسيكون ذلك سببًا وجيهًا لغضب الرسام الأصلي.
وارتكاب العذارى لمثل هذه التعديات إنما هو إهانة لله الخالق الصانع الكل حسنًا..
وعندما يبالغن في استخدام الأصباغ المغرية ويتزين يشوهن العمل الإلهي ويزغن عن الحق. ويعاتبهن قائلًا: أن كيف نبدل ما هو حق بكذب.
وبمحبة أبوية رعوية يحث القديس كبريانوس بناته العذارى قائلًا لذلك استمعن إلى أيتها العذارى كأب.. استمعن إلى أرجوكن لأني أخاف عليكن.. لذلك أُحَذِر.. احفظن أنفسكن كما صنعكن الله الخالق..
احفظن أنفسكن كما زينكن أبوكن السماوي.. ليظل وجهكن غير فاسد هيئتكن بسيطة لتكن عيونكن مستحقة وأن تعاين الله اهزمن الزينة الخارجية.. لأنكن يجب أن تهزمن الجسد والعالم فمن غير المعقول أن تهزمن الأكبر (أي الجسد والعالم) إن انغلبتن للأصغر (أي الزينة الخارجية).. فلترتفع عيونكن نحو الله والسماء وليس إلى أسفل نحو الشهوة والجسد وشهوة العيون محبة العالم.. تذكروا أن الباب ضيق احتملن بشجاعة.. تقدمن روحيًا.. أجعلن المسيح يُكافئ فيكن.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
القديس يوحنا ذهبي الفم



كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
البطريرك يوحنا ذهبي الفم يتم نفيه عن طريق الامبراطورة أودوكسيا (أفدوكسيا)، لوحة للفنان بنيامين جان جوزيف كونستانت، فنان فرنسي (1845-1902)

تمثال الإمبراطورة

اهتم القديس يوحنا ذهبي الفم بالتعليم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وله جرأة وواقعية شديدة جعلته يتعرض لأخطار كثيرة.. واستمر في تمسكه بالحق والتعليم إلى النفس الأخير.. وهنا نذكر ما حدث مع الملك اركاديوس الذي أقام تمثال من الفضة الخالصة لزوجته الإمبراطورة افدوكسيا ووضعه في أكبر ساحات المدينة بجوار كنيسة أجيا صوفيا.. وفي حفل تنصيب التمثال اجتمع الشعب في الساحة التي تحولت لمسارح وحفلات راقصة ودخلت الإمبراطورة في موكب مهيب وهي لابسة ملابس خليعة وغير محتشمة فغار القديس يوحنا على الكنيسة فصاح يشجب هذه التصرفات ويبكت الإمبراطورة على خلاعتها فأثار ذلك مشاعر الإمبراطورة وبدأت تخطط لعقد مجمع من الأساقفة لاستبعاد ذهبي الفم.. وإذ سمع الأب البطريرك بذلك لم يبال بالأمر بل على العكس وقف في عيد يوحنا المعمدان وبدأ يعظ بهذه الكلمات وهوذا هيروديا جديدة في وسطنا. إنها تعود فترقص في ثياب خليعة.. إنها تطلب رأس يوحنا من جديد في طبق ولكن أقول أن يوحنا فضل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير وأدى ذلك إلى نفى القديس يوحنا وبقى في منفاه حتى تنيح عام 407م.

سؤال لنبحث له عن إجابة..

إن كان القديس يوحنا ذهبي الفم فعل ذلك مع الإمبراطورة.. ماذا يفعل لو أتى إلى بنات المسيح اليوم وهن في المناسبات والأعياد والأفراح ورأى أكثر مما فعلته الإمبراطورة افدوكسيا.. وأسال نفسي ماذا ينبغي أن افعل إن رأيت ما رآه القديس يوحنا ذهبي الفم.. هل اختلفت الأجيال.. أمْ أن الوصية ثابتة وقداسة الكنيسة دائمة.. أمْ أن الحق فينا غير معلن كما كان في القديس يوحنا ذهبي الفم؟!!

ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم العذارى ويقول:-
أتريدي أن تكوني جميلة؟؟
تسربلي بالصدقة.. البسي العطف.. توشحي بالعفة.. كونين خالية من التشامخ.. هذه كلها أوفر كرامة من الذهب.. هذه تصير الجميلة كثيرة الجمال. وغير الجميلة جميلة.. وعندما تغالين في التزين تكونين قد خلعتِ عنكِ حسن الجمال.

ويخاطب العذارى قائلًا:-
قولي لي لو أعطاك أحد ثوبًا ملكيًا فأخذتيه ولبستي فوقه ثوب العبيد، أما يكون لك خزي يليه عذاب؟؟ لقد لبستي المسيح سيد الملائكة أفترجعين إلى الأرض؟ قولي لي لماذا تتزينين.. اعلمي إن الرجال قد يعجبن بالزينة الخارجية لكن إلى حين أما ما يجذب قلوبهم بحق فهو الزينة الداخلية بل وتجذب قلب المسيح أيضًا قائلًا ها أنت جميلة يا حبيبتي.. عيناك حمامتان (نش 1: 15).
ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم بالحشمة أيضًا للمتزوجات...
إذ كيف تهتم أن ترضى رجلها أولًا وأخيرًا وكما يَغير رب المجد على عروسه فلا يطلب منها أن تتصدق وتصوم أو تصلى لأجل إرضاء ومدح الآخرين.. إنما تصنع هذا كله في الخفاء لأجله هو وحده... هكذا النساء المتزوجات كيف يكون لهن تقوى وعفاف ووداعة وجمال في الخفاء وتهتم بفضائلها كيف ترضى رجلها.. وليس العكس.. وهنا يؤكد معلمنا بطرس الرسول أن النساء يستطعن عن طريق العفاف والطهارة والحشمة ربح أزواجهن.. "كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف" (1 بط 3: 1-2).
إذْ أعطى للحشمة والوداعة والطاعة عند المرأة دورًا تبشيريًا كرازيًا وعمل هام في ربح النفوس للمسيح.
وأكثر من ذلك ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم المتزوجات قائلًا "ليتنا لا نهتم بالمظهر الجميل الباطل وبلا نفع... ليتنا ألا نُعَلم أزواجنا أن يعجبوا بالشكل الخارجي المجرد.. لأنه إن كانت زينتك هي هذه فإنه يعتاد على رؤية وجهك هكذا فيُمْكِن لزانية أن تأسره بسهولة من هذا الجانب لكن أن تَعَلّمْ أن يُحب أخلاقك الصالحة وتواضعك فإنه لا يكون معدًا للضياع... إذ لا يجد في الزانية ما يجذبه إليها.. هذا التي لا تحمل هذه السمات بل نقيضتها لا تعلميه أن يؤسر بالضحك. ولا بالملابس الخليعة لئلا تهيئين له السم".
كذلك القديس اكليمنضس الإسكندري يشير إلى خطورة الزينة الخارجية بقوله..
إن النسوة اللاتي ينفقن في الزينة الخارجية، لا يدركن مدى تبدد القوى الداخلية لأنه أن نزع احد عنهن هذه الزينة الزائفة يصاب بخيبة أمل عنيفة إذ لا يجد في الداخل صورة الله الساكن داخل الإنسان، كما يجب بل يجد صورة شهواني مسكين.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,022

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

قديسات جميلات


الله يستخدم الجمال
القديسة أوليمبياس
القديسة الشهيدة أجنس
عريس لا مثيل له
شعرها غطى جسدها
الحاكم يتذلل للفتاة
العفيفة لوسيه عذراء الإسكندرية

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
الله يستخدم الجمال

الجمال هبة إلهية تعلن جلال الله وإحسانه.. فكيف ستحول إلى وسيلة عثرة.. وهلاك فلا ننسى أبدًا أن الله سمح أن يستخدم الجمال لمجد اسمه القدوس.. بل ولإنقاذ شعبة المقدس.. كما رأينا في جمال أستير الملكة التي قال عنها الكتاب المقدس وكانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر. (أش 2:7) فكان جمالها سببًا في اختيارها ملكة لتخلص شعبه.
وأيضًا موسى النبي قائد الشعب العظيم.. استخدم الله جماله وكان سببًا في استبقاء حياته.. ولما رأته أنه حسن خبأته (خر 2:2).. وكان جماله سببًا لجذب ابنة فرعون إليه.. فتربى في قصر فرعون وتعلم وتهذب بكل حكمة المصريين.. وكان الله يعده لقيادة الشعب داخل قصر فرعون وكان جماله سببًا في تأهيله لهذه الرسالة العظيمة.
وداود النبي قيل عنه أنه أشقر مع حلاوة العينين وبنات أيوب البار قيل عنهن أنه لم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض (أي 42:15).
والله أراد أن يجعل الجمال وسيلة لإظهار بره ومجده فحينما أرسل ابنه الوحيد إلى العالم كان أبرع جمالًا من بنى البشر وقد ارتسمت النعمة على شفتيه.. فكان جماله جاذبًا لكل جمال.. فجذب قلوب شباب وعذارى ونساء وشيوخ وأطفال.. فنجد القديس الشيخ الروحاني يناجيه قائلًا أقسمت بحبك ألا أحب وجها أخر غير وجهك.. لأن مَنْ رآه ثم أحتمل ألا يراه.
وهنا نود نستعرض بعض القديسات الجميلات لنرى كيف أن جمالهن كان سبب مجدهن.
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
القديسة أوليمبياس:
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
كانت جميلة الشكل جدًا.. وجهها ملائكي.. ملامحها هادئة ملابسها بسيطة.. تفوح منها روائح الكرامة والمجد وكانت تلميذه للقديس يوحنا ذهبي الفم وأعطاها رتبة شماسة وكان دائمًا يمدحها بسبب روحانياتها العالية وسلوكها.. وقد قال لها أنك تظهرين بساطة بغير تأنق فهذه الفضيلة تبدو كأنها أقل من غيرها لكن من يدقق في الأمر يجدها فضيلة عظيمة تكشف عن نفس مملوءة حكمة وقد وطأة تحت قدميها الأمور الزمنية وتنطلق نحو السماء طاهرة.
ويعوزني ألف لسان لأنادي باسمك من أجل بساطة مظهرك إذ بواسطتك تظهر كل ألوان الفضائل المسيحية.. التي عبرت إلى الخارج تعلن عن الحكمة الكامنة في داخلك من أجل هذا أدعوك وندعوك مطوبة وها نرى كم من نفوس جذبتها أولمبياس إلى المسيح الملك بجمالها.. كم من شباب مجدوا الله وكم من شابات عرفوا الطريق الصحيح إزاء الجمال.. فعرفوا كيف يمجدوا الخالق ويقدموا له أغلى ما يملكون.

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
لوحة تصور السيدة العذراء مريم والدة الإله مع القديسة الشهيدة آجنس (مع الحمل) والقديسة مارتينا، رسم الفنان إل جريكو سنة 1597-1599 تقريبًا، زيت على قماش، محفوظة في معرض الفن القومي في واشنطون

القديسة الشهيدة أجنس:


عريس لا مثيل له


إنها فتاة صغيرة جميلة جدًا أكملت جهادها ونالت إكليل الاستشهاد وهي في الثانية عشر من عمرها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. ولدت في روما من أبوين مسيحيين تقيين من أشراف المدينة ومنذ طفولتها وأحبت أن تكون هيكلًا مقدسًا لمخلصها.. فنذرت بتوليتها وكرست حياتها لعريسها السماوي وهي لا تزال في سن العاشرة فثار عليها عدو الخير مكثفًا جهده ضدها لعرقلة سيرتها الطاهرة واستغل جمالها الجسدي ليفقدها جمالها الروحي.. ولتنفيذ خطته أثار في قلب ابن حاكم روما حبًا شديدًا تجاهها وعقد العزم على الزواج بها.. ولكن كانت المفاجأة إذ سمع إجابة أجنس (لن أتخلى عن عريسي الذي سبق واختارني وارتبطت به.. ولا تحيا روحي إلا بمحبته فلا مثيل له وهو وحده يستحق كل الحب فهو أبرع جمالًا من بنى البشر.. حكيم.. سيد ممالك الأرض.. غنى.. شريف.. رؤوف.. عظيم.. فإن محبتي له تزيدني عفة وطهارة واقترابي منه يزيدني نقاوة إني لم أغير أبدًا عريسي السماوي الذي سبق أن اخترته حتى ولو وضعت أمامي كل ممتلكات العالم).


شعرها غطى جسدها

وهنا بدأ طريق الاستشهاد.. اقتادها الحاكم بأغلال الحديدية إلى هيكل الأصنام لتسجد لها.. فوضعوا أصغر قيد حديدي في يديها ولكنه انزلق من يديها الصغيرتين وسقط على الأرض وكانت تقف ثابتة ولعنت الآلهة.. فوضعوها في بيت للشر.. وشرع الجند يعرونها من ثيابها ولكن في الحال طال شعرها وصار كثيفًا جدًا بصورة معجزيه وغطى كل جسدها وتعجب الكل من ذلك.. حقا إن الرب هو حافظ نفوس أتقياءه من يد الأشرار ينقذهم (مز 97:10).. وعندما زج بالفتاة في بيت الأشرار أضاء المكان بنور ساطع جدًا ورأت أجنس ملاكًا واقفًا بجوارها كما وجدت ثوبًا جميلًا جدًا أكثر بياضًا من الثلج فارتدته وتعزت أجنس إذ غمرت بمحبة عريسها وفاديها واستغرقت في صلاة عميقة تشكر إلهها صانع العجائب الذي يحميها.
فلم يجسر أحد من الأشرار أن يدنو منها.. فما من شاب دنس اقترب من الحجرة إلا وتراجع مذهولًا مما رآه وخرج مؤمنًا بإله أجنس.. بل وأحب العفة والطهارة.. حقا لقد تشرف هذا المكان الذي للفساد بذهاب عروس المسيح إليه فحولته إلى فردوس وميناء للطهارة والعفة وهيكل لله.. وصار هذا المكان كنيسة على اسم الشهيدة أجنس بعد مضى زمن الاضطهاد.
أما ابن الحاكم تجاسر ودخل ذلك البيت مقتحمًا ليفتك بأجنس غير مكترث بالنور العجيب الذي يملأ المكان وأسرع ليقترب منها ولكن ملاك الرب ضربه ولم يمهله فسقط ميتًا طريحًا عند أقدام الفتاة النقية الطاهرة أجنس التي سترها الله بيمينه.

الحاكم يتذلل للفتاة

وبدأ الحاكم يتذلل لها طالبًا منها أن ترد الحياة إلى ابنه حتى يعرف الجميع أنها لم تميته بفنونها السحرية.. فأجابت. إن ظلمة عينيك وقلبك لا يستحقان مثل هذا الصنيع ولكن من أجل أن يتمجد أسم إلهي ويعلم الجميع قوته وعظمته فإني سأطلب منه أن يقيم لك ابنك وجثت أجنس وصلت إلى الله بدموع غزيزة راجية منه أن يتمجد ويقيم الشاب ليعلم الجميع أنه هو الإله الوحيد الحقيقي وحده.. وما كادت تنتهي من صلاتها حتى مثل أمامها ملاك وأقام الشاب.. فقام وخرج في الحال وهو يصيح بعظمة الإله العظيم القادر على كل شيء الذي يعبده المسيحيون.
وعند قطع رأسها.. وضعوها في السجن.. وأوقدوا نارًا تحتها ولكن العناية الإلهية لم تسمح أن تصيب النار جسدها فحكموا عليها بالموت بحد السيف وأحنت الفتاة رأسها منتظره أن يهوى عليها السياف بحد السيف ولكن السياف لم يستطع وارتعشت يده.. وشحب لونه أما أجنس فكانت تلومه على تباطئه.. فقالت له.. ماذا تنتظر.. لماذا تتوانى.. أمت هذا الجسد الذي أعثر آخرين.. أمت هذا الجسد لتحيا الروح التي هي ثمينة في عين الله.. حينئذ زمجر القاضي منتهرًا السياف لينفذ الحكم سريعًا.. وهنا غطى السياف عينيه بيده اليسرى وباليد اليمنى أطاح برأس الحمامة الوديعة الراكعة أمامه.
أنظروا يا أحبائي أنه نموذج رائع يلزم أن تقتدي به كل شابه وفتاة مدحها آباء الكنيسة على عظمة شجاعتها فيقول عنها القديس أمبروسيوس.. (إن الفتيات في هذا السن الصغير لا يحتملن نظرة غضب من والديهم.. ويبكين من خز الإبرة كأنها جرح حاد.. أما الفتاة أجنس فكانت ثابتة لا تتزعزع بين أيدي الجلادين الملطخة بالدماء.. لم تكن أجنس تدرك بعد معنى الموت ولكنها كانت مستعدة أن تواجهه وتذوقه.. ففي خطوات ثابتة وسريعة تقدمت نحو موضع العذاب ورأسها مزين ليس بضفائر الشعر وإنما بالمسيح رأسها وعريسها ومتوجة بإكليل مزين ليس بالورود وإنما بالفضائل وثمار جهادها.. فكان لها ما هو فائق الطبيعة من خالق الطبيعة نفسه.. كان الكل يبكى أما هي فلم تذرف دمعة.. إنها انطلقت إلى أحضان حبيبها وعريسها لتحيا معه إلى الأبد).
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
العفيفة لوسيه عذراء الإسكندرية:

كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
كانت القديسة العفيفة لوسيا من أهل مدينة الإسكندرية وكانت حسنة المنظر جدًا.
وكانت تشتغل بصناعة النسيج.. وقد وضعت في قلبها أن تحفظ طهارتها وبتوليتها لله.. وحدث أن تعلق بها قلب شاب وصار يتبعها ذهابًا وإيابًا.. وكان يتردد دائمًا حول منزلها فحزنت الفتاة لوسيا جدًا وظلت تصلى إلى الله لكي ينقذها وينقذ هذا الشاب حتى لا تكون سبب عثرة له ويتنجس قلبه بسببها.. وفي طريقها إلى الكنيسة زاد إلحاح الشاب عليها.. فتوقفت وسألته أعلمني لماذا تلاحقني في ذهابي وإيابي.. ماذا تتطلع وراء جسد شقي مصيره الفناء ودود الأرض.
أجاب الشاب عيناك فتنتاني وإذا أبصرتك لا يهدأ قلبي حينئذ بكت العفيفة لوسيا وقالت له.. اعلم يا أخي أن العينين اللذين تبصرهما من الواجب على ان أهلكهما في هذا الزمان اليسير حتى لا أعذب زمانًا لا ينقضي في الدهر الآتي.. وفي سرعة وشجاعة نادرة خلعت الفتاة أحدى عينيها بمِخْراز كان في يدها وطرحتها أمامه ثم شرعت في خلع العين الأخرى إلا ان الشاب منعها من ذلك.
أما الشاب فارتعد وخاف جدًا.. وزالت عنه شهوة قلبه وخر ساجدًا عند قدميها باكيًا نادمًا وخرج ووزع ماله على الفقراء والمساكين ومضى إلى الصحراء وصار راهبًا عابدًا ناسكًا ممجدًا الله عاملًا بوصاياه إلى وقت وفاته.
يا ليت شباتنا المسيحيات بنات لوسي.. وأجنس.. وبوتامينا.. وبربتوا.. يسلكن في نفس السيرة.. ولا يكن لهن قدوة غيرهن فيكملن المسيرة إلى النهاية.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,022

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

كلمة من عند الرب يسوع


ابنتي المحبوبة المباركة..
يا من تحملي أسمى وتعلني مجدي..
يا من وهبتك ملامحي وجمالي..
من بسطت ذيلي عليك وسترتك حتى لا يظهر خزي عُريك.
أوصيك بجسدك الذي هو جسدي وأناشدك أن تكريمه في أعين الجميع.. ليكن له وقار وبهاء وجمال كهيكل قدسي زينيه بالفضائل واستريه بالثياب اللائقة بكرامته لا تسمحي لأحد أن يتفوه بكلمة تهينني بسببك..
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

يكفى ما نال من تعيير أحتملها بسبب بنات الغرب واضعين صليب في أعناقهن وهن غير محتشمات.. أما أنت يا ابنة كنيستي المحبوبة مصر التي باركت شعبها وجعلت عليها أمانة كرازة للعالم كله قدمي لي إكرامًا عوض كل إهانة وحبًا حقيقيًا عوض كل جحود لأنه أن فسد الملح فماذا يملح أنه سيطرح خارجًا وسيداس من الناس.
لا تجعلي لك من بنات أهل العالم من تتمثلي به أنا قد اشتريتك لي اقتنيتك لي وحدي فلا تكوني لغيري.. أحملي شكلي وأنت قد لبستيني وسيرى في طريقي.
وها قد تركت لك ألوف ألوف وربوات ربوات عذارى حكيمات حفظوا أسمى ومجدوا جسدي وبذلوا حياتهم من أجل وصايا محبتي فكوني معهم دائمًا واتبعي خطواتهم.
ولا تجعلي قلبك مع الجاهلات اللواتي احتقرن وصاياي وبدلن ملامحي وكشفن كنوز التي في أجسادهم فعرضوها للنهب والسلب مثل هؤلاء سأطالبهم بكل ما أعطيتهم وعلمتهم وكل ما بددوه بجهل وغباوة ور نهم احتقروني وسمحوا لاسمي أن يُهان بسببهم سأطردهم من حفل عشاءي لأنهن قد انحمقن جدًا.
أما أنت فمكانك معد فاتبعي كلامي ومحبتي..
ارفعي نظرك إلى فوق.. ولا تنبهري بكل ما هو زائل..
ولا تستندي على كل ما هو ظل.. بل تمسكي بالحق الدائم..
فويل لمن كشف ما أردت أن أستره.. وويل لمن ازدرى بعريي من أجله واستمر بعزم وعناد أن يعرى جسده ولا يسمع ولا يفهم.
أنظري إلى الحيوانات التي لا تفهم ولا تلبس ها أنا قد سترت أعضاءها بأعضائها حتى أحفظ كرامتها.. فكم يليق بجسد سيتمجد في السماء.
اعلمي أن عيني تنظر وتراقب وتخترق أستار الظلام وما أوصيك به افعليه في الخفاء وفي العلن وحتى وأنت في حجرتك لان عيني هناك أيضًا ولك ملاك لحراستك يرافقك ليلًا ونهارًا.. فاخجلي منه واسلكي بكل وقار وعفاف واعلمي أني آتى سريعًا وأجرتي معي لك ولكل من حفظ كلامي.
وها أمي القديسة مريم قد أوصيتها بحفظ العذارى فتشفعي بها فهي تفرح ببناتها العفيفات القديسات.. اجعلي ملامحها أمامك كل حين واسأليها في كل ما تحتاجي فهي أم قادرة معينة.. وها نعمتي ومراحمي معك طول الأيام.. وحتى إعلان المكافأة.

الرب يسوع
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 04 - 2017, 09:22 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,995

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي

كتاب ثياب الحشمة
ميرسى لتعبك يا مرمر
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 04 - 2017, 01:51 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,022

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي


شكرا على المرور

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب ثياب الحشمة أبونا أنطونيوس فهمي (للتحميل)
عظة الأسرة والحوار - القس أنطونيوس فهمى
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
رسالة من كتاب ثياب الحشمة - أرجو قراءته


الساعة الآن 02:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024