حريَّة أبناء الله
''ما من شريعة إنسانية تستطيع أن تحافظ على كرامة شخصية الإنسان وحريَّته، مثلما يحافظ عليهما إنجيل المسيح الذي سُلِّمَ إلى الكنيسة، فهذا الإنجيل يُبشِّر بحريَّة أبناء الله ويعلنها ويرفض كلَّ إستعباد، لأنَّ الإستعباد، بعد البحث والتدقيق يأتي من الخطيئة (فرح ورجاء/41). فالمسيح قد حَرَّرَنا لنكون أحراراً (غلاطية 1/5)، وهو الذي يقيم فعلاً عهد الحريَّة الكاملة والنهائية لكلِّ من إتَّحد به بالإيمان والمحبَّة، سواء أكان يهودياً أم وثنياً. ما من أحد يَتحرَّر تَحرُّراً كاملاً من ضعفه أو عزلته أو إستعباده، بل جميعهم بحاجة إلى المسيح المثال والمُعلِّم والمُحرِّر والمُخلِّص والمُحييّ، فالإنجيل كان حقاً في تاريخ البشرية حتى الزمني منه، خمير حريَّة وتقدُّم، كما أنَّه لا يزال دوماً بذاته خمير أخوّة ووحدة وسلام، ولذا فالمسيح لا يُحتفى به بدون داع ''كانتظار الشعوب ومخلصهم'' (نشاط الكنيسة الارسالي/78).