رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين ظلم المسيحيين والإمام الأكبر بقلم | د.ناجح إبراهيم الظلم ظلمات يوم القيامة، إن وقع على مسلم أو مسيحى أو يهودى أو بوذى أو إخوانى أو سلفى أو سنى أو شيعى أو ضابط أو جندى أو مدنى أو عسكرى أو أى أحد، الله سبحانه وتعالى يقول: «يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا». الظلم ضعف، والظالم ضعيف وجبان، والعدل قوة، والعادل قوى، والمحسن أقوى من العادل، والحب أقوى من كل المتفجرات، والعفو أقوى من الرصاص والانتقام، والصفح أقوى من الكراهية والسلاح، والسلام والصلح أقوى من الحرب والنزال. المسيحيون المصريون مسالمون يحبون وطنهم مصر، ويندمجون فيه ويتعاملون مع الجميع معاملة حسنة، لم يطالبوا يوماً بالانفصال، أو إقامة دولة مستقلة مثل وثنيى جنوب السودان، أو أكراد العراق، لم يكوّنوا يوماً تنظيماً سرياً، أو ميليشيا مسلحة مثل حزب الكتائب، الذى ارتكبت ميليشياته أسوأ مذبحة للفلسطينيين فى العالم العربى (مذبحة صابرا وشاتيلا)، ولم يقابلوا يوماً الإساءة بالإساءة، ولم يقابلوا حرق الكنائس عقب فض رابعة بدعوات الانتقام والثأر والويل والثبور وعظائم الأمور، بل ظهرت حكمتهم فى قولة البابا تواضروس «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، ونحن نصلى من أجل الذين حرقوا كنائسنا»، ولم يقابلوا هذه التفجيرات الثلاثة الأخيرة بدعوات انفصالية أو انتقامية أو ثأرية، ولكنهم عاشوا مع هتاف السيد المسيح «أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم». ولو أن الحركة الإسلامية تعلمت من القرآن الكريم أو سنة النبى الكريم، أو حتى من الكنيسة المصرية، فلسفة العفو والصفح واتبعتها بعد عزل د.مرسى أو أثناء «رابعة» وبعدها لكان وضعها الآن أفضل بكثير. هذه الفلسفة دشنها أيضاً زين العابدين على بن الحسين الذى عاش ورأى بنفسه مذبحة كربلاء وقتل أسرته ظلماً وعدْواً، فرفض دعوات الثأر أو الانتقام أو الدعاء حتى على أحد، بل كان يدعو للجميع ويستغفر عمن لم يستغفر من الناس. فلسفة العفو التى نفتقدها جميعاً فلسفة إسلامية أيضاً وليست مسيحية فحسب وهى مذهب ابن آدم الأول الذى احتفى به القرآن ولم يستنكره «لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ». وآيات العفو والصفح جاوزت 19 آية فى القرآن الكريم، ولكن معظم المسلمين يعرضون عنها وأغلب الحركة الإسلامية تجافيها وتحرص دوماً على استعراض قوتها وتهتم بخطاب الحرب والثأر والانتقام، وأكثرها يعتبر خطاب السلام والعفو والصفح والتنازل حقناً للدماء وحماية للشباب من السجون عاراً وضعفاً وجبناً وعمالة، مع أن القرآن الكريم يهتف بنا صباح مساء وينادينا «فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ» فلا يكتفى بالأمر بالصفح ولكن يأمر بالصفح الجميل الذى لا عتاب فيه، وتتوالى آيات القرآن تترى فى الأمر بالصفح والعفو، «فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ»، «فَاعْفُ عَنْهُمْ». ترى لو تمت هذه التفجيرات الثلاثة فى مساجدنا ماذا كنا سنقول، ترى لو حُرق لنا 63 مسجداً فى يوم واحد، ماذا سيكون خطابنا، لقد استضافت الإعلامية منى الشاذلى شقيق حارس كنيسة الإسكندرية الذى قُتل بعد أن حمى الكنيسة من التفجير بمنع دخول الإرهابى من الباب الأساسى، تحدث الرجل ببساطة ودون تكلف قائلاً: نحن متسامحون فى حقوقنا وسننشر الحب بين الناس وسنصبر على الأذى ولن نشكو الظلم إلا لله»، كلمات لا تصدر إلا من نفس تشربت المعنى الدقيق والرائع لمقولة المسيح «أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم». * كلما قامت «داعش» بتفجير ارتفعت وتيرة الهجوم على شيخ الأزهر د.أحمد الطيب، وكأن البعض ينسى أن شيخ الأزهر يقود أعرق مؤسسة علمية سنية فى العالم، وليس أميراً لـ«داعش». والغريب أن هؤلاء الذين يتطاولون عليه لا يستطيعون فعل ذلك مع أصغر رجل دين من أى ديانة أخرى، ومشكلة الأزهر الحقيقية مع هؤلاء أو مع الذين هاجموا الشيخ من أقطاب حركات الإسلام السياسى، أن هؤلاء وهؤلاء يريدون الأزهر مطية لهم أو عبداً أو خادماً لهم. والأزهر يتأبى أن يكون خادماً أو تابعاً للحكومة أو لتيارات الإسلام السياسى، الجميع يريد الأزهر أسيراً وتابعاً ذليلاً له، الأزهر لا يريد أن يكون مصادماً للحكومة ولا عبداً عندها. الأزهر سيخدم الإسلام والوطن والدولة، ولن يخدم حكومة أو أخرى تتغير آراؤها من وقت لآخر، ود.أحمد الطيب يزين أى كرسى يجلس عليه ويضيف إليه والكراسى كلها لا تضيف إليه شيئاً، ثم إن الأزهر مؤسسة علمية ليس لها تماس مع الناس مثل الأوقاف التى تملك قرابة سدس مليون مسجد فى كل بقاع مصر.. فلماذا الهجوم على د.الطيب باستمرار؟! * كلما حدث تفجير أو اغتيال تخرج بعض الصحف تنادى بالقبض على د.ياسر برهامى، وكأن الرجل كان أميراً لـ«داعش»!! يا قوم.. كونوا منصفين وعلميين، تاريخ د.برهامى وتلاميذه خالٍ تماماً من العنف، لم يقُم أحدهم بتفجير أو حمل سلاح أو عمل عنف أو التحريض عليه. د.برهامى وأتباعه مع غيرهم هم الذين حموا الكنائس فى مدينة الإسكندرية بعد ثورة 25 يناير، أىّ مسلم أو مسيحى فقير أو يتيم يدخل عيادة د.برهامى أو أشقائه الأساتذة بكلية الطب لا يدفع شيئاً، كل الفقراء حوله يحبونه وتلاميذه الأطباء يقلدونه فى ذلك، ومدينة الإسكندرية التى ينتشر فيها فكره وتلاميذه خالية من الإرهاب والعنف، حتى إن الذى جاء لتفجير كنيسة مارمرقس بالإسكندرية جاء من قنا، يتناسى هؤلاء دوماً وعمداً أن «داعش سيناء» قتلت الأمين العام لحزب النور. يا قوم.. «داعش» تكفّر حزب النور، وأتحدى هؤلاء الذين يزجون بالرجل فى كل تفجير، اذكروا عملية عنف واحدة قام بها الرجل أو أتباعه. |
|