«لوسندا».. تطلعت لرؤية البابا فاغتالتها يد الإرهاب

ارتدت بنطالها الجينز ووضعت المشبك فى شعرها، وكأنها عروس تتزين فى ليلة عرسها، رغم أن عمرها لم يتجاوز ثلاث سنوات، ثم قبضت بيدها على أوراق السعف، وسلمت الأخرى إلى والدتها متوجهتين إلى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية لحضور صلاة أحد السعف.
كانت لوسندا كريستيان كمال، 3 سنوات، أصغر شهيدة فى حادث تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، تتطلع بفرحة لرؤية البابا تواضروس، حيث حرصت والدتها رندا، معلمة بإحدى المدارس، على تلبية كافة رغباتها، نظراً لكونها الابنة الوحيدة، إلا أن يد الإرهاب اغتالت فرحة الطفلة البريئة بعيد السعف لتنضم إلى قائمة الشهداء. «بين حطام الكنيسة الناجم عن الانفجار، كانت لوسندا ملقاة على الأرض إلى جوار والدتها المصابة، حاولت الأخيرة بصعوبة تفقد طفلتها الغارقة فى دمائها للاطمئنان عليها، إلا أنها لم تملك القدرة على النهوض إثر إصابتها».. تلك الكلمات وصفت آخر مشهد جمع بين الأم وابنتها، وحازت صوره على تعاطف الملايين، وكانت الصورة بمثابة رسالة قوية للعالم، بأن الإرهاب لا يرحم مسلماً أو مسيحياً، كبيراً أو صغيراً، فيما لم يحتمل الأهالى النظر إلى الطفلة الغارقة فى دمائها، فقاموا بتغطيتها بالملابس، ونقلها بواسطة سيارة الإسعاف إلى المشرحة.
خرج جثمان «لوسندا» بعد تعرف أسرتها عليها، مع ضحايا كنيسة المرقسية لتدفن بدير مارمينا بالكينج مريوط، كأصغر ضحية لتفجيرات المرقسية، فيما تصارع والدتها الموت داخل غرفة العناية المركزة، بحسب ريمون لطفى، والد أحد تلاميذ والدة الطفلة بالمدرسة التى تعمل بها، مطالباً الجميع بالدعاء لها من أجل العودة إلى الحياة مرة أخرى خاصة بعد فقدان طفلتها الصغيرة أمام عينيها داخل الكنيسة.

هذا الخبر منقول من : الوطن