منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 04 - 2017, 03:08 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 377,185

علامة الظفر

يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا" (متّى ٢٣: ٣٧).
أورشليمُ تلكَ المدينة التي فيها ماتَ المسيحُ، وفيها قُبرَ وقامَ !
أورشليمُ اليومَ أضحت مُشتهىً لكلَّ مسيحيّ، لأنها أَصبحت صورةً عن أُورشليمَ العُلوِيّةِ،
التي يصِفُها سفرُ الرؤيا بأنَّها المدينةُ المقدّسةُ النازلَةُ من السَّماءِ، من عندِ اللَّه كعروسٍ مُزيّنةٍ لعريسِها. الْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الشَّمسِ وَلاَ إِلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا (رؤيا ٢٣:٢١).
أُورُشَلِيمُ أضحت المُشتهى في كلّ سَنة حيثُ نَرتقي شيئاً فشيئاً، لكي تُصبِح كلُّ هذهِ الصَّلوات والأدعيةِ والأصوامِ مِرقاةً بها نرتقي إليه لكي نَرنو إلى المُشتهى، أي أن نُضحيَ من وليمةِ الخروفِ في ملكوتهِ.
حبّذا لو كلّ مسيحي يتحرّر من العادةِ وتُصبحُ صلواتُنا تدريباً على خُطى الملائكةِ الذين لا ينفكُّونَ عن تسبيحِ إِلهِ المجدِ
فننتقلَ من مجدٍ إلى مجدٍ.
هذا هو الفصحُ: إنَّه "النورُ المُضيءُ للجميع"
كما نقول في قدّاس البروجزماني أي السَّابق تقديسه "نور المسيح مضيءٌ للجميع".

مسيرةُ الكنيسةِ على الأرضِ بصلواتها وليتورجيتها ليست مسيرةً أرضيّة
ولو بَدَت لنا هكذا ! ،"لا"،
هي مسيرةُ تدريبٍ، بالليّنِ أَحيانًا والقَسوةِ أحياناً أُخرى.
نحن نتدرَّب من هُنا لكي نُكمِلَ المسيرةَ هناكَ حيثُ أَجواقُ الملائكةِ والقدّيسينَ.
مسيرةُ الكنيسةِ مسيرةُ صلبٍ للذّات عن الأنا والشهواتِ لكي ننعتقَ من كلِّ اهتمامٍ دنيويّ
"كونَنا مُزمعينَ أن نستقبلَ ملكَ المجدِ".
من يغلب معي" كما يقول سفر الرؤيا(٢١:٣)،
هو من يرثُ مع الخروفِ في اليوم الأخير.
في أَيّامنا فُقِد الصّبر في كلّ حياتِنا من كلَّ جوانِبها: الإِجتماعيةِ والعائليةِ وحتّى الشَّخصيةِ،
فكيف بالأحرى سنصبرُ على الشِّدّةِ والضِّيق والأسى، هذه التي تعترض طريقَ حياتنا؟
كيفَ، إِذاً، سنصبرُ على ضُعفنا وشَهواتِنا إِذا لم يقترن ذلك بالرجاء المفتوح أمامَنا
رُغمَ كلَّ ضُعفٍ نحنُ فيهِ.

كلُّنا لَعازر، كلُّنا أنتَنّا بسببِ الخطئيةِ وكُلّنا بانتظارِ صوتِ المسيحِ لكي يصرخَ في أعماقِ قلوبِنا المُظلمةِ:
"يا لعازر هلمَّ خارجاً".
في الإثنينِ، قبلَ الشعانين، تقول الخِدَم الليتورجّة في الكنيسة البيزنطية اﻷرثوذكسية :
"أيّها الربّ الصالح دحرِج عن قلبي حجرَ القساوةِ وأَنهض نفسي المُماته بالآلامِ والشَّهوات
وأهّلني أن أُقدّم لك بخشوعٍ سُعفَ الفضائلِ".
أرأَيتم كيف تعكسُ الكنيسةُ صلواتها على حياتنا؟!
الكنيسةُ بخدمِها وليتورجيّتها ليست واجبًا نقومُ به لكي نريح ضميرنا، الكنيسةُ بخبرتِها همُّها هذا الإنسان، هذا الكيان الذي من أجلِهِ صارَ الإلهُ إِنساناً لكي يرفعهُ من القعرِ الذي هو فيه ويطيرَ به إلى أعلى من الشاروبيم!

نعم، أنت أيّها المسيحيّ العائشُ اليوم في وسَطِ العالمِ الصَّعب، الفاتر، اُلمضطَّرب؛
وأنت أيّها الإنسانُ الخائِفُ على مستقبلكَ وعائلتكَ وأموالِكَ وعملكَ والشَّريدُ العقل،
والمُغوى بشتَّى وسائلِ الإغراءاتِ،
الكنسيةُ بصلواتِها وأَصوامِها وتعاليمها تُديرُ البوصَلة التي أنتَ ضائعٌ فيها نحوَ الاتِّجاهِ الصَّحيح.
لا التحزُّبات، ولا السِّياسةُ، ولا أيُّ شيءٍ آخر في هذا الدَّهر سوفَ ينتشِلكَ من هذا الجُّبّ العميق الذي أنت فيه سوى الكنيسةِ التي المسيحُ ربَّانها في وسطِ بحرِ هذا العمرِ الهائجِ؛ هو من سيبعثُ فينا الطُّمأنينةَ وراحةَ البال.

ها نحنُ، منذ اليوم، صاعدونَ معَ المسيحِ نحو أورشليمَ،
وهذا الصُّعود تكبّدَ فيهِ المسيحُ أَلمَ الّموت، ومرارةَ الخيانةِ،
لكن من أورشليمَ أيضًا انبعثَ نورُ قيامتهِ.
الصُّعودُ إلى إورشليمَ يتطلِّبُ صَبراً على ضُعفِنا، وجِهاداً ضدَّ أَهوائِنا
حتّى صلبِ الذَّات الذي سيؤول بِنا إلى الفرحِ والغلبةِ؛ هذه هي مفاعيلُ القيامةِ في حياتنا!

مسيرةُ الصَّومِ هي مسيرةُ نورٍ، ومن يتَّبع صلواتهِ يفهم ما أَعنيهِ،
خاصَّة خِلالَ قِطَع "الثالوثيَّات"، و"الفوطاغوجيكا" أي الأنوار.
الكنيسةُ تدرِّبنا، صَوماً بعد صومٍ، سنةً بعدَ سنةٍ، على أنَّه لا طريق يؤدّي بنا إلى معاينة نور المسيح سوى طريق الجهاد الرّوحيّ، والإمساك عن كلّ ما يؤذي خارجيّاً أم داخليّاً، مقرونةً بالتوبة والإعتراف. عندما نتقبَّل هذا الجِّهاد نستحقّ أن نقول:
«إذ قد أكمَلنا الأربعينَ النَّافعةَ للنَّفس فنتوسَّلُ إليكَ يا مُحبَّ البشرِ أن نُشاهدَ سبَّةَ آلامك المقدَّسة»…
بعدَ هذا الاعتراف ندخلُ ظُلمةَ الأسبوعِ العظيمِ الذي يختصرُ حالةَ الإنسانِ، بينَ عُقمِ التِّينةِ، وشجاعةِ يوسفَ، وفَقرِ الفضائِلِ، وتوبةِ المرأةِ، وخيانةِ التِّلميذ، والجُحود بينَ الخوف والموت، والإنتصارِ بالقيامة.
عندما نَعي ذلكَ نتشارَك حِسِّيّاً آلامَ المسيح فنبلُغ القيامةَ معهُ.
عندها يقوم فينا المسيحُ ويكون العيد هو عيدَنا، عيدَ نهوضِنا من رمسِ الخطيئةِ والأنا والشَّهوات.
عِندها نُعيِّد سِرِّيّاً، وفي كلّ فصح نعيِّدهُ ننزع عنَّا وعن قلوبِنا حجرَ الخطيئةِ بالتوبةِ والإمساكِ، هذا الحجرَ الثّقيل الذي زعزعَهُ إيمانُ حاملاتِ الطِّيبِ رغمَ اللَّيلِ والحرسِ والخوفِ!
نطلبُ من الَّلهِ أن يُعطينا إِيماناً وصَبراً على ذواتنا قبلَ الآخَرين لكي ننهضَ من الخطيئةِ المحيطةِ بنا بسهولةٍ، ونصبحَ شُهوداً حقّانيّينَ، في هذا الدَّهرِ الزائفِ .
أنَّ المسيحَ سَيسْحَق شرورَهُ وآلامهُ، وبصليبِهِ سيُحطِّمُ أبوابَ الكسلِ والتواني الذي نحنُ فيهِ، ويُنهِضُ فينا الإنسانَ المتجدِّدَ منذُ المعموديةِ، فيقوم المسيحُ النَّائمُ في ضميرِ هذا العالم، وفي ضميرِ كلِّ مسيحيٍّ يعي مسيحيّته
"يقول الشاهد بهذا: نعم أنا آتي سريعا. آمين. تعالَ أيّها الربُّ يسوع" (رؤ ٢٠:٢٢).
رد مع اقتباس
قديم 06 - 04 - 2017, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,318,649

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: علامة الظفر

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 04 - 2017, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 377,185

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: علامة الظفر

ميرسى على مرورك الغالى مرمر
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طروبارية القديس جاورجيوس الابس الظفر
جيورجيوس اللابس الظفر
اللابس الظفر nika ic xc
تفسير أيقونة لابس الظفر مار جيورجيوس الكبادوكي
القّديس جاورجيوس اللابس الظفر


الساعة الآن 06:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025