القديس الجديد في الشهداء ديمتريوس خيوس (+1802م)
29 كانون الثاني غربي (11 شباط شرقي)
ولد عام 1780 م لعائلة تقية من خيوس . خرج شاباً إلى القسطنطينية ليعمل عند أخيه الأكبر فيها . خطب إحدى الفتيات هناك دون أن يقف على رأي أخيه . اغتاظ أخوه و طرده . هام على وجهه لا يعرف كيف يتدبر . عضه الجوع فتذكر ان لأخيه ديناً على أحد زبائنه الاتراك الاغنياء . ذهب إليه و في نيته أن ياخذ المال لنفسه .
لم يكن التركي في البيت . لاحظت الفتى ابنة الرجل فعرفته. إذ كان قد أعجبها لأنه كان وسيم الطلعة استبقته و سعت الى إغوائه فانغوى و وعدها بالتنكر لدينه و إشهار إسلامه ليتزوجها . بقي في القصر معها شهرين بمثابة سجين . لم يدعه الأتراك يذهب لأنهم كانوا يرونه حزيناً فخافوا أن يعود عن قراره . أخيراً صحا ضميره و عرف عظم ذنبه فهرب في احدى ليالي رمضان و لجأ الى أحد المسيحيين من معارفه . بكى و انتحب و اعترف بخطيئته. جيء بأخيه و معرفه فاعترف بالخيانة لديهما . أعلن انه يرغب في التكفير بدم الشهادة . دخل في صوم و صلاة بإشراف الكاهن المعرف .
أمضى 20 يوماً بالكاد أكل خلالها شيئاً و لم يعرف النوم و هو يبكي و يصلي . أخيراُ تلقى في رؤيا تأكيداً ان الله قبله للشهادة فأخذ بركة معرّفه و تناول القدسات و خرج الى القاضي التركي . جاهر بأنه يترك الإسلام و يتبع المسيح . ألقى عمامته الإسلامية ارضاً و أعلن أنه مستعد ان يتحمل كل النتائج المترتبة على فعلته . جُعل في سجن مظلم رطب . كان يصلي في تواتر . استجوبوه مرات و ضربوه بالسياط . لم تنفع محاولات استعادته . ثبت على إيمانه بعزم اكيد . جاءت المرأة التي أغوته و حاولت استعمال سلاحها معه من جديد و لكن من دون طائل .
خشى عليه المسيحيون في المدينة أن يكفر بالمسيح تحت التعذييب فجمعوا مالاً و كانوا مستعديين لافتدائه فعرف و وبخهم و طلب أن يوزع المال على كنائس المدينة و ان يُصلى له ليثبت في المواجهة الى المنتهى .
جاهد جهاد الأبطال . كان كالماس لا ينثلم . صمد أمام التعذيب و إغراءات الأتراك و غواية المرأة. اخيراً لفظوا بحقه حكم الموت . فلما حانت الساعة أبى ان تعصم عيناه . ركع بهدوء و مد عنقه للسيف و هو يردد : "أذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك !" . قطعوا رأسه على مرأى من الناس . فتهافت عليه المسيحيون ليتبركوا منه رغم السياط التي نزل بهم . هكذا انضم الى ركب القديسين شهيد جديد .