نظمت إدارة الشؤون المعنوية، جولة لوفد ضم شخصيات إعلامية ومحررين عسكريين ومراسلي القنوات الفضائية والشبكات الإذاعية والصحف والمواقع الإلكترونية، إلى منطقة جبل الحلال في وسط سيناء، أن المرحلة الأولى من الاقتحام، بدأت بتجميع المعلومات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، وأهالي سيناء الشرفاء، الذين يعملون يدا بيد مع قواتهم المسلحة.
فرض الجيش الثالث الميداني، سيطرته على منطقة جبل الحلال، حيث نجحت القوات في تحقيق العديد من الإنجازات المتلاحقة، في إطار العملية الأمنية الشاملة لمكافحة الإرهاب، في "الخرم، العنقابية، وجبل الراحة في وسط سيناء". وذلك في إطار جهود القوات المسلحة لتطهير سيناء من الإرهابيين والتكفيريين.
وداهمت قوات الجيش الثالث الميداني، منطقة وسط سيناء، التي تتميز بالطبيعة الجبلية والمساحات والتضاريس الوعرة، التي يتخذها التكفيريون ملجأ لهم، ومن بين هذه المناطق "جبل الحلال"، الذي حطمت قوات الجيش الثالث الميداني أسطورته الإجرامية، وسيطرت عليه بالكامل.
بدوره، قال اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش قائد الجيش الثالث الميداني، أنه فور صدور الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة، باقتحام وتطهير جبل الحلال من العناصر الإرهابية، نظرا لحجم التهديدات الموجودة به، خططت قوات الجيش الثالث الميداني، لتنفيذ عملية الاقتحام على عدة مراحل.
وأضاف قائد الجيش الثالث الميداني، أن المرحلة الأولى استهدفت حصر المعلومات عن جبل الحلال والمسارب والدروب المؤدية إليه، وأماكن تمركز وانطلاق العناصر التكفيرية به، وتدقيق الدراسات الطبوغرافية لطبيعة الجبل، التي تعتبر فريدة من نوعها، حيث يمتد جبل الحلال على مسافة 60 كيلومترا من طريق (الحسنة - بغداد)، وحتى قرية "أم شيحان"، وبعمق 20 كيلو تقريبا، ويتميز من الغرب بالأرض ذات الغرود الرملية الكثيفة التي يصعب سير العربات بها، ومن الجنوب بالمنحدرات الحادة التي يصعب الدخول بها بواسطة المركبات، ومن الشرق امتداده مع جبل ضلفة يمثل عائقا للمناورة، ومن الشمال، وهو الطريق الذي يمكن للقوات أن تبدأ هجومها منه، والذي به العديد من الوديان الممتدة داخل جبل الحلال.
وأكد اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش، أن المرحلة الثانية للعملية، بدأت بفرض الحصار الشامل لطرق الاقتراب المؤدية للجبل، من خلال الكمائن والارتكازات الأمنية، وإحكام السيطرة الكاملة على مداخل جبل الحلال من جميع الاتجاهات، بغرض منع دخول الإمدادات داخل جبل الحلال، ونفاذ المخزون الاستراتيجي لدى العناصر التكفيرية، وإجبارهم على مواجهة القوات أو الاستسلام.
وأوضح قائد الجيش الثالث، أنه حين حانت ساعة الصفر، تم الدفع بـ9 مجموعات قتال، كل مجموعة منها مسؤولة عن قطاع داخل الجبل، بمهمة تمشيط كل شبر داخل الجبل والقتال مع العناصر التكفيرية.
وتابع اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش، أن رجال الجيش الثالث، عملوا 6 أيام على التمشيط، والقتال مع العناصر التكفيرية، ضمن منظومة متكاملة بين القوات القائمة بالهجوم ونيران المدفعية والحماية الجوية المستمرة من القوات الجوية، وأسفرت أعمال التمشيط والمداهمات عن مقتل 18 تكفيريا، والقبض على 31 آخرين، خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات.
ولفت قائد الجيش الثالث الميداني، أن العملية أسفرت عن ضبط ميادين رماية يتدربون عليها، بأشكال تشبه أشكال الرماية، وأماكن تشبه الكمائن الخاصة بقواتنا للتدريب على اقتحامها، وتدمير 3 عربات و6 دراجات نارية، واكتشاف 24 كهفا و8 مغارات، داخلها مخازن الذخيرة والأسلحة بكميات هائلة، ونظارات الميدان التي تستخدم في المراقبة ورصد قواتنا ونظارات الرؤية اللليلية، و29 دراجة نارية معدة للتفخيخ، ومخازن تضم العديد من العبوات الناسفة المعدة للاستخدام.
وزاد اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش، أنه تم ضبط كميات كبيرة مثل (c4 - إنفو - نترات الأمونيوم)، وورش لتصنيع دوائر النسف، وماكينات لحام والمعدات المكملة لها، التي تستخدم في صنع العبوات الناسفة، وتم العثور على 8 نقاط وقود تستخدم احتياطي استراتيجي لإمداد عناصرهم التكفيرية بالوقود، ومخازن تحتوي على كميات من مواد الإعاشة والمهمات والملابس الخاصة بالعناصر التكفيرية.
واستطرد قائد الجيش الثالث الميداني، أن المداهمة أسفرت أيضا، عن ضبط عدد من العربات المخبأة داخل الوديان، ومثبت عليها رشاشات بهدف التعامل مع قواتنا، ومخازن للسيارات الحديثة وقطع الغيار بكميات كبيرة، تستخدم للإمداد الاستراتيجي للعناصر التكفيرية، فضلا عن أجهزة للكشف عن الألغام ووسائل الاتصالات اللاسلكية، وكميات كبيرة من المواد المخدرة المعبأة والمعدة للبيع.
وأكد اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش، أن القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة، كانا على تواصل مستمر مع قوات الجيش الثالث، للاطمئنان على الأبطال والمقاتلين، والتواصل المباشر معهم بشكل يومي، داخل أرض المعركة، ما كان له أكبر الاثر في رفع الروح المعنوية العالية، ومحاربة الظروف المناخية والطبوغرافية، لتحقيق هذا الإنجاز، ما رسّخ روح العزيمة والإيمان والصمود، في مواجهة التحديات التي تهدد استقرار وأمن مصرنا الحبيبة وطننا الغالي.
من جانبه، أوضح قائد عملية تطهير جبل الحلال، أن القوات المشاركة أحبطت محاولات الهروب أو الدخول إلى الجبل خلال مدة الحصار واقتحام الجبل، واستطاع جنودنا البواسل تمشيط الوديان والمسارب والقمم الجبلية، وتنفيذ المهام المخطط لها باحترافية وكفاءة، للقضاء على البؤر التكفيرية داخل جبل الحلال، وقتل المسلحين المتحصنين في الجبل خلال الاشتباكات، والقبض على عدد كبير منهم على قيد الحياة، لإمدادنا بالمعلومات المهمة عن العناصر التكفيرية.
وقال أحد قادة مجموعات الاقتحام، إنه بعد زيادة الضغط على التكفيريين ومهاجمتهم بشراسة، كانوا يولون الفرار ويتركون أسلحتهم وذخائرهم إلى قمم الجبال، ظنا منهم أننا لن نستكمل مهمتنا داخل كل شبر في جبل الحلال.
وأوضح القائد، أن قوات الجيش الثالث الميداني، نسفت ودمّرت العديد من مخازن العبوات الناسفة في مناطق متعددة داخل الجبل، فضلا عن المغارات التي استخدمت ورشا لإمداد العناصر التكفيرية في شمال ووسط سيناء.
وأضاف قائد أحد المجموعات المكلفة باقتحام الجبل: "كنت ورجالي ننفذ مهامنا المخططة، ونحن نعلم أن قلوب جميع المصريين معنا، كنا نحارب التضاريس الصعبة والظروف الجوية القاسية التي تصل إلى صفر درجة مئوية، والمنحدرات والصخور الحادة، لكن تدريبنا وعقيدتنا الراسخة، وتلاحم الضباط والصف والجنود بروح معنوية عالية، كانت عنصرا رئيسيا لتحقيق الإنجاز".
وكشف عدد من الضباط وضباط الصف والجنود من قوات إنفاذ القانون، المشاركين في العملية، عن بعض الأدوار البطولية المذهلة لزملائهم، قائلا إن أحد الجنود أصيب بإصابة بالغة، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة، فاتجه إليه قائده ليساعده على عملية إخلاء مكانه، لكن الجندي رفض الإخلاء، وطلب من قائده الاستمرار في عملية الاقتحام والمداهمة حتى استُشهد.
وأضاف الضباط، أنه في أثناء عملية الاقتحام، توفيت والدة أحد الجنود، وعندما علم بوفاة والدته، أكدنا له أننا سنوفّر وسيلة آمنة لنزوله من الجبل لحضور عزاء والدته، لكن البطل المقاتل رفض ترك المهمة، وأصرّ على استمراره في عملية المداهمات، ليأخذ ثأر زملائه من الشهداء.
وأكد الضباط، أن السر وراء نجاح تطهير جبل الحلال من الإرهابيين، يكمن في أن الجميع كان على قلب رجل واحد، نرتدي زيا واحدا، ونتناول طعاما واحدا، ونقاتل لهدف واحد، وهو أمن واستقرار مصرنا الغالية، واسترداد حق شهدائنا الأبطال، الذين قدموا أرواحهم لتطهير هذه البقعة المقدسة من أرض مصر.
والجيش الثالث الميداني صرح مهم من العسكرية المصرية، بتاريخها المجيد، وأُنشئ لإعادة تنظيم القوات المسلحة في العام 1968، وحقق رجاله مهامهم بكفاءة عالية، خلال معارك الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، وكانت لهم العديد من البطولات والتضحيات، التي سجّلها التاريخ العسكري المعاصر، ومنها اتخذ الجيش شعاره "الإيمان.. الصمود.. التحدي".