رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
يا سيد، ليس لي إنسان يلقيني في البِركة متى تحرك الماء. بل بينما أنا آتٍ، ينزل قدامي آخر) يو 5: 7
هنا نجد إنساناً عند البِركة، إنساناً مريضاً بمرض انتزع منه القوة التي كانت لازمة له ليتمكن من استخدام الوسيلة التي بها يُشفى. فلم تكن المسألة رغبته في الشفاء، لأنه كان راغباً فيه، بل المسألة كانت افتقاره إلى القوة لاستعمال العلاج. والدرس الذي علينا أن نتعلمه هو هذا "لأن المسيح، إذ كنا بعد ضعفاء، مات في الوقت المعين لأجل الفجار" ) رو 5: 6(. وما أبطأ قلوبنا في تعلم هذه الحقيقة، وهي أنه ليست فينا أية قوة. فقد يعترف الإنسان بأنه خاطئ، ولكن عندما تُخبره بأنه لا قوة له في الجسد، يظن على الفور أنك تحكم عليه بأنه سيظل خاطئاً كل حياته. كان هذا الإنسان المسكين مريضاً منذ 38 سنة. ويقول له الرب: "أتريد أن تبرأ؟". ومن جوابه نفهم أنه كانت له الإرادة ولكن أعوزته القوة. والمسيح يُحضر القوة معه. وهذا ما نجده واضحاً بالمقابلة مع الناموس. لقد كان اليوم الذي شُفيَ فيه هذا المريض سبتاً، والرب يستعمل صفته المباركة كالابن فيقول: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" ) يو 5: 17(. وكيف يستطيع الله أن يستريح حيث توجد الخطية؟ حيث توجد التعاسة؟ انه ... لا يمكن أن يستريح في عالم كهذا. لقد جاء المسيح لكي يعمل، وما يجعل العمل أيها الأحباء مباركاً، أنه ليس عمل الإنسان ولا قوة الإنسان، بل الآب والابن هم العاملان في خلاصنا. كان ممكناً لله في عدالته أن يلاشي آدم وحواء، ولكن طبيعته لم تسمح له أن يصنع ذلك، فتعامل معهما بالنعمة. وعوضاً عن قطع الأشرار أو تركهم في تعاستهم، أظهر الله لهم كامل نعمته، فتغيَّر كل شيء. لقد طلب الناموس من الإنسان أن يعمل، كما كان الحال مع بِركة حسدا التي تطلبت من الإنسان سرعة كافية للنزول فيها أولاً، ولكن في الإنجيل الله هو الذي يعمل "أبي يعمل". |
|