الأنبا لونجينوس
وصل طالب الرهبنة الجديد إلى أورشليم ولم يدر أي طريق يأخذ وكيف يباشر ما عزم عليه، أيختار الحياة المشتركة أم يلتمس حياة النسك من أول الطريق؟ وبعد أخذ ورد تكوّنت لديه قناعة أنه خير له أن يتمّرس على الحياة النسكية على يد أحد الآباء المجرّبين أولاً ثم يخرج إلى العزلة والصحراء. وهكذا كان.
هداه الله إلى أب شيخ مبارك يدعى لونجينوس كان هو أيضاً كبّادوكياً فأقام معه زماناً طويلاً قرب برج داود سالكاً في الطاعة له في كل أمر. وإن امرأة اسمها إيكيليا. وقورة ، تقية، كانت تؤدي للونجينوس الشيخ خدمات جلّى. هذه كانت تملك قلاّية صغيرة وكنيسة على الطريق إلى بيت لحم. فالتمست من الشيخ أن يكون ثيودوسيوس في القلاّية المذكورة فسمع لها وأجابها على طلبها.
انتقل ثيودوسيوس صاغراً إلى المكان الجديد. لكن، ما لبث اسمه أن ذاع فأخذ الناس يقبلون عليه مما ضايقه لدرجة أنه ترك الموضع وانتقل إلى أعلى الجبل حيث استقر في مغارة ما تزال رفاته رابضة إلى اليوم فيها.
يذكر أن تقليداً سرى بين الآباء في ذلك الزمان مؤدّاه أن ذلك المكان هو إياه الموضع الذي قضى فيه المجوس ليلتهم بعدما سجدوا للرب يسوع مولوداً جديداً. وهناك بالذات حضرهم ملاك الرب وأمرهم بالعودة إلى بلادهم في طريق أخرى.