تعد كنيسة sagrada familia من اكبر الكاتدرائيات الموجودة في اسبانيا، وهي موجودة في محافظة برشلونة في اسبانيا، مصمم هذه الكنيسة هو المهندس المعروف انطوني غاودي، واستغرق العمل عليها اكثر من 40 عاما ولا يزال العمل على مشروع البناء حتى اليوم.
كرس غاودي آخر 15 عاما من حياته للعمل على هذه الكنيسة، واستمر بناءها بعد وفاته في العام 1928 تحت اشراف دومينيك سوغرانيس حتى العام 1935 . عام اندلاع الحرب الاهلية في اسبانيا، حيث تسببت الحرب بتدمير جزء من الكنيسة.
يقوم هذه الايام مجموعة من المهندسين الاسبان في عمليات الترميم، وتسير عمليات الترميم حسب ما جاء في المخطوطات الاصلية ولكن بشروط مواكبة العصر.
منذ العام 1940 قام مجموعة من المهندسين باكمال العمل على بناء الكاتدرائية، وتم ادخال الحاسوب في عملية التصميم والبناء منذ الثمانينيات، وهي تعد من اضخم المباني في العالم اذ يبلغ ارتفاعها 170 متر.
كل جزء من الكنيسة غني في الرموز المسيحية، اذ اراد غاودي ان تكون الكنيسة "الملاذ الاخير العظيم للمسيحية" ومن ابرز اشكال الكنيسة هي الجوانب ذات شكل المحور. وهذه الكنيسة مبنية من 18 عامود تمثل حسب الطول تلاميذ السيد المسيح الاثني عشر، الرسل الاربعة، مريم العذراء و اخيرا يسوع المسيح له المجد.
ووفقا لمصدر من موقع المعبد الرسمي وجدت مؤخرا رسومات تدل على ان غاودي تعمد ان يكون تمثال السيدة العذراء اقصر من تماثيل الرسل الاربعة وحسب هذا المصدر فان هذا التصميم هو اكثر انسجاما مع المؤسسات القائمة - التي يجب اتباعها. واوضح المصدر ان الرموز المسيحية المستعملة مذكورة كلها في الأناجيل الأربعة في الكتاب المقدس.
ويحيط بابراج الاناجيل الاربعة تماثيل لرموزهم التقليدية، الثور يرمز للقديس لوقا، الملاك يمثل القديس متى، النسر يعود للقديس يوحنا اما الاسد فهو يرمز للقديس مرقص. والبرج الاوسطي الذي يمثل السيد المسيح عليه السلام سيحاط بصليب كبير.
حسب الرسومات والمخططات الاصلية يجب ان يكون الارتفاع الاجمالي للبرج 170 متر، اذ اعتقد غاودي ان عمله لا يجب ان ان يقترب من ملكوت الله أي السماء. اقصر برج محاط بحزمة من القمح وكؤوس ومجموعات من العنب تمثل القربان المقدس.
الكنيسة ستحوي على 3 واجهات كبيرة، الواجهة التي تتجه للشرق ترمز للميلاد، واجهة المجد (لم تكتمل بعد) وواجهة تتجه الى الغرب ترمز الى العاطفة. تم بناء واجهة الميلاد قبل العام 1935(عام اندلاع الحرب الاهلية الاسبانية وتوقف اعمال البناء). واجهة العاطفة خاصة جدا لما تحويه من تماثيل ترمز لعملية صلب وتعذيب السيد المسيح.
ويتوقع ان تنتهي اعمال البناء في العام 2026 ، في الذكرى ال 100 على وفاة المهندس غاودي، حيث كان متوقع في البداية ان تستمر عمليات البناء لمئات السنين اعتمادا على تقنية البناء التي كانت متوفرة في بداية القرن الماضي. ولاتمام عملية البناء يستدعي استعمال كثير من قطع الحجارة فريدة الشكل، وكل قطعة تختلف عن الاخرى