تأمل كيف أن رجال الله عرفوا حُبه للقديسين فكانوا يذكّرونه بهم ليسمع طلباتهم.
يقول موسي النبي: اذكر إبراهيم واسحق وإسرائيل. يقول سليمان: من أجل داود عبدك لا تترك وجهك عن مسيحك. لعلك متعجب من هذه المكانة العظيمة التي نالها أولاد الله في القديم والتي ورثها أيضاً آباؤنا القديسون والشهداء، أنبا أنطونيوس وأنبا باخوميوس وأنبا مكاريوس وأنبا شنودة ومارجرجس، والتي يمكن أن تحصل عليها أنت أيضاً إذا أحببت الله كما أحبوه هم.
+ تأمل الدالة العظيمة التي تربط الله بقديسيه، حاول أن تفهم بقلبك لا بعقلك معاني العبارة "وسار أخنوخ مع الله" (تك 24:5)
+ تأمل صداقة الله مع إبراهيم وقول الرب عند حرق سدوم "هل أُخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله" (تك 18:17).
+ تذكر الدالة التي تحدث بها إبراهيم مع الله حين قال له "حاشا لك أن تفعل هذا الأمر!... حاشا لك... أديّان كل الأرض لا يصنع عدلاً؟!! (تك 18:25).
+ هي نفس الدالة العجيبة التي قال بها موسي للرب "ارجع عن حمو غضبك واندم علي الشر بشعبك اذكر إبراهيم واسحق ويعقوب عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك" (خر 12:22 ،13) تأمل هذه الكلمات وتذكر الكتاب المقدس يقول بعدها "فندم الرب علي الشر الذي قال أنه سيفعله بشعبه" (خر 14:22).
ألا تشعر بجاذبية نحو هذه الحياة التي تُكلِّم فيها الجُبلة جابلها بهذا الأسلوب؟؟
+ تأمل مكانة أحباب الله في قلبه وكيف أنه تعالى كان يسمي نفسه بهم فيقول لموسي "أنا إله آبائك إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب" (أع 22:7)... وكيف أنه يرحم الناس من أجلهم فيقول لسليمان "فإني أمزق المملكة عنك تمزيقاً وأعطيها لعبدك إلا أني لا أفعل ذلك في أيامك من أجل داود أبيك.... علي أني لا أمزق منك المملكة كلها بل أعطي سبطاً واحداً لك لأجل داود عبدي" (1مل 11:11 ،12).
+ إذا أردت أن تحب الله عليك أن تخصص دقائق كثيرة تقضيها مع القديسين، تقرأ أخبارهم وتعرف قصصهم وتتأمل حياتهم، وتدرك مدي الصلة العجيبة التي كانت تربطهم بالله.
عِش في هذا الوسط المقدس فترة من الزمن بين آبائك الذين يقول عنهم الوحي الإلهي أن العالم لم يكن مستحقاً لهم. تأمل كيف أحبوه حباً فإشتغل فيهم روح الانطلاق حتى يقول داود النبي "غريب أنا علي الأرض" (مز 19:119) وحتى يقول بولس الرسول "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً (مز 1:22).