لقاؤنا مع الله

walaa farouk · رقم المشاركة : ( 1 ) 24 - 02 - 2017, 11:24 PM

كيف يكون لقاؤنا مع الله

أولاً : استعد للقائه و جهز قلبك:

كيف إذن يتهيأ القلب للدخول في محضر الرب؟.

1- إغلق أبواب حواسك الخارجية:

هذا ما قصده رب المجد يسوع بقوله: “وأما أنت فمتى صليت فأدخل إلى مخدعك وإغلق بابك” (مت6:6).

لكن انا عندي مشاكل كثيرة: اتركها خلفك و لا تفكر فيها الآن

عندي مواعيد لازم امشي بسرعة: هذا الوقت يخص لقائي بأبي و هو أهم من كل المواعيد

2- اجمع ذهنك و افتح حواسك الداخلية:

قل: الهي موجود معي الآن. اذا لا تشعر بذلك، ليس ذلك معناه انه غير موجود.

قل: انا قائم في حضرته.

تصور انك تتقابل الآن مع شخص تحبه بشدة و فكر في مشاعرك حينئذ. ثم حول تفكيرك ان هذا الشخص هو المسيح.

ثق فهو معك الآن، بل هو اقرب بكثير مما تظن، هو في داخلك لكنك لا تراه بعيون قلبك لان عدو كل خير يشكك في ذلك. انت تري صديقك بعينا جسدك فتصدق انه موجود فتفرح و تشعر بوجوده.

هناك عين أخري موجودة فيك، هي داخل القلب، و هي التي تري الله بالبصيرة الداخلية. هذه العين هي الإيمان.

قل: انا مصدق يا رب انك جوايا و انك معايا. احبك يا رب.

تستطيع أن تقول وأنت في مخدع صلاتك بالإيمان “الرب حاضر معي الآن، إنه يصغي إلى، ويراني، ويحبني“.

وتستطيع بجرأة الإيمان وبمشاعر الحب القلبي أن ترحب بالرب كترحيبك بأعز صديق، قل له:

“مرحباً بك يا ابي و إلهي في مخدعي الذي هو مخدعك، وفي بيتي الذي هو بيتك، وفي قلبي الذي هو مسكنك“.

3- طهر قلبك:

لا نستطيع ان نقف امام الله و نحن متمسكين بالخطية في قلوبنا.

ربما نسقط في الخطية بشكل متكرر و نقوم مرة اخري، المهم ان لا نقف امامه و نحن في قلوبنا لسان حالنا يقول له: يا رب لا تمس هذه الخطية لأني لا اريد ان اتركها.

لكن يمكن ان نقف و نقول: يا رب انا ضعيف و اقع في الخطية و كلما انوي القيام اسقط، ليس لي قوة، فمن فضلك اعني و قويني و خلصني انت من الخطية. ان لم تتدخل انت، كيف لي انا الضعيف أن انتصر.

الروح القدس يكشف لنا خطايانا الحفية: نتذكر خطايانا و كأن صوت داخلي خفيف يقولها لنا (هذا هو الروح القدس)

يمكن ان نفحص انفسنا امام دليل الفحص: و هو موجود علي نفس الموقع. انقر هنا.

هل اتضحت خطاياك الآن أمامك؟.

هل عرفت الخطية التي تحجب وجهه عنك؟.

عندما تتضح خطاياك أمام عينيك، وعندما تندم عليها لا تيأس بل ضعها تحت الدم واثقاً في غفران الرب، وتطهيره لقلبك من كل الادناس مردداً قول الكتاب “إن إعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (1يو9:1). واضعاً في قلبك أن تعترف بها أمام الكاهن في أقرب فرصة.

4- البس ثوب بر المسيح:

كثيراً ما نشعر بصغر النفس وعدم الأهلية أو الإستحقاق للمثول أمام الرب. و هذا أمر حقيقي وواجب وما ينبغي أن يغيب عن ذهننا، فلن يأتي اليوم الذي يكون فيه المؤمن مستحقاً في ذاته أن يقترب إلى الله أو أن يدخل في حضرته.

ماذا كان نصيب الإنسان الذي دخل العرس ولم يكن لابساً هذه الثياب ألم يطرح في الظلمة الخارجية؟. (مت11:22ـ13).

هذا الثوب ببساطة هو ثوب بر المسيح أو هو استحقاق المسيح، فلا أحد يستحق الوجود في الحضرة الإلهية إلا الإنسان يسوع المسيح الذي بلا خطية واحدة، البار الوحيد، والذي ببره، أي من خلاله، وفي إستحقاقه، ننال قدوماً إلى الله

“لأن به لنا.. قدوما.. إلى الآب” (أف18:2)،

“به لنا جراءة وقدوم بإيمان عن ثقـة” (أف12:3).

بهذا الرداء فقط يسمح لك بمقابلة ملك الملوك، وبدون هذا الثوب المقدس لن تؤهل للدخول في محضر الرب.

5- تذكر بركاته و محبته:

ومما يساعدك على الشعور بحضور الرب هو أن تتذكر معاملاته الحبية معك كأب يعتني بك ويرعاك ويحميك.

فهذا يطرد مشاعر الخوف إلى خارج “لأن المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج”(1يو18:4).

“باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس باركي يا نفسي الرب ولا تنسى كل حسناته الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفى كل أمراضك الذي يفدى من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك” (مز2:103ـ5).

6- رنــم اقرب ترنيمة الي قلبك:

فهي تساعدنا علي الدخول في محضره “ادخلوا إلى حضرته بترنم”(مز2:100).

والمهم أن تركز على معاني الترنيمة لا أن تكتفي بمجرد ترديدها وإلا فلن تنتفع شيئاً.

فعندما تكون في مخدعك أختر ترنيمة معزية، ثم حدد الأعداد التي تناسب مع حالتك ورنمها.

لا تحجم عن الترنيم بسبب صوتك فرنم لله لأن ليس أحد يسمع، المهم أن تتعزى بمعاني الترنيمة.

7- الإيمــان:

لا تعتمد على شعورك وإحساسك الخارجي، بل بحواس الإنسان الداخلي أي بالإيمان ثق أن الله ليس فقط موجوداً في مخدع الصلاة معك بل هو أيضاً في داخلك بحسب وعده “إني سأسكن فيهم وأسير بينهم” (2كو16:6).

وكما قال رب المجد يسوع “إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبى وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً” (يو23:14).

وقوله أيضاً: “هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي” (رؤ20:3).

ومن هذا المنطلق قال معلمنا بولس الرسول: “أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم” (1كو16:3).

وبناء عليه قال الأنبا يؤنس: “يقول أحدهم: الله موجود في كل مكان. لكن ليس هذا بالنسبة لنا. هناك مكان واحد في الكون كله نتصل فيه بالله، في عمق قلبنا “أنتم هيكل الله” هناك هو ينتظرنا، هناك يقابلنا، هناك يتحدث إلينا. ولكي نجده ونقابله، علينا أن ندخل إلى داخلنا لذا إذا أردنا نشعر بحضور الله، علينا أن ننظر إليه في الداخل وليس في الخارج. علينا ألا نترك الفكر يفتش عنه هنا وهناك خارجاً عنا. وحتى لو كان هناك فليس في ذلك المكان نتصل به بل في قلوبنا فقط”.

هل لك هذا الإيمان؟ هل تثق فعلاً أنك في حضرة الله الذي يسكن قلبك؟.

ثانياً : اسمع صوته

بعد أن تدخل في حضرة الرب بتهيئة قلبك للمثول بين يديه، يبدأ الجزء الثاني من اللقاء و هو الإستماع إلى صوت الرب هو يتكلم إليك من خلال الكتاب المقدس. قل للرب “ماذا تريد أن أفعل” (أع6:9).

ولكي تستوضح جيداً صوت الرب لك نضع أمامك هذه الخطوات لتساعدك.

1- ارفع قلبك بطلبة قصيرة وقل للرب الموجود معك:

“أسمعني يارب صوتك من خلال كتابك وكلمني بما تريدني أن أحيا به في هذا اليوم”

قل له “اكشف عن عيني لأرى عجائب من شريعتك” (مز18:119).

2- ابدأ بقراءة الفصل الكتابي الذي حددته مسبقاً للتأمل.

يمكن أن يكون:

أ- جزءاً من إصحاح يؤخذ بالترتيب يومياً من برنامج القراءات اليومية

ب- آيات مستخرجة من الكتاب المقدس بالإستعانة “بفهرس الكتاب المقدس” أو “مغنى الطلاب في مواضيع الكتاب” عن موضوع تشعر باحتياجك الروحي إليه، كالغضب، أو الطهارة، أو التدقيق، وتتأمل في آية واحدة كل يوم.

3– اقرأ الآية التي ترى أن الله يكلمك من خلالها، عدة مرات (ثلاثة مرات مثلاً) ثم تعرف على الفكرة الرئيسية منها.

4- طبق هذه الآية على حياتك وتعرف على الأثر الذي تركته في قلبك والذي سوف تحيا به خلال يومك هذا.

ويمكنك أن تستعين بالمداخل الآتية لتتعرف على أثر هذه الآية في حياتك:

أ- هل يحدثك الرب من خلالها عن خطية معينة يريدك أن تعترف بها وتتركها؟.

ب- هل تجد في هذه الآية وصية إلهية بأمرك الرب أن تنفذها وتسلك بموجبها؟.

جـ- هل تقدم لك هذه الآية إمتيازاً معيناً في المسيح يسوع فيحق أن تشكر الرب عليه؟.

د- هل يعطيك الرب من خلال هذه الآية وعداً ببركة معينة فتصلى لكي تحصل عليها؟.

هـ- هل تظهر لك هذه الآية صفة من صفات الرب السامية لتمجده وتعظمه من أجلها؟.

و- هل تبرز لك هذه الآية مثلاً أعلى لشخصية من شخصيات الكتاب المقدس لتقتدي بإيمانها، وتعيش يومك هذا كما عاشت هي مع الرب؟.

ثالثـاً : تكلم معه

بعد أن تصغي إلى صوت الرب من خلال آية التأمل، يأتي دورك لتتحدث إليه، وهو مشتاق ليسمع صوتك كما أفصح عن ذلك في حديثه إلى عروس النشيد قائلاً: “يا حمامتي في محاجئ (نخاريب) الصخر، في ستر (خفايا) المعاقل، أريني وجهك، أسمعيني صوتك، لأن صوتك لطيف، ووجهك جميل“(نش14:2). ويمكن أن يدور حديثك مع الرب حول عدة مواضيع منها:

* موضوع آية التأمل. (إعتراف، أو طلبة، أو شكر، أو تمجيد)

* أمورك الخاصة.

* طلبات لأجل الآخرين.

* طلبات لأجل الخدمة المحلية.

* طلبات لأجل الخدمة في المسكونة.

هذه هي مادة الصلاة المستمدة من آيات التأمل ولقد أجمل القديس باسيليوس الكبير والعلامة أوريجينوس هذه العناصر الأربعة فقالا:

1. في الأول يجب أن نمجد الله بكل قوتنا وبقدر إستطاعتنا، ونلمس صورة ذلك في المزمورين 103 ، 104

2. ثم نشكره من أجل إحساناته لكل البشر عامة ولنا خاصة (انظر شكر داود النبي في 2صم 22).

3. ويتبع ذلك اعتراف الإنسان بخطاياه وعصيانه لأوامره وطلبته إلى الله أن يغفر خطاياه الماضية وأن يشفيه من كل الأمراض الروحية المتسلطة عليه.

4. وأخيرا يعدد المصلى كل إحتياجاته الروحية والجسدية له وللجميع.

5. وفي النهاية تختتم الصلاة بتمجيد الله.

رابعاً : نهاية اللقاء

في ختام فترة الخلوة ينبغي أن تراعى الأمور الآتية:

1- حدد الأمر الذي سوف تمارسه طوال يومك كنتيجة للخلوة والحديث مع الله، فهذا الأمر الذي ستخرج به من خلوتك سوف يساعدك على حفظ فكرك في المسيح والحياة في محضر الرب. واطلب من الرب أن يساعدك على ذلك.

2- أشكر الله على هذه الفرصة التي أتاحها لتختلي به وتجلس معه وتحادثه.

3- اطلب من الرب أن يمتعك بفرصة أخرى معه مماثلة.

4- احرص على أن تدون خلوتك في مفكرة الخلوات اليومية قبل أن تخرج من مخدع الصلاة.