تجربة ناجحة لعقار يقتل الخلايا السرطانية قد يتم طرحه ..فى هذا الموعد
تمكن مجموعة من العلماء من تجربة عدد من العقاقير الجديدة التي تسللت عبر ثغرة في ميتابولزم الخلايا السرطانية إلى داخل هذه الخلايا وأوقفت نموها، بل وقتلتها أيضًا عند إضافة مادة كابحة لها. وبحسبما أوردت إيلاف، أوضح العلماء أن العقاقير دفعت هذه الخلايا إلى كشف الطرق التي تتزود من خلالها بالمواد المغذية، كما أدت إلى استنزاف احتياطيها من المواد الغذائية، ومن ثم إلى الموت. وكشف الباحث براين أ. فان تاين، في البداية عن وجود هذه الثغرات الميتابولية في عمل الخلايا السرطانية، وتوصل إلى أنها تقل وتكثر بحسب نوع السرطان، موضحًا أن هذه الثغرات تكثر بشكل ملحوظ في نوع نادر من السرطان المسمى"الساركوما"، وهو نوع من الأورام السرطانية التي تصيب العضلات والعظام والأنسجة الشحمية والغضاريف، والتي يقوم فيها الأطباء بعمليات الاستئصال الجراحية والاشعاعات والأدوية الكيمياوية، إلا انها طرق علاجية لا تبعد شبح الموت عن المصاب بهذا النوع الخبيث من الأورام، وتفتح الدراسة على العقاقير الجديدة أبواب الأمل أمام معالجة هذه السرطانيات بالعقاقير ذات الأعراض الجانبية القليلة. ويعتبر سرطان الساركوما من الأنواع السرطانية النادرة لأنه يصيب 15 ألف في السنة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يشكل1% فقط من مجموع أنواع الأورام السرطانية، ويصيب الساركوما العظام بنسبة 50% والأنسجة بنسبة 30% وبقية العضلات والشحوم بنسبة20%. ثغرات ميتابولية في 90% من أورام الساركوما أوضحت الدراسة أن هذه الثغرات توجد في 90% من هذه الأورام، ومن خلالها يمكن القضاء على الخلايا السرطانية، من خلال نظام الاستقلاب في الخلايا السرطانية، وأن هذا النظام لا يؤثر في الخلايا السليمة بالجسم. وأوضحت أن نظام الاستقلاب يعمل على قطع طرق الامدادات، لأن الخلايا السرطانية بحاجة إلى امدادات غذائية، وكانت الطرق العلاجية السابقة، مثل العلاج الكيماوي والشعاعي، تصيب الخلايا المريضة والسليمة. وإذا كانت هذه الطرق تضعف الخلايا السرطانية، فانها لا تقتلها، ولا تقطع طرق امداداتها. وقف انتاج الأرغنين وكتب الباحث ان العقاقير الجديدة تعتمد في الأساس على تجريد خلايا الساركوما السرطانية من إمكانية إنتاج الأرغنين. وهو بروتين تنتجه الخلية السرطانية ويعتبر حجر الأساس في عملية الاستقلاب داخلها. والمشكلة ان الخلية السرطانية، عند تجريدها من الأرغنين، تلجأ إلى طرق امدادات خاصة لتزويد نفسها من الأرغنين الموجود في دم الإنسان. ومن الممكن استخدام العقاقير الجديدة، فضلاً عن وقف انتاج الأرغنين في الخلية السرطانية، في قتل الأرغنين في الدم وانهاء المشكلة، إلا ان الارغنين مهم بالنسبة لجسم الإنسان. ولذلك فقد تركزت الابحاث على عقاقير تقطع طرق الامدادات فقط وتدفع الخلية السرطانية" لالتهام" نفسها. وذكر الدكتور جيف س. كريمر، الذي ساهم في الدراسة إلى جانب فان تاين، ان فريق العمل تخطى مرحلة تجربة العقاقير الجديدة على الساركوما. ويستعد فريق العمل لتجربة العقاقير على أنواع الأمراض السرطانية الأخرى مثل سرطان الكبد والرئة والبنكرياس وغيرها. وأضاف كريمر انهم توصلوا إلى ان الخلايا السرطانية، عند تجريدها من القدرة على إنتاج الأرغنين، قادرة على تغيير دورتها المتابولية من الاعتماد على حرق الغلوكوز، إلى الاعتماد على حرق الغلوتامين. وهكذا نجحوا في استخدام مادة كابحة للغلوتامين لقطع كامل عملية الاستقلاب الجديدة في الخلية لسرطانية. وثبت ان مزاوجة العلاج بالعقاقير الجديدة والمادة الكابحة للغلوتامين قتل الخلايا السرطانية. ومعروف أن طرق معالجة السرطان الحديثة لا تدعو إلى مهاجمة الورم السرطاني مباشرة، كما في الطرق التقليدية ، وإنما إلى قطع إمدادات الغذاء والأوكسجين وعوامل النمو الأخرى عنها. وتعتبر هذه الطريقة البيولوجية الجزيئية أحد أهم توجهات الطب الحديث اليوم والتي تحمل اسم طريقة "ضد الانجيوجينيز" أو وقف نمو الأوعية الدموية الدقيقة إلى النسيج السرطاني. ويأمل البروفيسور كليمنز اونغر، من عيادة فرايبورغ لبيولوجيا السرطان، أن ينجح في طرح أول عقار مضاد للأنجيوجينيز إلى الأسواق في العام القادم.