رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يد المرشد.. ويد الرئيس!
July 2nd, 2012 10:11 am إبراهيم عيسى أن يخسر محمد مرسى مرشح الجماعة فى انتخابات الرئاسة، يعنى تفكيك جماعة الإخوان المسلمين! لن تكون هزيمة سياسية موجعة، فالمؤكد أن الإخوان قادرون على إدارة علاقة منيلة بنيلة مع الرئيس القادم لو من خارجهم، وما نراه الآن من مماحكة ومراهقة فى التعامل بين الجماعة والحكومة والمجلس، تستطيع أن تضربه فى ألف إذا قرر الإخوان تطيين عيشة الرئيس القادم. من هنا فالجماعة تمسك بحبال العرائس أيضا حتى مع هزيمتها المحتملة فى الرئاسة، بالمناسبة يمكن أن نجد مرسى رئيسا لمصر، وهو احتمال وارد أيضا وممكن للغاية، خصوصا مع قدرات الجماعة على الحشد والتعبئة والاحتراف الكامل الذى يتمتع به الإخوان فى العملية الانتخابية، بل وهناك من يراهن على فوز الإخوان بقوة، مستندا إلى نتيجة الاستفتاء على تعديلات الدستور، حيث كان الإعلام كله برموز السياسة الكبار يطالب المصريين بالتصويت بلا، فانتهى الأمر إلى اكتساح نعم، بما يمثل تأكيدا على انفصال النخبة عن الواقع وفشل الإعلام الذى يبدو الآن مجيشا ضد الإخوان، ومؤيدا بفجاجة -فى زعمهم- لأبو الفتوح وموسى وحمدين. هذا كلام له وجاهته لكن يبقى أن الإخوان ارتكبوا جرائم فى معركة الرئاسة، من الفشل فى إقناع أى شخصية من الشخصيات التى سعوا إليها (المستشارين طارق البشرى وحسام الغريانى وأحمد مكى)، بالدخول للانتخابات تحت مظلتهم، ثم التهور المهووس بالدفع بخيرت الشاطر، ثم الحركة البلدى باختيار محمد مرسى مرشحا استبن، فضلا عن تجاهل أسماء مثل عصام العريان ومحمد البلتاجى الأكثر جماهيرية، لأن خيرت الشاطر يريد سكرتيرا له بدرجة رئيس جمهورية وليس رئيسا يتحصن بشرعيته وجماهيريته أمام تعليمات الشاطر ومرشد الجماعة، وهذا كله يجعل فرص محمد مرسى أضعف من أن يثق الإخوان فيها ويصبح افتراض خسارتهم للرئاسة الأكثر ترجيحا! لكن الإخوان يخسرون أكثر كثيرا من مقعد الرئيس، الذى يبدو للمفارقة بعد مبارك أقل من التعامل معه باعتباره أهم مقعد فى مصر، فالرئيس القادم بلا صلاحيات واسعة ولا قدرة على تشريع ولا تكليف مطلق لحكومة ولا قدرة على عمل أى شىء إلا بموافقة الحكومة أو من خلال البرلمان، ومن ثم تستطيع جماعة الإخوان أن تقصقص كل أجنحته حتى يخرج الناس فى مظاهرات ضد فشله خلال شهور! إذن بعد هذا كله لماذا نعتقد أن الإخوان سيخسرون بقوة وبقسوة عند فقدان مقعد الرئيس؟ لأن «الإخوان» ستفقد كذلك وخلال شهرين أو ثلاثة بالكتير، البرلمان وأغلبيته عندما يصدر حكم من المحكمة الدستورية العليا ببطلان قانون الانتخابات، ومن ثم حل البرلمان، ثم ستخسر بالتبعة تشكيل لجنة الدستور والتحكم فى صياغة دستور جديد على الهوى القندهارى، ساعتها فإن الرئيس إذا كان ذكيا، وإذا كان نبيها وإذا نجح فى جمع خصومه بعد الفوز عليهم، سيتمكن من إعلان دستورى جديد ثم تشكيل لجنة دستور بعيدا عن البرلمان وعدم الدعوة إلى انتخابات برلمانية إلا عقب الدستور بما يمكنه من تطويح الزمن وتطويل المسافة، عازما على تفتيت شعبية جماعة الإخوان التى ستصاب بعصبية مذهلة وقتها وستتصرف بحماقة صارت تليق بهم بعد ما شفناه منهم خلال الشهور الفائتة، مما سيخسرون معه بالفعل شعبية وتعاطفا من ناس عايزة تعيش والدنيا تمشى ومش مستحملة فوضى، مما يهدد مكانتها فى الانتخابات البرلمانية القادمة التى ستفقد فيها غالبا غالبيتها! لكن الأخطر كذلك من كل هذا هو فوز عبد المنعم أبو الفتوح الذى سيكون ضربة مفجعة لخيرت الشاطر سيفقد فيها الهيبة والرهبة وربما المنصب والمقعد الذى يمرجح به ساقيه على الجماعة، وسوف يهدد هذا الفوز المرشد محمد بديع نفسه، حيث يكتفى الإخوان ساعتها بالرئيس المرشد أو المرشد الرئيس، ولهذا تسمع من عدد من أعضاء الجماعة الكبار (يعلم الله مدى صحة ما يقوله الإخوان، فخبرتنا بهم الآن تنبئنا أنهم ليسوا صادقين بالضرورة) تفاصيل واقعة ينقلونها عن اجتماع لعبد المنعم أبو الفتوح فى لقاء أو جلسة بالتجمع الخامس حسب روايتهم سأل فيها واحد من الحضور عبد المنعم أبو الفتوح -ربما استفزازا- عن ماذا لو قابلت مرشد الإخوان بديع فى أى اجتماع بعد فوزك بالرئاسة هل ستقبّل يده؟ فأجاب أبو الفتوح فورا: بل هو الذى سيقبّل يدى، يد الرئيس! بصرف النظر، صدق الإخوان أو كذبوا فإن هذه الرواية تعطيك دلالة ذعر نهاية الجماعة على يد الرئيس.. أبو الفتوح، والإخوان خصوم ليسوا طيبين أبدا، فربما يفكرون فى قطع هذه اليد! التحرير |
|