القديس البار أمون
26 كانون الثاني غربي (8 شباط شرقي)
قال قوم ان المحتفى به اليوم هو تلميذ القديس أنطونيوس الكبير و قال آخرون بل هو تلميذ القديس باخوميوس .
أما عن الأول فورد أنه صلى 14 عاماً من أجل أن يعطيه الرب الإله الغلبة على الغضب . ذهب ليستقي ماء من الجب يوماً فوجد هناك ثعباناً , فقال : يا رب إما أموت أنا أو يموت هذا الثعبان و مات بقوة المسيح .
زاره أحد الشيوج ممن يحبون كثرة الألم و كان يلبس المسوح فقال له : ثلاثة أفكار تزعجني و لا أعرف أيها أختار : فكر يقول ان أطوف البراري , و أخر أن أنتقل الى بلد غريب لا يعرفني فيه أحد , و أخر أن أحبس نفسي في قلاية , و لا أقابل أحداً , و أكل مرة كل يومين . فقال له أمون : لا يوافقك أي من هذه الأفكار , بل أمكث في قلايتك و كل قليلاً كل يوم و ليكن في قلبك كلام العشار و أنت تخلص .
طلب منه أخ مرة كلمة منفعة , فأجابه : على الراهب أن يتيقظ دائماً و يحاسب نفسه قائلاً : ويل لي ّ كيف سأقف أمام منبر المسيح ؟ ماذا سأجيبه ؟ فإذا فكرت كذلك تقدر أن تخلص.
أراد أمون زيارة القديس أنطونيوس , مرة , فضلّ الطريق و نام قليلاً . فلما استفاق صلى قائلاً : أتضرع إليك يا رب أن لا تهلك جبلتك ! فلاح له ما يشبه اليد المدلاّة من السماء تدلّه على الطريق فتبعها و جاء الى مغارة القديس أنطونيوس .
كذلك ورد أنه تقدم كثيراً في مخافة الله و لكثرة صلاحه لم يعد يعرف الشر . فلما صار أسقفاً احتكم قوم إليه فأبى أن يدين أحد . و تصرف مرة كطفل فاتهمته امرأة حاضرة بالجنون , فأجابها : "أتعلمين كم تكبدت من المشاق لأقتني هذا الجنون !! أتريدين ان أضيعه اليوم ؟!"
سئل : ما هي الطريق الضيقة المحزنة فاجاب هي أن يمسك الانسان أفكاره و يقطع مشيئته حباً بالله .
كان يقول أن مخافة الله تولد النوح و البكاء و هذان يولدان الفرح في النفس و يملأانها من قدرة الله على إتمام ما يرضي الله . و قدرة الله تثبتنا في شركة الملائكة . و هكذا أن نرتقي من علو الى علو مصلين بإتضاع من أجل النياح من الخطايا تُعتلن لنا الأسرار الإلهية من ذاتها .
أما عن أمون الآخر فأخبر القديس إيرونيموس انه كان في طيبة و كان رجلاً عظيماً و أباً لثلاث آلاف راهب كانوا كلما ارادوا تناول الطعام غطوا وجوههم بملابسهم , و وجوههم مطرقة الى أسفل . و متى جلسوا الى المائدة حاولوا ان يأكلوا أقل قدر ممكن من الطعام , فغمسوا أيديهم في الأطباق و أعادوها الى أفواههم فارغة حتى يبدو أنهم يأكلون , فيما كانوا يكتفون بكسرة خبز و قدر زهيد من الطعام الموضوع أمامهم . و كانوا يحيون في صمت عجيب.