02 - 07 - 2012, 11:35 PM
|
|
|
..::| مشرفة |::..
|
|
|
|
|
|
جلس الأب في كرسيه وأمسك بالجريدة يقرأها وبجانبه كوب الشاي, كان وحده في المنزل ... لقد ذهبت زوجته وابنه وابنته إلى الكنيسة لحضور القداس. كانت الليلة هي ليلة عيد الميلاد المجيد ... لقد طلبوا منه وألحوا عليه كثيراً أن يأتي معهم ... أما هو فأبي .. لم يكن مقتنعاً بالتجسد. كيف لله أن يأخذ صورة أبن آدم .. الله العظيم الأبدي كيف يتنازل ويأخذ صورة العبد ؟؟!! لا, هذا مستحيل, كانت هذه الأفكار تدور في رأسه عندما سمع صوت ارتطام بزجاج الحجرة ... ثم تكرر الصوت عدة مرات متوالية .. !!!
قام من جلسته وفتح باب البلكونة فوجد ثلاث عصافير واقفون على السور وهما يكادوا أن يتجمدوا من البرد, وقد جذبهما نور الحجرة.
أشفق عليهم ودخل واحضر لهم بعض من فتات الخبز وقليل من حبات الأرز, ثم وضعه على أرض الحجرة علهم يدركوا أن هذا طعاما فيدخلوا من البرد وينجوا, ولكنهم لم يتحركوا, حاول أن يمسكهم فهربوا منه بالأكثر, أصدر صوصوة ليعطيهم الأمان فلم يستجيبوا.
احتار الرجل كثيراً وقال: " ليتني كنت عصفوراً فأستطيع أن أقول لهم أن الصندوق به طعاماً وأن الحجرة دافئة وأنني لن أضرهم ".
وما أن قال ذلك حتى صرخ صرخة عظيمه وجثا على ركبتيه وصلي: " آه يارب إذا كنت أنا قد أشفقت على ثلاث عصافير واشتهيت أن أكون مثلهم حتى أخلصهم من البرد والجوع, فكيف لا أصدق أنك أشفقت علينا وتجسدت لتخلصنا من الهلاك الأبدي .. كان لابد أن تتجسد لتظُهر لنا حب الله وتفدينا بدمك ".
انتهي قداس عيد الميلاد وفوجئ أولاد الرجل وزوجته بأنه قد أتي وحضر الصلاة واحتفل بعيد الميلاد.
"إما أنا فقد أتيت ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"
|