رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
]التجارب ما بين امتحان النفس وتزكيتها في واقع حياتنا الروحية نجد أن التجارب – من جهة امتحان النفس – تُلازم كل مَن يتمسك بروح الرب في واقع حياتنا الروحية نجد أن التجارب – من جهة امتحان النفس – تُلازم كل مَن يتمسك بروح الرب سائراً في طريقه حسب الدعوة الإلهية التي أتت إليه وقت افتقاد النعمة المُخلِّصة لقلبه حسب التدبير، فإبراهيم أب الآباء اُمتحن إيمانه بالشدائد ففي البداية دُعي دعوة من الله فيها ترك وتخلي عن أهله وبيته وعشيرته فلبى الدعوة تاركاً كل شيء وراءه، وحينما تقدم به الزمن امتحن الامتحان الأعظم حينما طالبه الله بتقديم ابنه وحيده الذي اتى في شيخوخته ولم يعزه عن الرب الذي أعطاه له فتزكى إيمانهن فصار خليل الله ودُعي أب الإيمان، لأن تبعيته لله كانت غير مشروطة ولا مرتبطة بشيء آخر سوى أن يفعل ما يُرضيه. فامتحان الإيمان هو تزكية للنفس التي تتقي الرب، لأن طوبى لمن يعرف نفسه لأن حياته تستقيم وسيره لا يعوج، ونتيجة هذه التجارب أي امتحان الإيمان هو اقتناء الإفراز ونوال نوعاً جديداً من السمو. أكتب هذا إليكم يا إخوتي كي تدركوا أن التجارب – من جهة امتحان الإيمان – تأتي للمؤمنين ليس بسبب نقص فيهم بل لتفوقهم، فإنه بغير التجارب التي تواجه النفس فهي لا تستطيع أن تصعد إلى موضع الرب خالقها لأنه لن يُعاين أحد الرب وهو متردد في الطريق وغير صريح في الإيمان، لأن من يُعاين الرب حسب إعلان الإنجيل هو الطاهر اليدين والنقي القلب والمملوء من روح القداسة والذي تزكى إيمانه مثل إبراهيم أب الآباء. أما من جهة التجارب الشريرة فهي ليست من الله، لأن الله لا يُجرب بالشرور، بل ولا يجرب أحد على الإطلاق ولا يسمح حتى بهذه التجربة، لكن التجارب الشريرة تأتي بسبب علة في القلب لأن الإنسان ينخدع من خطيئته وذكرياتها المريرة التي تحاول أن تشده إلى أسفل وترده لحياته القديمة، وهذه التجارب مفيدة للنفس جداً أن وعتها من جهة معرفة القلب وعلة النفس، لأنها تدفع الإنسان لكي ينهض ويجلس مطولاً في مخدعه وأمام كلمة الله الفاحصة للنفس، يُناجي الله بالإيمان ليُشفى من أوجاعه الداخلية ويتطهر من كل علل النفس الدفينة. وحينما يقاوم إبليس بإيمانه الصريح بالمسيح الرب الذي يُقيم الميت ويعطي قوة شفاء للنفس، ويرفض من قلبه الارتداد لعاداته القديمة بكل إصرار متمسكاً بالحياة مع الله متوسلاً في الصلاة أن يعينه الرب ويهبه قوة الانتصار، حينئذ يعطيه الرب غيرة التقوى الصالحة المملوءة سلاماً وتعقلاً ومثابرة، لأن الغيرة الأولى التي تبدأ في بداية علاقتنا مع الله، غالباً ما تكون غيرة عاطفية مندفعة، مضطربة وغير متعقلة، كما نلاحظها في كلمات القديس بطرس الرسول حينما اندفع في الكلام وقال للمسيح: "يا رب إني مستعد أن امضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت" ولكن كانت غيرة أولى لم تنضبط بعد وفي النهاية أنكر (أنظر لوقا 22 : 33 – 34) أما الغيرة الثانية الموهوبة من الله حينما ننتصر ونحن راسخين في الإيمان متمسكين بالإنسان الجديد رافضين كل ما هو قديم ومُذل للنفس ويُسقطها من النعمة، فهي أفضل وتولد في الإنسان القدرة على رؤية الأمور الروحية عندما يجاهد في معركته العظيمة ويصمد في مخدعه أمام الله حتى ينال معونة القوة العُليا، التي تُعطيه الصبر العظيم ليصمد ولا يهتز حتى ينتصر فيدخل راحة الله العميقة. فعلينا الآن أن نسعى لكي نقتني الغيرة الثانية الصالحة حتى نثبت في كل شيء، لأن الغيرة التي يكون الرب موضعها تلغي الشهوة الباطلة وتُزيل شيخوخة العجز التي للنفس الغير واعيه لخلاصها، وتجعل الإنسان هيكلاً للرب كما هو مكتوب: إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً(2كورنثوس 16:6) |
25 - 01 - 2017, 08:52 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: التجارب ما بين امتحان النفس وتزكيتها
ميرسى ربنا يبارك تعب محبتك
|
||||
25 - 01 - 2017, 10:36 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التجارب ما بين امتحان النفس وتزكيتها
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
25 - 01 - 2017, 01:06 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: التجارب ما بين امتحان النفس وتزكيتها
ميرسي كتير على مروركم الغالى
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مجالات امتحان النفس |
القديسة فوستينا ومعركة النفس أمام التجارب والمحن التي يسمح بها الله |
تسريب امتحان علم النفس نظام قديم.. |
امتحان النفس |
خداع الخطية وحرق قوى النفس – التجارب والشرور |