الحبار والأخطبوط والسبيدج وغيرها مجموعة من الرخويات التى تملك رأسا كبيرا محاطا بعدد من الأقدام الطويلة أو الأذرع والتى تعرف أيضا بالمجسات وهذه الأقدام تحمل ممصات أو خطافات أو كليهما معا ، ومعظم هذه الرخويات والتى تعرف برأسيات الأرجل تفرز سائلا يشبه الحبر تختزنه فى كيس خاص وتطلقه فى الماء عندما يهاجمها عدو ما وإضافة إلى ذلك تستطيع هذه الرخويات أن تغير ألوانها مثل الحرباء المتلونة حيث أن جلودها يجوى خلايا صبغية تحمل ملونات مختلفة تستخدمها أيضا عند الخطر.
ومن أشهر أنواع رأسيات الأرجل "الحبار" والذى يعتبر أمهرها فى السباحة ويمتاز بشكله الانسيابى ويسمى الحبار أيضا السبيط أو السيبيا ولطريقته فى الاندفاع داخل المياه يطلق عليه أيضا سهم البحار ، وتنقسم القدم عند الحبار إلى عشر أذرع اثنتان منهما أطول من الباقيات وهو يستخدم هذه الأذرع الحاملة للماصات فى القبض على فريسته أما عيناه فليس لهما أجفان وتبدو إلى حد كبير مثل عينى الانسان ، ويرشف الحبار الماء من خلال تجويف مركزى داخل جسمه ويخرجه عبر أنبوب مرن هو الممص وذلك عندما ينقبض الرداء ويقع هذا الممص فى مؤخرة الأذرع لذلك يشاهد الحبار وهو ينطلق إلى الخلف بسرعة كبيرة عندما يندفع الماء فى هذا الممص ويندفع الحبر أيضا عبر هذا الممص ، أما زعانفه التى هى امتدادات عضلية شبيه بأجنحة تخرج من الرداء فيستخدمها للتحكم فى اتجاهاته وقد تغيره فى الاندفاع البطئ نحو الأمام أو الخلف.
وللحبار أنواع عديدة منها العادى وهو أكثرها شهرة ويتواجد بكثرة فى السواحل الشرقية لأمريكا الشمالية وفى مياه البحر الأبيض المتوسط.
وللحبار أنواع مثل الحبار الطائر وهو الذى يشاهد أحيانا على سطوح السفن فى حالة الطقس العاصف وهناك أيضا الحبار العملاق وهو أشد أنواع الحبار هولا وضخامة ويعتبر أيضا أكبر اللافقاريات أو الحيوانات التى ليس لها عمود فقرى ويبلغ طوله الكلى بما فيه الجسم والأذرع خمسين قدما أو أكثر ويعيش فى عرض البحر ويسبح فى الأعماق بعيدا عن السطح وأحيانا تلقيه أمواج البحر على الشاطئ.
ومن الأنواع الأخرى لرأسيات الأرجل الأخطبوط والذى يشاع عنه أحيانا أنه حيوانا مرعبا وجسورا فى الهجوم ولكن الحقيقة عكس هذا فالاخطبوط حيوان جبان يختبئ طوال النهار داخل شقوق الصخور فى أعماق البحار ويتسلل ليلا للبحث عن فريسته وعندما يعثر عليها ينقض عليها فجأة بأذرعه الثمانية ويمنعها تماما من الهروب أو الحركة ويقتلها بفكية اللذان يشبهان المنقار ومع الفجر يعود للاختباء حتى لا يصبح هو نفسه فريسة لغيره من أحياء البحر مثل الحيتان وكلاب البحر والحنكليس.
وللأخطبوط رأس كبيرة وعينان مثل عيون البشر وحول الرأس تمتد ثمانية اذرع طويلة محاطة من كل جانب بصفين من الماصات وهو قادر على ثنى وطى جسده المطاطى الناعم داخل الثقوب والحفر الصغيرة فى الصخور ويستطيع أن يدب على أذرعه فى قاع البحر كما يستطيع السباحة أحيانا بارتشاف الماء ثم دفعه إلى الخارج.
ويبنى الأخطبوط ملجأ بين الأعشاب أو فى الرمال ويستطيع الأخطبوط تغيير لون جسمه مما يربك أعداؤه وأيضا إطلاقه ليلا من الحبر الأسود يضللهم به ويتغذى الأخطبوط على الأسماك والسرطانات وبلح البحر.
وإضافة إلى الحبار والأخطبوط هناك الاسبيدج والنوتوليوس ، والاسبيدج يعتبر من طائفة الحبار والأخطبوط ومن أنواعه الشهيرة الأسبيدج الصغير والذى طوله لا يتجاوز 15-25 سم ويفرز قوقعة داخلية من مادة كلسية.
أما النوتوليوس اللؤلؤى فيستطيع تكوين صدفه خارج جسده وكلما كبر أنتج مادة صدفية يغلق بها الحيز القديم الذى كان يسكن داخله ويبنى خيرا جديدا يسكن به ويظل يفعل ذلك حتى يكون صدفه ملتفة لؤلؤية بغرف عدة تشبه إلى حد ما حلزونا كبيرا ، ويعيش النوتوليوس اللؤلؤى فى البحار الدافئة شرق الأنديز ويتغذى على الحيوانات المائية الصغيرة.