القديس البار في الشهداء اندراوس الكريتي (+767م)
17 تشرين الأول شرقي (30 تشرين الأول غربي)
نشأ القديس اندراوس في جزيرة كريت وهو غير القديس اندراوس الدمشقي الكريتي، أسقف غورتينا، المعروف بأناشيده الكنسية وقوانينه (660- 740م).
القديس اندراوس الشهيد، الذي نحن في صدده، كان راهباً وكاهناً في آن. وقد أبدى منذ نعومة أظفاره غيرة مميزة على تراث الكنيسة.
انتهى إليه ما كان يقترفه الإمبراطور قسطنطين الخامس كوبرونيموس (471- 775م) بحق مكرمي الأيقونات، وسعيه إلى استئصال الأيقونة من التراث الكنسي، فخرج إلى مدينة القسطنطينية ليعترف بالإيمان القويم.
في القسطنطينية، كان الإمبراطور يقوم باستجواب الخارجين عن طاعته، في هذا الإطار، في القصر المسمى باسم القديس الشهيد "ماما". وإذ آلم اندراوس جداً ما كان يجري، ولم يطق الصمت، تقدّم من الإمبراطور وقال له بلهجة قاسية: "أمسيحي أنت يا جلالة الإمبراطور؟! لما لا تهتم بالجيش وتسوس الشعب بدل أن تضطهد المسيح وخدّامه؟!". بقي الإمبراطور لحظات صامتاً مدهوشاً إزاء جسارة هذا الغريب. ولما عاد إلى نفسه أمر به جنوده فقبضوا عليه.
لكن اندراوس تابع قوله منادياً: "إذا كنتم أنتم، حكام هذا الدهر، تعاقبون من يجسر على إهانة تماثيلكم وصوركم معتبرين الإهانة تطالكم أنتم، فكم تظنون يكون غضب الله وعقابه عليكم أنتم يا من تهينون وتحطمون أيقونات سيدنا يسوع المسيح وقديسيه؟!".
عند هذا الكلام، استبد بالإمبراطور الغضب الشديد فأنزل بأندراوس عقوبة الإعدام بعد أن أعمل به ضرباً وتعذيباً. فقضى اندراوس شنقاً وألقي جثمانه في موضع يسمى كريسيس كانت تلقى فيه جثث المجرمين. لكن رجالاً جاؤوا وأخرجوه سراً من هناك ودفنوه في مكان لائق.