هل تصح المناولة بدون اعتراف؟ أو ما هي علاقة الاعتراف بالمناولة؟
لا علاقة عضوية بين المناولة والاعتراف. يمكن للمرء أن يساهم القدسات دون أن يعترف بخطاياه. الحاجة هي إلى توبة دائمة. الإنسان غير التائب عن خطيئة ما، لا يوافقه أن يشترك في القدسات. طبعاً الأسقف أو الكاهن أو الأب الروحي يُعلِّم ويُنبّه، ولكن المؤمن نفسه هو الذي ينبغي أن يكون صاحياً منتبهاً حتى إذا ما وجد في نفسه خللاً، من جهة التوبة، امتنع عن مساهمة القدسات بصورة تلقائية لئلا تصير له القدسات دينونة. أما الاعتراف فيؤديه المؤمن متى دعت الحاجة إليه. هناك خطايا عادية نرتكبها كل يوم، مثلاً الحلفان، الكلام عن الآخرين، الثرثرة، الشراهة، ظن السوء وأمثالها، هذه كلنا معرّض لها كل يوم. فمتى كانت واردة فإننا نقاومها ونصلح أنفسنا ونستسمح عليها، ثم نساهم القدسات. الشرط أن نكون جديين في تعاملنا مع أنفسنا. مثل هذه الخطايا يمكن أن نعترف بها بصورة دورية لدى الكاهن، مرة في الشهر، أو مرة كل شهرين. والكاهن متى قبِل اعترافنا بها، فإنه يفرض علينا تكفيراً معيناً أو قصاصاً لأنه يرى شيئاً من التراخي من قبلنا حتى نصحو ونكون أكثر وعياً وانتباهاً. أما الخطايا غير العادية كالغش والسرقة والزنى والرشوة فمتى حصلت، فإننا نمتنع حالاً عن مساهمة القدسات، ونسعى إلى أداء اعتراف مناسب في شأنها في أقرب وقت. وما يقوله لنا الكاهن نخضع له. قد يحرمنا من المناولة فترة من الزمن، وقد يفرض علينا قصاصات مختلفة تساعدنا على توبة حقانية. ثم بعد ذلك يسمح لنا بمساهمة القدسات من جديد. (الأب توما بيطار)