حينما يصاب الطفل بالمرض فأن نفسه تُسد عن الطعام والشراب، فلا يأكل ولا يشرب حتى يصل لحالة من الهُزال والوهن الشديد ولا يقوى على الحركة، حتى أنه يتضايق نفسياً ويبغض الحياة ويمتلئ من كل رغبة في الموت، ومع كل هذا يرفض أن يذهب للطبيب ويأخذ الدواء الفعال لكي يتم شفاءه ويُقبل على الحياة من جديد، هكذا معظم هذا الجيل انسدت نفسه عن الحياة الحقيقية في المسيح يسوع، أصبح يتكلم كثيراً جداً ويبحر ويتوسع في المفاهيم الروحية واللاهوتية ويتعمق في العلم والمعرفة الكنسية، ويرد على المخالفين بكل قوة، مع أنه يتضور جوعاً ونفسه مسدودة عن الطعام والشراب النازل من فوق، فهو لا يستطيع أن يُصلي، وان صلى فصلاته هزيلة تنتهي قبل أن تبدأ، ويقرأ كلمة الله لا من اجل تنقية القلب بل من أجل المعرفة والمعلومة، فتاه منه الطريق وضل عن الحياة الحقيقية ولا يوجد له خبرة حقيقية في الطريق الضيق، ونسى نفسه وهدفه ضاع من امام عينيه، فهذا الجيل أن لم يدرك مصيبته فأنه لن يعرف حياته، وسيشارف على الموت ويصير منفصلاً عن الكرمة الحقيقية.
فلنحذر وننتبه لحياتنا جداً وننظر لمخادعنا وصلواتنا أن كانت مختفيه ولا توجد، أو قليلة وضعيفه فلنستفيق وننهض فوراً ونغلق كتبنا وكل وسائل التواصل الاجتماعي لكي ندخل مخدعنا ونعمل تواصل حقيقي سماوي مع راس الكنيسة شخص ربنا يسوع ونعود لشركة القديسين في النور، حتى نصير مُعافين وفي ملء القوة والعافية الروحية، وتنفتح اعيننا لنستطيع ان نُبصر جيداً فنخرج القذى من عيون أخوتنا، فاحذروا يا إخوتي لأن للمعرفة زهوها الخاص وجاذبيتها ورونقها، أن لم تتحول فينا لحياة حقيقية ونمتلئ من محبة الله ونحفظ الوصية ونحب المخالفين لنا في الرأي والفكر بل وأعداءنا ونصوم ونصلي لأجلهم، فأننا سنصير مرفوضين نحيا في تيه وتغرُّب عن مسيح القيامة والحياة.
صدقوني المعرفة لن تنفع أحد فينا أن لم يكن الهدف أن نُشفى ونصل بها للحياة الأبدية، فهل تُريد ان تُعلِّم غيرك وتوصل له التعليم الصحيح في التقوى، حب الرب من كل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد واختبء في مخدعك، وفقط عيش كما يحق لإنجيل المسيح وكثف صلواتك وقراءة كلمة الحياة للبنيان وليس لكي تصد فكر المخالفين، لأنك ان لم تحيا هكذا فاعلم انك خبت من النعمة المُخلِّصة، فتب ولا تترك نفسك في يد العدو لأنه يغير شكله لصورة ملاك نور وهدفه أن تترك صلاتك وإنجيلك لأجل بنيان نفسك داخلياًن لذلك يقويك ويشجعك على المعرفة لكنه يفصلك عن الحياة تماماً.