منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 12 - 2016, 07:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

القدّيس باسيليوس الكبير
رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية
القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية



القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية
(‎‏+379م)

تراث قداسة:
ولد القدّيس باسيليوس الكبير أواخر العام 329م أو أوائل 330م. العائلة التي احتضنته كانت مميّزة بتراثها وسيرتها ومواهبها ومكانتها. عنوانها كان التقى والولاء للرّب يسوع. ولها الحياة النسكية فخر واعتزاز. جده من جهة أمه شهيد للمسيح وجداه من جهة أبيه معترفان. صودرت ممتلكاتهما ولجأا إلى جبال سبسطيا وكانت الأيائل تطعمها كما جاء على لسان القدّيس غريغوريوس اللاهوتي (الحديث 20). ورد ذكرهما كقديسين في بعض التقويمات في 14 كانون الثاني.
أمّا قدّيسنا فأنشأته جدتّه مكرينا الكبرى على الفضيلة لما كان عندها في منزل ريفي في قيصرية الجديدة في البنطس. مكرينا الكبرى كانت أيضاً قدّيسة تتلّمذت على يد القدّيس غريغوريوس الصانع العجائب (17 تشرين الثاني). وقد شهد هو نفسه لها، في غير مناسبة. أنّه لم ينس طيلة حياته ما خلفته في نفسه مواعظ جدّته ومثالها الطيب.
رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2016, 07:17 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية

كذلك كان والداه مميزين. والده باسيليوس الأكبر كان فذاً في علمه، لاسيما في البيان والخطابة، راقياً في روحه.
القدّيس غريغوريوس اللاهوتي يصفه بـ «معلّم الفضيلة في إقليم البنطس». كانت له أملاك واسعة في ثلاثة أقاليم في آسيا الصغرى، وسرّى اعتقاد بين الناس أنّه صانع عجائب. أمه أمّاليا كانت ورعة صالحة جميلة بين النساء. وقد أنجب الزوجان عشرة أولاد، خمسة ذكور وخمس إناث. يعيد لهما في بعض التقويمات في 30 أيار.
خمسة من أولادهما صاروا قديسين. فبالإضافة إلى قدّيسنا المعيد له اليوم، عندنا نكراتيوس وغريغوريوس أسقف نيصص وبطرس أسقف سبسطيا ومكرينا المدعوة الحكيمة. ويفيد القدّيس غريغوريوس اللاهوتي أن بقية أفراد الأسرّة لم ينقصوا عن إخوتهم في سلامة الطوية والسيرة النقية ولو اختاروا الحياة الزوجية.

  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2016, 07:17 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية


قيصرية الكبادوك:
كانت ولادة القدّيس باسيليوس في قيصرية الكبادوك. الكبادوك معناها «ذات المنظر المستدير». وهي ناحية شاسعة من نواحي آسيا الصغرى. تحيط بها أرمينيا من الشرق وكيليكيا من الجنوب غلاطية وليكاؤنية من الغرب والبنطس من الشمال.
الكبادوك تسمية أطلقها الفرس. قبل ذلك عرف سكانها بـ «السوريين» أو «السوريين البيض».
طولها التقريبي حوالي 400 كلّم. كانت تعتبر واحدة والبنطس. يصل بعض قممها إلى ما يزيد على الألف من الأمتار علواَ. فيها الكثير مما يشبه الأبراج الصخرية المسننة والبساتين. بردها في الشتاء قارص وحرّها في الصيف لاهب وربيعها طوفان وبرد ورياح شديدة. مشهورة بأحصنتها والتندر الساخر لشعبها. يتّسم شعبها بالجد والصرامة والرقة في آن. كان يحلو لجيرانها أن يخبروا بشأنّها أن أفعى لسعت كبادوكياً فماتت الأفعى. وكانت لسكانها لكنة فظة قاسية على آذان الهيلينيين.
أمّا قيصرية فكانت العاصمة المدنية والكنسية لكبادوكيا.

  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2016, 07:17 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية

سكانها،
في ذلك الزمان، كانوا في حدود النصف مليون. وهي مدينة مهمة فسيحة رخامية الأعمدة. غنية بقصورها. تزدان بالجنائن المعلّقة. وتقع على الطريق الروماني الواصل أفسس بالمشرق. عند سفح جبل أرغايوس، وسينوبي ببابل والفرات. تجارتها واسعة مزدهرة. تتفاعل فيها تأثيرات حضارية شتّى، فارسية وسورية وهيلينية. في هذا المناخ الطبيعي والإنساني والحضاري ترعرع قدّيسنا.

  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2016, 07:18 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية

نشأة القدّيس ودراسته:
كان القدّيس باسيليوس معتل الصحة منذ طفوليته. وقد ذكر أخوه، القدّيس غريغوريوس النيصصي، أن مرضاً خطيراً أصابه وهو صغير كاد أن يقضي عليه لولا صلوات أمه وتضرعاتها. طفولته الأولى كانت في حضن جدتّه. كما ذكرنا، ثم اهتمت به أخته الكبرى مكرينا، رباه والداه على محبة الكلّمة وجمال التعبير وحسن الأداء.
فلما رقد أبوه تردد على دور العلم في قيصرية لبعض الوقت ثم انتقل إلى القسطنطينية وقيل إلى أنطاكية أيضاً. ويبدو أن احد معلميه كان ليبانيوس المعروف الذي شهد أنّه كان يشعر بالغبطة كلّما سمعه يتكلّم. سنة 351م طلب العلم في أثينا حيث أقام خمس سنوات يدرس على كبار معلمي زمانه التاريخ والشعر والهندسة وعلم الفلك والمنطق والبلاغة والبيان والفلسفة والطبابة العملانية. ويظهر أن باسيليوس تمكن جيداً مما تعلمه وبرز فيه.

  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2016, 07:18 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية

نقطة تحول:

في حدود السنة 351م، لما غادر القدّيس باسيليوس إلى أثينا لمتابعة دراسته تحوّلت أخته الكبرى مكرينا إلى البيت العائلي في «أنيسي» فحوّلته ديراً منشئة رهبنة نسائية. كانت قد التزمت العفة بعدما توفي خطيبها. وقد انضمت إليها والدتها أمّاليا التي أخذت تعامل إماءها كمساويات لها، ورافقها بطرس، أصغر الأبناء، فيما اعتزل نكراتيوس برفقة خادم في مكان ما من البنطس وسلك في الفضيلة.
فلما عاد باسيليوس إلى قيصرية اكتشف تغييرات جمة حصلت في محيطه العائلي: قسم من أحبائه صار رهباناً! لم يبال أول الأمر. ويبدو أنّه صار أستاذاً في البيان والخطابة في جامعة قيصرية حيث راج صيته فانتفخ. شواهده برمتها كانت من التراث الكلّاسيكي الأدبي والفلسفي. فخشيت عليه أخته مكرينا واتهمته بالاستكبار واحتقار الناس والإدعاء. فأثر كلّامها فيه ولكن ليس إلى حد تغيير وجهة سيره. كانت الحاجة إلى صدمة أكبر تصيبه فتخرجه من سباته وغروروه. وحلت به الصدمة! فجأة رقد أخوه نكراتيوس الذي كان يصغره بسنة أو اثنتين. وكان أكثر إخوته جمالاً وأشدهم بأساً وأحدهم ذكاء وأوفرهم مواهب. خرج ليصطاد سمكاً فأعيد ميتاً. كأنما ضربته الصاعقة! لم تظهر عليه علامات المرض ولا كان ما يشير إلى إمكان وفاته.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2016, 07:19 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية

إذ ذاك بان لباسيليوس بطلان ما حصّله في أثينا وما سار عليه، فجلس عند قدمي أخته مكرينا يتعلم منها سرّ التخلي وحياة الفضيلة. ثم اقتبل سرّ العماد. معمودية الأطفال كانت ممارسة في ذلك الزمان، ولكن كانت ممارسة أيضاً عادة تأجيل المعمودية إلى سن متأخرة لأن الاعتقاد القوي كان أن من أزمع على المعمودية طلق حياة الخطيئة بالكلّية وسلك في حياة الفضيلة وإلا خسرّ النعمة الإلهية.
وقد روى القدّيس باسيليوس قصة هدايته في الرسالة 223 فقال: «بعد أن أمضيت زمناً طويلاً في الأباطيل وصرفت عهد شبابي في الكد والجد في تحصيل العلوم وبلوغ حكمة تنكرها الحكمة الإلهية، صحوت يوماً كما يصحو النائم من رقاد عميق، ولمحت النور الباهر المشرق من تعليم الإنجيل. فعرفت بطلان الحكمة التي كنت قد تعلمتها وأدركت فراغها وزوالها وأسفت أسفاً شديداً على ما مر من عمري حتى الآن... فتشت عن صديق يدلّني على طريق التقوى... وأصبح جل اهتمامي أن أعمل على إصلاح أخلاقي بعد أن أفسدها طول اختلاطي برفقاء السوء. ثم قرأت الإنجيل ورأيت أن لا سبيل إلى بلوغ الكمال إلا بأن يبيع المرء ما له ويعطي الفقراء نصيبهم ويتخلّى عن مطامع الحياة جميعها حتى لا يبقى للنفس ما يعكر صفوها من كلّ ما في الدنيا...»
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2016, 07:19 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية


نحو الرهبنة:

اتصل باسيليوس بأفسطاتيوس السبسطي الذي كان معروفاً، يومذاك، في الأوساط الرهبانية، بنظرياته وطريقته المتشدّدة. ولعل إرشادات أفسطاتيوس هي التي شجّعته على القيام برحلة إلى المراكز البارزة للحياة الرهبانية في العالم المسيحي. مصر وفلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين فزار كبار المتوحدين المعروفين في ذلك الزمان كما أقام في الأديرة المعروفة. أذهله تقشّف النسّاك وعكوفهم على الصلوات الطويلة. والحق أن رحلته هذه نفعته نفعاً كبيراً. إذ أنّه أطّلع على مختلف أنماط الحياة النسكية ووقف على مبالغات بعض الرهبان التي اعتبر، كما ذكر هو فيما بعد، أنّها تتخطى حدود الحرص والحكمة. كذلك مكنّته المعطيات التي اجتمعت لديه من تبين مخاطر العزلة الكاملة وضرورة إيجاد طريقة تجمع، في آن، ما بين المرونة والدقة بحيث تحافظ على خير ما هو موجود وتنمية وتجتنب ما هو مشكوك فيه وتلغيه. فلما عاد إلى بلاده في الكبادوك بدا مستعدًّا للخوض في خبرات وتأمّلات رهبانية أبرزت اتجاهاته الشخصية في هذا الشأن.

  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2016, 07:20 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية


رهبنته:
اختار القدّيس باسيليوس، بعد جهد، مكاناً اعتبره أكثر الأمكنة التي عرفها ملاءمة للحياة الرهباينة: أيبورا الواقعة على ضفة نهر إيريس مقابل أنيسي حيث أنشأت أخته مكرينا ديرها. هكذا وصفه: «... مكان يتوافق تماماً ورغبتي الشديدة في النسك والعزلة... هناك جبال عالية تكسوها الأشجار المختلفة، تشق سفوحها وأعماقها وديان متعرجة. تنبسط عند أقدامها سهول خصبة تتفجر منها أنّهار وجداول... مثل جزيرة لا يضاهيها جملاً وروعة ولا حتى جزيرة «كالبسو» التي تغنّى بها هوميروس. وعلى مرتفع، وسط هذه البقعة، يقوم منسكي الذي يشرف على كلّ تلك الأرجاء... النهر يجري هادراً وتنظر الأزهار المتنوعة وتسمع تغريد الطيور الممتزج بخرير الماء. لكن المهم... تلك العزلة التي أتمتّع بها... بعيداً عن ضجيج العالم. ولا يأتيها الزوار إلا نادراً.
لم يُقم باسيليوس في المكان وحيداً. انضم إليه بعض طلاب الحياة الرهبانية وكذلك، ولو بعد تردد، صديقه الصدوق القدّيس غريغوريوس اللاهوتي.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2016, 07:20 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,071

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية

ذكر باسيليوس ما كان يقوم به في الموضع فحصر اهتماماته في أربعة: الاختلاء، الصلاة الممتزجة بالنشيد والتسبيح، قراءة الكتاب المقدّس وكتب الآباء والتأمل. ولكن، تحدّث سواه عن نسكه فأورد أخوه القدّيس غريغوريوس النيصصي أنّه « لم يكن يملك إلا رداءً واحدًا وثوبًا واحدًا وخشبة وبساطًا يفرش على الأرض. وكان يأكلّ فقط الخبز والملح والأعشاب البرية ويشرب، ليطفئ ظمأه، الماء العذب النابع من الجبل.وهكذا، هذا الإنسان الذي تربّى في الغنى والبحبوحة كان في هذه العزلة ناحل الجسم، شاحب الوجه بسبب الصوم. عائشاً دون امرأة ودون خيرات البتة. كما أضحى دون لحم يغطّي جسمه ودون دم يجري في عروقه...»
وقد ورد أن باسيليوس وصديقه غريغوريوس كانا يعملان بأيديهما ويحملان الحطب وينقلان الأثقال وأن آثارها بقيت على أيديهما طويلاً. كذلك قيل أن الخبز الذي اعتادا تناوله كان جافاً وسيّء الصنع وشاق المضغ. كان القدّيس باسيليوس في رهبنته، ويمكنك القول في حياته، عنيفاً حيال نفسه. كان يطيب له أن يستشهد بمتى الرسول القائل: «ملكوت السموات يُغصب والغاصبون يختطفونه» (12:11). فولاذي المعدن كان. بعض المعلّقين قال أنّه بدا في مشيته كما لو كانت الأرض ملكاً له. وما سار عليه طالب به رهبانه. لم يطلب من الآخرين غير ما التزم هو به.
اهتم القدّيس باسيليوس بالرهبنة المشتركة ووضع لها قواعد تحكمها. ولنا منه القوانين المطولة الخمسة والخمسون والقوانين المختصرة الثلاثمائة والثلاثة عشر. موهبته كمشرع كانت فذّة. لكنه لم يغفل أهمية المناسك قريباً من الأديرة المشتركة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك‎
القدّيس باسيليوس الكبير وسيامته رئيس أساقفة
القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك‎ ‎‏(+379م)‏
تصميمات للقديس باسيليوس الكبير رئيس اساقفة قيصرية الكبادوك
خطاب للقديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك


الساعة الآن 01:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024