تذكار أبينا البار استفانوس
سراج القسطنطينية الجديد
(+912م)
ولد في المدينة المتملكة، القسطنطينية. من أبوين تقيّين فاضلين، زكريا وثيوفانو. قيل إن أمه لما كانت حاملة به كانت تكتفي من الطعام بالخبز والماء والخضار. لهذا السبب، كما ورد في سيرته، أبدى استفانوس ميلاً غير عادي إلى الصوم والإمساك. وقد جعل الرب على صدره. منذ الولادة، صليباً مضيئاً، إشارة إلى الصليب الذي كان مزمعاً أن يأخذه على عاتقه في كبره حباً بالرب يسوع المسيح.
حوالي العام 843م رسم البطريرك القسطنطيني مثوديوس زكريا، والد استفانوس، كاهناً على الكنيسة الكبرى، كنيسة الحكمة المقدّسة. واستفانوس نفسه قارئاً. وما أن بلغ قديسنا الثامنة عشرة حتى توفي والده. فما كان من استفانوس سوى أن انكفأ في كنيسة صغيرة على اسم القديس الرسول بطرس ليتفرغ للصوم والسهر والصلاة المتواصلة. وقد أجاد حتى أن الرسول بطرس ظهر له وباركه وعبّر له عن فرحه به. ثم بعد ثلاث سنوات انتقل إلى كنيسة القديس انتيباس. هناك أيضاً أبلى في جهاداته بلاء حسناً وحظي ببركة صاحب الكنيسة شخصياً. في ذلك الوقت كان استفانوس قد امتلأ فضيلة وصار لا يأكل إلا بعض الخضار مرة أو مرتين في الأسبوع. وقد منّ عليه الرب الإله باجتراح عدد كبير من الآيات والعجائب.
بعد ذلك سيم استفانوس كاهناً وبقي مستغرقاً في سكونه. سنة 879م دمّر زلزال كنيسة القديس أنتيباس فاستعاض قديسنا عنها بحفرة رطبة مظلمة تشبه القبر أقام فيها.كان الموضع غير صحي لكن استفانوس لازمه غير مبال فسقط شعره وسقطت أسنانه ويبس جسده. اثنا عشر عاماً قضاها قديسنا في هذا الاستشهاد الطوعي. فلما خرج من هناك لبس الإسكيم الرهباني وتابع جهاداته. لم يعد يقيم الذبيحة الإلهية إلا في الأعياد السيّدية. وقسى على نفسه أيضاً بأصوام إضافية. داوم استفانوس على النسك، على هذا النحو، خمسة وخمسين سنة إلى أن رقد بسلام في الرب سنة 912 عن عمر ناهز الثالثة والسبعين.
عيد تجديد هيكل القيامة
يشير هذا العيد، كما يبدو، إلى كنيسة القيامة في أورشليم. هذه نعيّد لتجديدها أيضاً في 13 أيلول. الخدمتان، هنا وهناك، متمايزتان، لكنهما متشابهتان. ولعل العيدين دخلا، في الأساس، في ظرفين مختلفين أو ربما في موضعين متباينين، ثم التقيا في ميناون واحد. أنى يكن الأمر فموضوع العيدين واحد.
ما هي بعض المعاني المفيدة الواردة في خدمة اليوم؟
1- اليوم تم تجديد هيكل القيامة. المؤمنون رفعوا فيه تقدمات سرية شريفة. الرب يبتهج به ويقدسه بنعمته الكاملة في ذاته، أما نحن فنسأل من أجل الذين قدموه ويقدمونه باستقامة “للتنقية من الآثام والرحمة العظمى” (صلاة الغروب. ذكصا الأبوستيخن).
2- في هيكل سليمان كانت تقدم الحيوانات رسماً للهيكل الذي اقتناه الرب بمشيئته بدمه الخاص. أي هيكل هو هذا الذي ابتاعه ابن الله بدم نفسه؟ المؤمنون به! الكنيسة! أنتم هيكل الله”. فإذا ما اعتاد اليهود قديماً استرضاء الله بدم الحيوانات فنحن بدم يسوع، وبه نسأل من أجل “الروح المستقيم: طالما أننا هيكل الله وروح الله ساكن فينا.
3- تجديد الهيكل إنما يشير إلى تجديد الروح في المؤمنين ويتضمنه. لذا نسأل في القنداق من أجل تجديد الروح في القلوب والاستنارة في الأحشاء. ونسأل أيضاً من أجل تقديس حواس النفس (صلاة الغروب. ذكصا للتجديدات على يا رب إليك صرخت).
4- كيف نكرم تجديد الهيكل؟ نكرمه بإضاءة مصباح النفس بزيت الرحمة (صلاة الغروب – القطعة الثالثة على يا رب إليك صرخت). نكرمه بخلع الإنسان العتيق والسير في حياة جديدة، بلجم كل ما ينشئ لنا موتاً، بتهذيب أعضاء النفس والجسد، بمقت الخطيئة التي هي مذاقة العود الرديئة، بعدم السماح لأنفسنا أن نتذكر حياة الخطيئة التي سبق لنا السلوك فيها إلا لنفر منها. هكذا يتجدد الإنسان وهكذا يكرم يوم التجديدات (صلاة الغروب – القطعة الثانية على يا رب إليك صرخت. خدمة 13 أيلول).
5- عيد اليوم، بكلمة، توجزه قطعة الأكسابستلاري، ومنها نفهم أن ما قيل في تجديد هيكل القيامة في أورشليم. يقال في تجديد هياكل الله بعامة لأن الموضوع أولاً وأخيراً هو الكنيسة، جسد المسيح.
“أيها الكلمة الصالح. جدد بالروح الكنيسة الموقرة الكلية التعجب والإكرام. التي اشتريتها بدمك الطاهر. وزينتها بالأشعة الإلهية. يا من تُمجّد بالمجد. المقيمين عيد تجديد هيكلك باستحقاق”.