بقي في المدينة ولم يُرد أن يتركها. لم ينزعج قط عندما اطّلع على كلّ ما جرى. بعد إلحاح الأكثرية انسحب إلى مكان ليس ببعيد عن المدينة. كان يقضي نهاره وليله بالصلاة من أجل البشر ومن أجل الكنائس. تراءت له رؤيا قبل ثلاثة أيام من تقييده وهو يصلّي. رأى وسادته تحترق فقام إلى رفقائه وقال لهم "سأحرق حيًا". ولما كان طالبوه يُلحّون في طلبه انتقل إلى مكان آخر. وصل الشرطة إلى مكأنّه القديم. ألقوا القبض على شخصين فاضطر أحدهم تحت طائلة التعذيب أن يعترف. وصلوا إلى المكان. كان بوليكربوس يرقد في غرفةٍ في الطابق الأعلى من البيت. كان بإمكأنّه أن ينتقل إلى مكان آخر إلّا أنّه لم يُرد مكتفيًا بالقول "لتكن إرادة الرّب". عندما سمع صوت الشرطة نزل من غرفته وأخذ يخاطبهم فأثارت شيخوخته بهدوئها إعجابهم. دعاهم وقدّم لهم في تلك الساعة المتأخّرة من الليل طعامًا وشرابًا، ورجّاهم أن يسمحوا له بساعةٍ ليصلّي بحريّةٍ فوافقوا.