تواضع العظماء البطريرك يطلب من ابنه ان يسامحه
لم يعرف الأقباط شيئاً أسمه عصمة إنسان ما عدا الرب يسوع له المجد وعلى هذا فإن الآباء الكهنة والمطارنه والاباء البطاركة ليسوا معصومين من الخطأ وأنهم بشر .. لأنهم ليسوا أقل من رسل وتلاميذ المسيح الذين أخطأوا ايضاً , وقد كان البطاركة يعترفون بخطأهم جهاراً دون تردد ودون زعم أو تبرير للخطأ الذين وقعوا فيه .
وحدث ذات مرة ان سافر قداسة البابا كيرلس الرابع إلى أثيوبيا في سنة 1856م لحل مشكلة الحدود بين مصر والحبشة موفدًا من قبل سعيد باشا.
وكان سفره مفاجئة لأولاده إذ لم يعلموا به إلا عند سفره فولى المعلم برسوم واصف ادارة المدارس القبطية فى غيابة وعند عودتة وشى البعض بالسوء عن المعلم برسوم للبابا كيرلس عن ادارتة للمدارس اثناء غيابة
وأحس هذا الارخن العظيم أن باباه غاضب عليه فترك الكنيسة القبطية وذهب ليصلى فى كنيسة الأرمن فلاحظ البابا غياب أبنه فكتب فى الحال خطاب هذه الكلمات ...
تحريت عن الموضوع فوجدت نفسى مخطئاً ومغشوشاً فأرجوا مسامحتى لأننى لم أكن معصوماً عن الخطأ إذ لم أخرج عن كونى بشرياً ..
وختم الخطاب بتوقيع
الحقير كيرلس
ولما لم يستجيب المعلم برسوم الى خطاب البابا عاد قداستة فكتب له مرة ثانية مترجيا
وقال له إن كان الأوفق حضوركم عندنا بوقت معلوم لنتكلم شفاهياً وما تغير قلبنا أبداً وإن كنا قلنا شئ فهو ليس مغايراً للطبيعة بل نحن وأنتم بشر وأنا واحد خاطئ وربنا يرحمنا جميعاً وبالفعل حضر المعلم برسوم للدار البطريركية وتصالح مع البطرك
وبهذه الروح سار أبائنا القديسين ..
روح الحب والتواضع وعدم المكابرة