10 اقمار يمكن أن يستعمرها الإنسان
عندما نتحدث عن مستعمرات الإنسان التى نشأت في الفضاء، فربما نفكر في كوكب المريخ هذا الكوكب الساحر الذي يسمى بالكوكب الأحمر الذي أبهر العالم منذ ألاف السنين، وكالة ناسا والعديد من الشركات الخاصة الأخرى تبذل محاولات جادة لإستعمار هذا الكوكب في غضون عقود ، و لم يفكر احد فى استعمار اقمار الفضاء الخارجي ،ومع ذلك، هناك عدة اقمار في جميع أنحاء النظام الشمسي التي تبدو مناسبة تماما بالنسبة لنا لإقامة المستعمرات، وهناك علامات من الماء موجودة على بعض من اقمار الفضاء لذلك يمكن أن نجد هناك حياة حتى لوكان على شكل ميكروب، فهل هذه الأقمار هى مجتمع خاضع للإستعمار، وهناك عشرة اقمار يمكن تسميتها منزل البشر المستقبلي.
10-أوروبا
ليس فقط هناك فرصة جيدة بأن البشر سوف تكون قادرة على العيش في أوروبا احد اقمار الفضاء، ولكن من الممكن أيضا أن تكون الحياة موجودة بالفعل هناك، فأوروبا هو واحد من اقمار عديدة لكوكب المشترى، وقمر أوروبا لديه قشرة جليدية سميكة، والذي يعتقد أن هناك محيط تحت هذه القشرة، كما أن لديه لب داخلي صخري، والذي يمكن أن يساعد في إنتاج البيئة الصحيحة لدعم الحياة الغريبة، سواء كان ذلك الميكروبات البسيطة أو المخلوقات الحية الأكثر تقدما.
دراسات المحيطات المتوقعة، وكيف دورات الأكسجين والهيدروجين سيكون مؤشرا جيدا للفرص الحقيقية للحياة في أوروبا احد اقمار المشتري، وكذلك كيفية إمكانية البشر أن تكون قادرة على الإستعمار الحقيقي للقمر، وتأمل ناسا ما اذا كان الماء يتفاعل مع اللب الصخري من القمر، والتأكد من أن التفاعل ينتج عنه كل من الحرارة والهيدروجين مثل العملية التي تحدث هنا على الأرض، ودراسة تأكسد القشرة الثلجية سوف تكون مؤشر على كمية الأكسجين المنتجة ومقدار ما يندفع من الأكسجين الي المحيط في الأسفل.
تعتقد وكالة ناسا أنه سوف يتم دراسة قمر أوروبا كأحد اقمار المشترى التى يمكن العيش عليها أكثر من ذلك بكثير عن كثب بحلول عام 2025، والتي سوف تكون الطريقة الوحيدة لتحديد نظرياتهم، كما أن هناك دراسة قريبة للكشف عن وجود براكين نشطة تحت السطح الجليدي، حيث أن البراكين تزيد من فرص الحياة على سطح القمر، وذلك لأنها ترسل الماء المرتبط بالمعادن الحيوية داخل المحيط.
عندما تتمكن ناسا من الحصول على نظرة فاحصة عن قرب على قمر أوروبا الذى يعتبر احد اقمار الفضاء الصالحة للحياة، فإنها سوف تنفذ مجموعة متنوعة من الأبحاث التي سوف تساعدها في البحث عن ما يكمن تحت سطح القشرة الثلجية، والرنين المغناطيسي ينبغي أن يوفر للعلماء القراءات التي سوف تتيح لهم معرفة مدى سمكة القشرة الجليدية وأيضا تقدم معلومات عن عمق المحيط كما تعين ملوحة الماء، وسوف يستخدم العلماء أيضا تكنولوجيا الرادار في اختراق القشرة الجليدية السميكة والتي ينبغي ان تكشف أي انشاءات موجودة بالأسفل.
9-تيتان
علي الرغم من أن القمر تيتان يوجد في النظام الشمسي الخارجي، إلا أن القمر تيتان وهو التابع لكوكب زحل واحد من اقمار الفضاء المناسبة للإنسان، والعديد من الناس يعتقدون أنه احد من اقمار زحل التي يجب أن تستعمر في المستقبل.
البشر ما زالو يتطلبون أجهزة التنفس حيث أن الهواء الجوي أصبح غير قابل للتنفس، ولكن هناك على قمر تيتان سوف لا يكون هناك حاجة الى ارتداء بزات رواد الفضاء، ولكن سوف يكون هناك احتياج الى ارتداء ملابس واقية من درجات الحرارة الباردة بشدة، حيث تبلغ درجة الحرارة في المتوسط -179 درجة مئوية، والجاذبية هناك سوف تكون أقل قليلا من جاذبية قمرنا، والتي تجعل المشي هناك غير ملائم.
انتاج الغذاء على سطح قمر تيتان احد اقمار زحل سوف يتعين بمساعدة الأضواء الصناعية، حيث أن القمر تيتان يستقبل ما بين 1/300 الى 1/1000 من كمية الضوء التي يستقبلها الأرض، وهذا يتوقف على مقدار الغطاء السحابي ، وهناك الكثير من الغيوم التي تعمل على حماية القمر من عوامل الطبيعة، وعلى الرغم من عدم وجود ماء على القمر، إلا أن القمر يحتوى على غاز الميثان السائل، وعلى ذلك اعتقد كثير من العلماء أن هناك حياة على القمر والتى تقوم على الميثان بدلا من الماء.
هناك العديد من البحيرات والأنهار من غاز الميثان السائل، وكثير من الجبال الشاهقة، كما أن قمر تيتان احد اقمار الفضاء التى يمكن العيش عليها يوجد على مسافة قصيرة جدا من كوكب زحل، حيث أن الكوكب سوف يكون مرئي بشكل دائم وهذا يتوقف على كثافة السحب، وسوف يشكل الكوكب حوالى ثلث السماء.
8-ميراندا
على الرغم من أن تيتانيا أكبراقمار كوكب أورانوس، إلا أن القمر ميراندا يعتبر من أصغر خمس اقمار كبيرة لهذا الكوكب، وقد يثبت أنه أفضل مكان لإنشاء مستعمرة، وهناك العديد من التصدعات منحدرة على أعماق كبيرة جدا، وفي بعض الحالات تقترب من 12 مرة عمق أكبر من الجراند كانيون أو الأخدود العظيم الذي يوجد على الأرض، والقمر ميراندا يمكن أن يوفر أماكن مثالية للهبوط عليه وانشاء قاعدة تحمى بعض الشيء من العوامل الخارجية، والتي تشتمل على الشحنات والجسيمات المشعة التي ينتجها الغلاف المغناطيسي لأورانوس، والقمر ميراندا لا يوجد لديه غلاف جوى لتوفير أى حماية من هذه الجسيمات.
يوجد الجليد على القمر ميراندا بوفرة، ويخمن علماء الفلك والباحثين أن تركيب ميراندا يشابه تركيب القمر أوروبا احد اقمار الفضاء الصالحة للحياة ايضا، وهناك احتمال أن الماء السائل يوجد تحت طبقات الجليد، وهو أمر ليس من المرجح أن يكون معروفا على وجه اليقين حتى يتم دراسته على مسافة أقرب بكثير من التي درست حاليا، والماء السائل يشير الى النشاط الجيولوجي تحت السطح، على الرغم من أن ميراندا بعيد جدا عن الشمس حيث أن حرارة الشمس تحتفظ بالماء في الحالة السائلة تحت السطح، إلا أن كل هذا ليس سوى مجرد نظريات، وميراندا يعتبر احد اقرب الأقمار الى كوكب أورانوس وهناك تتابع من المد والجزر قوي كافي لإثارة النشاط الجيولوجي.
اذا تم انشاء مستعمرة للإنسان على ميراندا احد اقمار اورانوس الصالحة للعيش وحيث أن جاذبية هذ القمر منخفضة جدا، فهذا يعني أن أي من الباحثين اذا سقطو من المنحدرات الكبير أو الوديان العميقة فإنه سوف يأخذ دقائق للوصول الى القاع، والهبوط سوف يكون أبطأ بكثير من على الأرض أى أن هذه المنحدرات قد لا تكون قاتلة.
9- انسيلادوس
ووفقا لبعض الباحثين ليس فقط القمر إنسيلادوس أحد اقمار زحل الرئيسية، ولكنه أيضا مكانا جيدا لاقامة مستعمرة ومراقبة الكوكب الحلقي، وقد يكون أيضا من أكثر الأماكن احتمالا لدعم الحياة بالفعل.
يغطى إنسيلادوس احد اقمار زحل بالجليد، وقد لوحظ أن هناك قذائف من الجليد تقذف عاليا في الفضاء من نافورات تشبه ينابيع الماء الساخنة، وقد تم جمع العينات وتحليلها من قبل المركبة الفضائية كاسيني، والتي كشفت عن الماء السائل والنيتروجين والكربون العضوي، وهذه العناصر تعتبر مصدر للطاقة وهي ضرورية لبناء الحياة، والخطوة التالية هي اكتشاف العلماء ما اذا كان هناك كائنات معقدة تختبيء تحت طبقات الجليد، والنتائج الأولية لمكونات الأعمدة والتي تشبه الريش جعلت من إنسيلادوس أكثر جاذبية للعلماء.
واقتنع العلماء أن أفضل مكان لإقامة قاعدة على الجليد سوف تكون قريبة من انشاء الأعمدة الضخمة والتي يوجد عندها القطب الجنوبي، ويعرف إنسيلادوس احد اقمار الفضاء الصالحة للعيش بخطوط النمر، والحرارة الناتجة في هذه المنطقة ما تعادل تقريبا 20 محطة طاقة تعمل بالفحم، ويمكن استخدامها من قبل المستعمرين كمصدر للحرارة.
هناك الكثير من الحفر والتلال للاستكشاف، ويحتمل أن تستخدم لبناء القواعد كذلك، ولكن الغلاف الجوي للقمر هو رقيق جدا في أحسن الأحوال،وأيضا الجاذبية، والتي من شأنها أن تجعل التنقل صعبا للغاية على سطح القمر.
6-شارون
المسبار الفضائي التابع لوكالة ناسا في طريقه الى كوكب بلوتو قد أرسل صورا مذهلة لأكبر اقمار للكوكب القزم ويسمى شارون، وأثارت هذه الصور جدلا بين العلماء حول ما إذا كان هناك أو لم يكن نشاط جيولوجي على القمر، نظرا لسطح شارون (وبلوتو) والذي يبدو بمظهر أصغر بكثير مما توقعه العلماء.
بالرغم من وجود تشققات وتصدعات على سطح شارون، إلا أنه يبدو خاليا نسبيا من فوهات البراكين، وطبقا لأفاق فريق الأبحاث والتي تشير الى أن شارون قمر نشط، والشقوق والتصدعات مشابهة لقنوات الحمم البركانية والتي وجدت على قمرنا، وشارون سوف يكون مثالي لإنشاء قاعدة بحثية للبشر أو بناء مستعمرة.
ويعتقد أن شارون لديه غلاف جوي رقيق جدا، والتي ستكون مؤشرا بعيدا من وجود النشاط الجيولوجي، إلا إذا ثبت أن النشاط الجيولوجي يأتي من داخل القمر نفسه.
5-ميماس
القمر ميماس والمعروف بإسم نجمة الموت احد اقمار الفضاء الصالحة للعيش ، وهو يعتبر قمر صخري ومن المحتمل وجود محيط تحت سطحه، وفي الواقع هو قمر مناسب للحياة، وهناك دراسات لبعض لقطات كاسيني والتي تشير الى أن الصخور تتحرك ذهابا وايابا وهذا يدل على النشاط تحت السطح.
على الرغم من أن العلماء كانوا حذرين جدا مع النتائج التي توصلوا إليها، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي علامات أخرى من النشاط الجيولوجي، إلا أنهم قد ذكرو إذا تم اكتشاف المحيط فينبغي النظر الى استعمار القمر، وتشير التقديرات إلى أن المحيط من الممكن أن يكون على عمق من (24-29) كيلو مترا تحت السطح.
من الممكن أن حركة الصخور لا تنتج من وجود الماء السائل تحت السطح، ومن الأرجح أن تكون نتيجة لب القمر غريب الشكل، وربما يعود ذلك من الجاذبية الهائلة لحلقات زحل، كما أنه لا توجد أي علامات خارجية تدل على وجود نشاط تحت السطح، والطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك بالتأكيد سيكون بالهبوط على سطح القمر واجراء بحوث على درجة حرارة السطح وقياسات مجال الجاذبية.
4-تريتون
أظهرت الصور والبيانات المرسلة من المركبة الفضائية فويجر 2 في شهر أغسطس 1989 أن سطح أكبر اقمار كوكب نبتون وهو تريتون يتكون من الصخور والجليد النيتروجينى، وأثارت أيضا احتمال أن هناك نشاط تحت السطح والذي قد يشير إلى وجود مياه سائلة.
القمر تريتون لديه غلاف جوي رقيق جدا أو يكاد يكون معدوما لأي شخص على السطح، ولا يمكن أن تخطو خطوة واحدة على سطح تريتون بدون بعض الملابس الواقية الثقيلة جدا، فقد تبلغ متوسط درجة الحرارة هناك 235 درجة مئوية تحت الصفر، مما يجعله أبرد جسم موجود في الكون المعروف.
تظهر المناطق على سطح تريتون لتعكس الضوء كما لو أنها مصنوعة من شيء صلب وناعم مثل المعادن، فيمكن أن تكون هذه المناطق تتكون من الغبار وغاز النيتروجين، وربما الماء المنبعث من داخل سطح القمر قبل توزيعه من خلال الغلاف الجوي الرقيق وتجميده على السطح على شكل جليد ناعم.
لا يبدو أن تريتون تكون في نفس الوقت ومن نفس مادة الكوكب، والتي هي غريبة نسبيا نظرا لجم القمر، ويبدو أن تريتون قد تكون في أي مكان أخر في الفضاء، وبينما هو يجول في القضاء انجذب الى كوكب نبتون، والقمر الغريب يدور في الإتجاه المعاكس لكوكب نبتون، حيث أن تريتون هو القمر الوحيد فى اقمار النظام الشمسي القادر على القيام بذلك.
3-جانيميد
جانيميد هو أكبراقمار كوكب المشتري، وهو مثل الأجسام الفضائية الأخرى في نظامنا الشمسي، وهناك شك أن الماء السائل موجود تحت السطح، وبالمقارنة مع أسطح الأقمار الأخرى نجد أن سطح جانيميد رقيق نسبيا وبالتالي يسهل اختراقه.
جانيميد هو أيضا القمر الوحيد في النظام الشمسي الذى لديه مجال مغناطيسي خاص به، وهذا يعطي شفق القمر المماثل لشفق الأرض، والحقيقة أن هذا الشفق لا يبدو متحرك في أي اتجاه وهذا يشير للعلماء أن هناك محيط تحت السطح، جانيميد أيضا لديه غلاف جوي رقيق يحتوي على أكسجين، وبالرغم من أن الغلاف الجوي رقيق جدا للحياة إلا أننا نعرف أنه موجود.
في عام 2012، تلقت وكالة الفضاء الأوروبية الضوء الأخضر لبدء مهمة لاستكشاف جانيميد، وجنبا إلى جنب مع اثنين آخرين من اقمار المشتري-كاليستو وأوروبا، وسوف تبدأ المهمة في عام 2022 ومن المتوقع أن تصل الى جانيميد فى خلال العقد التالي، على الرغم من أن كل من الأقمار الثلاثة سوف يكون لهم فائدة كبيرة للباحثين، إلا أن القمر جانيميد ربما يحتوي على بيئة غنية للدراسة واحتمالية انشاء مستعمرة.
2-كاليستو
كاليستو تقريبا نفس حجم كوكب عطارد، وهو ثاني أكبر اقمار كوكب المشتري، وكاليستو هو قمر آخر الذي يبدو أن يكون لديه محيط سائل واسع تحت سطحه الجليدي، وبالتالي احتمال انشاء مستعمرة.
سطح كاليستو يتكون أساسا من الحفر وفوهات بركانية، والغلاف الجوي الرقيق لكاليستو يتكون من ثاني أكسيد الكربون ، والأبحاث تشير الى أن الغلاف الجوي يتجدد من خلال ثاني أكسيد الكربون المنبعث من تحت السطح، كما تشير البيانات الأولية الى احتمالية وجود الأكسجين أيضا في الغلاف الجوي، ولكن سوف يكون هناك المزيد من التجارب لإثبات ذلك.
كاليستو على مسافة آمنة من كوكب المشتري، حيث أن الإشعاعات المنبعثة من الكوكب سوف تكون منخفضة نسبيا، ونقص النشاط الجيولوجي يجعل البيئة أكثر استقرارا لإستعمار القمر.
بطبيعة الحال بعد كل ما قيل سابقا والدراسات التي تمت سابقا، فإن الإختيار الأول للمكان الذي سوف يقوم البشر بإستعماره أو إنشاء مستعمرة عليه سوف يكون القمر احد اشهر اقمار المجنوعة الشمسية، والمعروف أيضا بإسم لونا، وإنشاء قاعدة على سطح القمر قد تكون بروفة جيدة لإرسال البعثات الإستكشافية إلى أعماق الفضاء، حيث يعتقد عالم الفلك البيولوجي بوكالة ناسا كريس ماكاي أن سبب توقف الرحلات الفضائية بعد أبولو 17 كان بسبب التكلفة الباهظة لتلك الرحلات، وأن وكالة ناسا التي أصبحت مهتمة أكثر بكيفية هبوط البشر على كوكب المريخ سوف تفشل في مساعيها ما لم تقوم بإنشاء مستعمرة فضائية على القمر لتكون قاعدة انطلاق لإستكشاف الكوكب الأحمر، كما إنتشر في معظم دوائر الإعلام الغربية عن عزم وكالة الفضاء الأمريكية ناسا القيام بإنشاء هذه القاعدة على القمر خلال العقد القادم.