ما أجمله تأديبك يارب ، كم يحزنني ، كم يذلني ، كم يكسرني ، ولكنه ، كم يباركني، كم يغيرني ، كم ينهضني .. كثيراً ما أراك ، إلهاً شديداً قاسياً ، تغضب ، وتجرح ، وتسحق ، ولكن بعد قليل ، حينما تضئ فِهمي ، أكتشف أنك أباً حانياً حكيماً، تجرحني وتعصبني ، تسحقني ويداك تشفيانني .. لعلني أتذكر يوماً ، حينما علم أبي ، أنني بدأت أتعلق بالتدخين ، من فرط غضبه ، أقصد من فرط حبه ، صفعني بكل عزمه ، علي وجهي ، فإنحنيت ، وبكيت ، وكدت أكرهه ، واذ لم يحتمل دموعي ، ضمني في حضنه ، قائلاً ، بحبك ياابني .. أقول الحق ، لقد حولتني صفعة أبويا ، من شاباً ضعيفاً مستهتراً ، إلي أباً خادماً مكرساً .. صديقي الغالي ، ليس بالحضن وحده ، يكون الحب ، ولكن احياناً ما تكون صفعة الله ، أحن من حضنه ..
لا تحتقر تأديبه ، لعل هذا هو ثمن البنوة ، وحنيّة الابوة ..